قصة تنهيدة بوح

0

قصة تنهيدة بوح، ليت الذكريات أوراق نمزق ما نشاء ونبقي ما نشاء، الذكريات شيء فوق الإرادة فوق القلب فوق المشاعر لهذا هي لا تنسى، برغم حلوها ومرها، ليتنا ننسى الماضي ليتنا نستطيع أن نمحو أجزاء الماضي التي تؤذينا كل ما تذكرنا.

تنهيدة بوح
تنهيدة بوح

قصة تنهيدة بوح الجزء الأول

صابر فتى عمره ستة عشر سنة توفت والدته وهو بعمر تسعة سنوات خرج من المدرسة بعمر عشر سنوات بالأمر من والده وبدأ بالعمل في تصليح السيارات بالرغم من صغره، تعلم بسرعة في مجال عمله، واعجب به صاحب العمل كثيرًا، وكان يتقاضى

 مبلغ قليل من المال ولكن كان والده يأخذ المال كله ولم يبق له شيء كان صابر مطيع لوالده ويحترمه ولم يرفض له طلبًا بالرغم من قسوة والده عليه.

عندما بلغ عمره الخامس عشر أصر عليه والده أن يذهب ويعمل معه ومع إخوته كان يعمل بجد ولم يكن يتقاضى من والده شيئا من المال، توفت أم صابر وصابر لم يكن يتجاوز التسع سنوات، فتزوج والده وقتها، وقرر أن يزوج صابر بعمرٍ صغير، فاختار له والده عروسة جميلة وصغيرة، زينب فتاة بعمر الزهور لا يتجاوز عمرها ستة عشرعامًا عرض عليها الزواج فقبلت بإرادتها دون ضغوط خارجية نتيجة نقص وعيها، كانت فرحة بملابسها الجديدة، وبغرفتها الجديدة ولم تعرف ماذا سيحصل بعد ذلك!

إقرأ أيضًا: نصائح ذهبية من تجارب الحياة

قصة تنهيدة بوح الجزء الثاني

تزوجت زينب بصابر، وأقاموا الحفل، كانت سعيدة بهذه اليوم، بعد انتهاء الحفل ذهبت إلى بيتها، وكان بيتها عبارة عن غرفة واحدة بجانب بيت أهل زوجها صابر، كانت عائلة صابر تتكون من أب وزوجة أب وإخوة وأختين أحدهما متزوجة من أخو زينب.

والد زينب كان صديقًا صدوقًا لوالد صابر وكان يحبه حبًا جمًا لذلك وافق على زواج زينب بعمر صغير بعد موافقتها طبعا، وكان عنده ثقه أنه سلّم ابنته لأناس يخافون الله فيها ولكن حصل عكس ما توقع، وفي صباحية عرسها بدأت رحلة عذابها نعم رحلة عذابها وهي صغيرة.

حيث أحضرت زوجة الأب (سامية) قطع من اللحم وقالت لزينب: هيا أفيقي حتى تطهو لنا الطعام، قالت زينب: لا استطيع يا عمتي لم أتعلم طهي الطعام بعد، فقالت سامية: رغمًا عنك سوف تطهين الطعام أنت لم تأتي إلى هنا كي تلعبي نحن جئنا بك كي تخدميننا!

علّمت سامية زينب كيف تطهو الطعام، ونفذت زينب أمر عمتها بكل خضوع، بعد أن انتهت زينب من طهي الطعام جاءت سامية (زوجة الأب) وأخذت جميع الطعام ولم يتبقى لزينب وزوجها شيء!

إقرأ أيضًا: حالات عن حب الأخ وأجمل الكلمات

قصة تنهيدة بوح الجزء الثالث

كان من عادات عائلة زينب إحضار الولائم والقدور وذبح الخواريف وطهي الطعام ففي هذا اليوم جاءت كل عائلة زينب وأحضروا الطعام ولكن سامية لم يعجبها هذا الشيء ولم تتذوق الطعام بحجة أنها لم يعجبها الطعام.

بدأت زينب برحلة عذاب وحصل الذي لم تتوقعه زينب، مضت الأيام ثقيلة على زينب وعلى صابر كانت زينب تعنف وتتاذى جسديًا ولفظيًا؛ كانت زوجة الأب تتلفظ بألفاظ خارجة عن المألوف، عانت زينب معاناة شديدة من قبل سامية زوجة الأب ومن قبل أبو صابر ومن صابر أيضًا.

نعم تأذت من صابر كان والده يجبره على ضرب زوجته بلا سبب وكان صابر مضطرًا على طاعة والده وهو مغصوب على ذلك؛ لأنه كان يحب زوجته كثيرًا ويعلم أنها مظلومة، ولكن ما باليد حيلة، كانت زينب تعمل كل الوقت لم تكن ترتاح أبدًا.

وكانت تحرمها من الطعام هي وزوجها باليوم واليومين، بالرغم من أنها هي من كانت تطهو الطعام، كانت سامية ترسل لهم وعاء صغير لا يشبع طفل صغير، طعام يكاد أن يتلف أو لا يصلح للطعام.

إقرأ أيضًا: ما هي فواكه الجمال وفوائدها المذهلة

قصة تنهيدة بوح الجزء الرابع

وشاءت إرادة الله أن تحمل زينب، بعد شهرين من زواجها ولكن من تعب جسدها وقلة الطعام أجهضت زينب بعد خمسة شهور، ولم يهتم أحدًا لأمرها وغابت عن الوعي لساعات، وحين عاد صابر من العمل وجدها ملقاة على الأرض.

وكانت ملابس زينب ملطخة بالدم، ففزع صابر من منظرها وحملها وذهب بها إلى الطبيب ليتفاجأ بسقوط الجنين، بعد أن أفاقت زينب علمت بالأمر ولكنها طفلة لم تستوعب الأمر، تم علاجها وطلب الطبيب منها أن ترتاح لفترة، فرجعوا الى البيت.

في صباح اليوم الثاني أمرتها زوجة الأب بالعمل بالمنزل بالرغم من إجهادها وإرهاقها، طلبت منها أن تطهو الخبز كالعادة وتعمل الأعمال الشاقة، قلب قاسي لا يعرف الرحمة، زوجة الأب لا تفعل شيء سوى إعطاء الأوامر فقط.

بقي الحال كما هو عليه ذل وإهانة وعذاب وضرب دون سبب، والمشاكل محاطة بها من كل الجهات، وكان لدى صابر خمسة إخوة وفتاة غير متزوجة من الأم والأب كلهم يعيشون في نفس البيت، ولديه من أبيه ثلاثة أبناء أصغرهم أربعة سنوات وأكبرهم خمسة عشرعامًا، وأخت متزوجة من أخ زينب، فكانت زينب تخدم الكبير والصغير.

إقرأ أيضًا: البخل الوراثي

قصة الصابرة زينب الجزء الخامس

أراد الله لزينب أن تحمل مرة أخرى وأصبحت حامل بالشهر السادس و قررت العائلة أن تذهب للتنزه مع جيرانهم وذهبت زينب معهم تخدمهم هناك، فبدأوا باللعب بكرة القدم، ومن الحماس ضرب مازن (أخو صابر) والكرة وطار حذائه من قدمه من مسافة بعيدة وبقوة كبيرة أصاب بطن المسكينه زينب.

فصرخت زينب وشعرت بالدوار والغثيان وتعبت تعبًا شديدًا، فأسرعت الجارة وأخذت زينب إلى الطبيب وبعد الفحص أعطاها علاج لتثبيت الحمل لأنه يوجد خطر على الجنين وقال لها أن تنام على ظهرها دون حركة لأنها بخطر وكتب لها وصفة طبية.

كانت زينب بهذه الفترة لم تتذوق الطعام لمدة ثلاثة أيام وبعدها ذهبوا إلى المنزل، لم ترد الجارة أن تغادر إلا بعد الاطمئنان على زينب وأعطتها الدواء على معدة فارغة، ولم تكن تعلم أنها لم تتناول الطعام منذ ثلاثة أيام، بعدها فقدت زينب وعيها ودخلت في غيبوبة لمدة ثلاثة أسابيع بسبب تسمم الحمل وهي لا تعلم شيء وأجهضت زينب مباشرة بفترة الغيبوبة.

فتحت زينب عينيها ووجدت والدها ووالدتها بجانبها وهي لا تعلم شيء، وجاء الطبيب ليخبرها بوضعها الصحي، وأخبرها بأنها أجهضت كان الجنين ذكر، للمرة الثانية تتلقى زينب صدمة فقدان جنينها.

إقرأ أيضًا: شجرة الباولونيا في الأردن

قصة الصابرة زينب الجزء السادس

وبعد أن تم شفاء زينب ذهبت لترتاح في بيت والدها وبعد أسبوع عادت زينب إلى حياتها القاسية وإلى الشقاء والتعب، وما بيدها شيء سوى الصبر والدعاء، فالصبر مفتاح الفرج.

وبعد يومين من رجوعها الى بيتها ذهبت زينب لتصنع الخبز، عندها خرجت زوجة الأب من البيت، وضعت زينب العجين ليرتاح كانت زينب متعبة فنامت، بعد ساعة جاءت زوجة الأب وأيقنت أن زينب لم تكمل عملها ذهبت أيقظتها من نومها، وضربتها ضربًا شديدًا، فبكت زينب بكاءًا شديدًا وبدا على وجهها آثار الضرب.

جاءت أخت زينب فجأة ورأت أختها بهذا المنظر وسألتها ما بك يا زينب؟ لماذا تبكين؟ ماذا حصل؟ فقالت لها ما جرى ولأول مرة تفصح عن حياتها، وعن ماذا كان يحصل لها خلال فترة زواجها قالت لها أختها: لماذا لم تخبرينا؟ لماذا لم تأتي إلينا؟ ما الذي يجبرك على هذه الحياة؟ لماذا صبرتي على هذا الوضع؟.

تطرقت زينب بوجهها وقالت والدي مريض قلب وأخاف عليه ولا أريد أن أزعجكم بمشاكلي تعصبت أختها وذهبت مسرعة إلى البيت لتخبر والدتها، بعد قليل جاءت والدتها مسرعة إلى زينب وجاء معها رجل كبير بالعائلة وأخ زينب الكبير، تأثرت والدة زينب من منظر ابنتها حبيبتها فلذة كبدها، وذهبوا إلى زوجة الأب بحضور أبو صابر وبدأوا يسمعوا من زينب ماذا جرى؟ وماذا حصل؟.

إقرأ أيضًا: التقليل من شأن الآخرين قصة رائعة

قصة تنهيدة بوح الجزء السابع

واعترفت زينب ببعض مشاكلها رغم الخوف الذي يعتليها ولكنها أحست ببعض الإطمئنان بوجود أهلها، عندها أنكر والد صابر ما جرى، ثم قال لها بغضب: أنت كاذبة، لم يحصل هذا الشيء واختارت المسكينة الصمت ولم تستطع أن تدافع عن نفسها لأنها خافت بعد أن يغادروا أن يضربها ويعنفها، وقالت لها والدتها: تعالي معي يا أمي فرفضت زينب وقالت لها أنا بخير يا أمي.

ولكن بعد أن عادوا ضربوها مرة أخرى أكثر من المرة الأولى، هكذا عاشت زينب في ظلام وشقاء وكانوا ينادونها بألفاظ سيئة، حتى كادت أن تنسى إسمها، وفي خلال الأسبوع ذهبت زينب لطهي الطعام وعادت لتكمل أعمال المنزل ومن قسوة زوجة الأب ذهبت واشعلت الغاز إلى أعلى درجة، حتى تسبب مشكلة لزينب، اشتمت زينب رائحة الطعام محروق وذهبت إلى غرفتها وبدلت ملابسها وخرجت مسرعة إلى بيت أبيها خوفًا من أن تعاقب.

وجلست زينب في بيت أبيها شهر كامل ولم يسأل عنها أحد من أهل زوجها وحتى لم تخبر أهلها ماذا حصل بعد عدة أيام اعترفت زينب لأهلها عن كل شيء، ولم تخبر والدها استغرب أبو زينب وسأل زينب هل هناك مشاكل يا ابنتي؟ ما الخطب؟ لم تستطيع إخبار أبيها بشيء؛ بسبب وضعه الصحي وقالت: جئت هنا فترة راحة لأنني اشتقت اليكم يا أبي.

إقرأ أيضًا: مسابقة المؤلف الصغير

قصة تنهيدة بوح الجزء الثامن

كانت زينب تخبر جارتها عن كل حياتها وذهبت الجارة تسأل عن زينب فأخبروها أنها هربت إلى بيت أبيها ولا نريدها، ذهبت الجارة إلى زوجها وأخبرته ما الذي حصل، وأخبرته بعذاب زينب وكيف كانت تعيش عند أهل زوجها، فحزن لأمرها فقرر أن يساعدها وأن يجعل لها حدًا كونه رجل كبير له كلمة عند أبو صابر.

فقرر الأب أن يذهب ويأخذ معه رجال، إلى أبو صابر كانوا يعلموا أنه السبب هو وزوجته الظالمة، وأن صابر كان يسمع كلمة والده رغمًا عنه، كان يتألم بصمت ولكن ما بيده حيلة، فذهبوا جميعًا وأقترحوا عليه أن يذهب ويرجع المسكينة زينب فرفض وقال لهم: ذهبت لوحدها ستأتي لوحدها، أنا لن أذهب وأرجع تلك الحثالة لا يهمني أمرها، حاولوا معه أن يذهب معهم ولكنه رفض رفضًا تامًا.

كان بيت أهل زينب قريب على أهل زوجها كان والدها معروف بكرمه وصدقه وصلاحه بين الناس كما يقال أشهر من نار على علم والكل يعرفه، فذهب الجار ومعه مجموعة من الرجال لكي يجد له حلًا لقصتها، وجاء الرجال إلى بيت اهل زينب فرحب والدها بالضيوف، ولم يعلم لماذا جاءوا فقال له الجار: أريد أن نرجع زينب ونجد لها حلًا استغرب الأب لأنه لا يعلم ماذا حصل.

زينب لم تخبره بذلك فقال الجار: أستاذنك أن تأتي بزينب إلى هنا فذهب والدها واحضرها،وسألوها هل كنت تعنفي؟ هل كنت محرومة من الطعام؟، أحقًا كانوا يعذبونك؟ هَل كنت تعاملي معاملة سيئة؟ هنا اعترفت زينب قالت: نعم أستغرب الأب وبدت على وجهه الدهشة لما سمع، فأبنته فلذة كبده تعيش بعذاب وهو لا يعلم، كان يظن أنه سلمها لصديق عمره كيف فعل هذا بها.

وأكملت زينب؛ وأخبرتهم ببعض التفاصيل فقال لها والدها: لماذا لم تخبريني يا ابنتي لماذا لم تخبريني طول هذه الفترة؟ صمتت زينب ولم تستطع أن تجيب، فاعتذر الوالد من الرجال وقرر أن لا تعود وطلب من الرجال أن يحضر أبو صابر وإلا فلن ترجع أبدًا، وشكر الأب الرجال وغادروا إلى بيت أبو صابر وأخبروه بطلب والد زينب، فلم يهتم بالأمر بعد إصرار من الجار ذهب أبو صابر بعد شهر تقريبًا، وأنكر ما قالته زينب وكذبها وقال لها إذا أردت أن ترجعي ارجعي لوحدك وغادر دون حل.

إقرأ أيضًا: كلابها أصدق من أهلها: قصة وعبرة

قصة تنهيدة بوح الجزء التاسع

وبقيت زينب في بيت أهلها ستون يومًا وكانت أجمل أيام حياتها من بعد زواجها بعيدًا عن الذل والجبروت من زوجة الأب والأب ثم جاء أخو صابر اسمه وليد سلّم على أهل بيت زينب ثم جلس مع والد زينب.

وتحدث قليلًا فقال وليد أرجوك يا عم أن ترجع زينب، زينب هي الحنونة علينا هي التي كانت تعيلنا فنحن بدونها لا نستطيع العيش وأخي صابر متدمر نفسيًا، ولكن كما تعلم جبروت أبي هو من جعله لا يتكلم بعد إصرار من وليد وافق والد زينب على أن ترجع، ولكن بشروط أن لا يكلمها أحد ولا يعنفها أحد نفسيًا أو جسديًا كان وليد قوي الشخصية، وكان والده يخاف منه تعهد وليد لأب زينب أن يطبقوا الشروط.

فذهب والد زينب وقال لزينب: عديني يا أبنتي أن لن تصمتي مرة أخرى وأن تدافعي على نفسك،  فأومأت زينب برأسها بالموافقة وأمرها أن تجهز أغراضها لتذهب إلى بيتها مع أخيها وأخو صابر أوصلوها إلى بيتها، لم تكلمها زوجة الأب، ولكنها كانت تفتعل لها المشكلات.

كانت زينب تغسل الملابس وتعلقها أمام البيت؛ وتذهب زوجة الأب وترمي الطين والقذارة على الملابس في كل مرة، وترمي النفايات على باب بيتها، لتستفز زينب وتقهرها، فكانت زينب تصبر، وكانت تدعي لها بالهداية.

في هذه الفترة قرر أبو صابر أن يبني طابق ثانٍ وقال هذا الطابق لزينب وصابر وإخوان صابر تحمست زينب وإخوان صابر وأخته ثم عقدوا الهمة وبدأوا يعملون بجد ونشاط كانوا يحملون مواد البناء إلى الطابق الثاني كعمال مجتهدون فكانوا يعملون ليلًا ونهارًا إلى أن أكتمل البناء، ولكن الصدمة أن البيت الذي بنوه ليس لهم! إنما لسامية وسالم، حينها احبطوا ولكن هذا ما جاءهم.

بعدها انتقلت زوجة الأب إلى الطابق الثاني، وبقيت زينب وزوجها وإخوان زوجها وإخت زوجها بالطابق الأول، ولكن غرفة زينب منفصلة عن غرفة أخوان صابر، خف الحمل على زينب بقيت فقط تنظف المواعين لزوجة الأب، ولكن كانت تخدم بيتها وبيت أخوان صابر، كانت مرتاحة في خدمتهم، لأنهم باعمار صغيرة، هي فقط تريد الأجر والثواب.

إقرأ أيضًا: قصة الشباب الأبدي: ما هو السر

قصة تنهيدة بوح الجزء العاشر

أصبح عمر زينب هنا عشرون عامًا التزمت الفراش في ذلك الوقت ولم تكن تعلم ما بها، لم تكن ترحمها زوجة الأب من غسل المواعين بقيت تجمع لها مواعين في أيام كثيرة، فقالت هذه تتصنع الدلع، ذهب أبو صابر وصرخ عليها فقال لها: هيا افيقي واغسلي المواعين.

زينب في هذه الفترة لم تكن تشتهي الطعام وكانت كلما تقوم تشعر بالدوار، ثم تعاود الإلتزام بالفراش، بعد ثلاثة أشهر ذهبت إلى بيت أهلها وأخذتها اختها إلى الطبيب من سوء حالتها ومن شحوب وجهها، فحصتها الطبيبة واكتشفت أنها حامل وتعاني من سوء التغذية، وطلبت منها الراحة التامة وتتناول طعامًا صحيًا وكتبت لها على علاج وطلبت منها مراجعتها كل شهر، للاطمئنان على وضعها.

وكانت زينب طيلة فترة الحمل هزيلة بالرغم من ذلك كانت تقوم بمهامها اليومية رغمًا عنها، البعض يتساءل لماذا لديها سوء تغذية، صابر كان يعمل مع والده ولكن والده لم يكن يعطيه شيئًا من المال وكانت زوجة الأب هي من تتحكم بالطعام الذي يتناولوه.

كانت سامية تعطيهم صحن صغير لا يشبع طفل كما ذكرنا سابقًا أن هذا الطعام مطبوخ من يومين أو ثلاثة أيام مضت فترة الحمل وحان وقت الولادة، فأنجبت زينب مولود ذكر، ولكن وزن الجنين صغير جدًا بسبب سوء التغذية كان يزن كيلو وسبعمائة غرام، وضعوه في غرفة العناية المركزة ثلاثة أيام، وزينب بجانبه.

وخرجت زينب من المستشفى إلى بيت أهلها لترتاح، أعطى والدها المال لصابر ليشتري الحلويات فرحة بنجاة ابنته وحفيده، وذهب صابر إلى أهله ومعه الحلويات، ولكن ساميه لم تسمح لأي أحد أن يتذوق الحلويات ووضعتها في سلة القمامة، لم تكن تصدق أن زينب كانت حامل أصلًا بسبب نحول جسدها لم يظهر عليها الحمل.

وجلست زينب في بيت أهلها شهرين كاملين إلى أن تم علاجها كاملًا وأصبحت نشيطة، تكفل والد زينب بكل شيء يخص الطفل من غذاء وملبس ودواء، وقرر أن يجعل لزينب راتب شهري، كي تشتري لنفسها الذي تريد، الطفل الجميل أسموه سالم على إسم والد صابر.

تحسن وزن الطفل سالم ورجعت زينب إلى بيت زوجها، وأكملت حياتها هنا ظهرت الغيرة على أخت صابر الصغيرة فأصبحت تظهر لها المكائد، وتفتن بينها وبين زوجة الأب، وبين زينب وزوجها، وتشعل النيران في البيت، بغيرتها وحقدها قابلت الحسنة بالسيئة ونكرت المعروف، وكانت تخلق لها المشاكل باستمرار.

وبقيت زينب بالذل والمهانة، واختارت أن تدعي لها بالهداية ولم تناقشها كانت صابرة محتسبة برغم كل شيء، كبر الطفل سالم بدأ يحبو وصعد الدرج الى بيت جده ورأته زوجة الأب وبدأت تصرخ وتغلط، لا تريد رؤية الطفل، وقالت لزينب إذا أردت أن تأتي وتنظفي احبسيه داخل الغرفة وأغلقي الباب عليه.

إقرأ أيضًا: أسباب جفاف المهبل وعلاجه

قصة تنهيدة بوح الجزء 11

اتسعت دائرة المضايقات والمشاكل واختنقت زينب ولم تعد تتحمل فقررت هي وصابر أن يخرجوا من البيت ويسكنوا بعيدًا عنهم وذهبت زينب إلى والدها وأخبرته بقرارها، ووجد لها بيت كبير فيه غرف كثيرة تعهد لها أن يؤثثه بالكامل وأن يدفع لها إيجار البيت.

كما قرر إخوان صابر أن يخرجوا ويسكنوا معه لأنهم كانوا يتعرضوا للمشاكل مثل زينب فدفع والد زينب إيجار المنزل لمدة شهرين وبدأوا بتحضير حقائبهم وحاجياتهم وكانوا فرحين، ثم جاء والد صابر وقال بعصبية وصراخ: لن يتحرك أحد من هنا ولن يذهب أحد، والد زينب يريد أن يأخذ أولادي مني واستأجر لكم بيت! لن يستطيع أي أحد أن يتحكم في أولادي ستبقون هنا تحت أمري، رضخوا للأمر ورتبوا البيت كما كان.

بعدها بفترة قصيرة حملت زينب بابنها الثاني، ازدادت المشاكل بينها وبين اخت صابر وزوجة الأب وبالشهر الثامن ازداد الضغط على زينب وذهبت الى بيت أهلها وبقيت إلى ما بعد الولادة وأنجبت أبنها الثاني واسمته على إسم والدها عمر وبقيت فترة راحة في بيت أهلها كان طفلها الأول عمره سنة وتكفل والد زينب بالطفل الثاني أيضًا بكل احتياجاته.

كان والد زينب حنون عليها وكان يعوضها عن كل ما تراه كان يحضر لها الطعام والشراب والملابس والذهب ولم يتركها يومًا كانت زينب تصبر من أجل أهلها ومن أجل زوجها؛ فزوجها ضحية مثلها، كان تحت رحمة أب ظالم و زوجة أب قاسية هذا قدرهم راضين بما كتبه الله لهم.

بعد أسبوعين من ولادة الطفل عمر مرض مرضًا شديدًا استدعى دخوله إلى المستشفى علم صابر وأهل صابر بالأمر ولم يتدخل أحد ولم يسأل أحد فذهبت أخت صابر الثانية، كما ذكرنا سابقًا أنها زوجة أخو زينب فذهبت مسرعة وأحضرت أخيها صابر إلى المستشفى، وجاء إلى المستشفى بعد الإصرار على والده وبعد الموافقة قال له: لديك نصف ساعة وترجع إلى العمل.

وجاءوا إلى المستشفى وكانت هذه المرة الأولى التي يرى فيها إبنه وبعد علاج إبنه ذهب وأوصل زينب إلى بيت أهلها، ولكنه تأخر ساعتين وذهب إلى والده ولكن والده قابله بالصراخ أمام الناس وضربه ضربًا شديدًا وتوعد صابر بأن يخرج من البيت، وذهب واحضر الأوراق الخاصة بهم؛ دفتر العائلة وشهادات الميلاد، وأتى بهم إلى بيت أهل زينب ونام عندهم هذه الليلة.

وفي اليوم الثاني ذهب يبحث عن عمل لأنه لا يريد أن يعمل مع والده مرة أخرى وفي الطريق قابله أخيه وقال له هيا نذهب إلى أبي واصلح بينكم، فذهب صابر وغاب شهرين، رجع صابر وطلب الأوراق الخاصة وقال لوالد زينب: أريد أولادي وأوراقهم ولا أريد زينب أريد أن أطلقها!

إقرأ أيضًا: قصة الشباب الأبدي: ما هو السر

قصة الصابرة زينب الجزء 12

قال والد زينب اذهب لا يوجد لك أبناء لدينا وبعد مرور أربعة أشهر جاءت اخت صابر وقالت لها هيا بسرعه جهزي ملابسك سأخذك إلى بيت زوجك لأن صابر سوف يتزوج عليك، هنا انفجرت زينب بالبكاء لأنها تحب صابر وخافت على مصير أطفالها، وقررت أن تعود إلى زوجها.

وفي أثناء تحضير أغراضها جاءت أختها وقالت: ماذا تفعلين قالت سأرجع إلى زوجي سوف يتزوج عليّ!  قالت لها لن تخرجي بهذه الطريقة أنت معززة مكرمة ولم ينقصك شيء، لا أسف عليهم وذهبت أخت زينب إلى أخت صابر لتتحقق من الخبر فقالت لها: أنا أكذب لأصلح بينهم لأنني أريد أن ترجع إلى بيتها.

وبعد فترة قصيرة، جاء رجال كبار يرجعوا زينب إلى بيتها وبعد التحدث قرروا أن ترجع زينب بإرادتها رجعت وازداد الضغط عليها من جميع النواحي بعد أن بلغ الطفل عمر عامًا قرر إخوان صابر أن يقيموا حفل ليفرحوا زينب وأطفالها لأنهم كانوا يكنون لها كل الاحترام لأنها كانت تخدمهم وتعويضهم عن كل شيء.

ذهبت زينب تدعو زوجة الأب إلى الحفل ولم تقبل قالت: لا يشرفني أن أجلس مع أمثالك وأمثال أهلك، وأقيمت حفلة صغيرة كانت خاصة بالنساء كانت من أجمل الأوقات لدى زينب، ورجع كل شخص إلى بيته ولكن زوجة الأب لم تصمت وبقيت تذم في زينب لأنها عملت حفلة ليوم الميلاد، واستكثرت عليها فرحتها، فندمت زينب أنها أقامت حفلة بالرغم من أنها صغيرة، ولكن زوجة الأب ضد الفرح.

وبعدها بفترة فقد والد صابر مبلغ من المال واتهم زينب المسكينة هي من أخذت المال فاحضر لها القرآن الكريم لتحلف فحلفت زينب أنها لم تسرق شيء، وهي صادقة، اكتشفت حينها أنها حامل، ومضت تسعة أشهر فتعسرت ولادتها، بعد مرور يومين من العذاب أنجبت فتاة، ولكن كان لديها مشكلة صحية إعاقة برجلها كانت تحتاج حالتها أكثر من عملية جراحية حتى تتحسن حالتها.

وكانت هذه المشكلة وراثية في العائلة كان الجد الأكبر لصابر بنفس المشكلة وكان أكثر من شخص لديه نفس المشكلة، حينها تعالت الضحكات والفرح لأب صابر وزوجة الأب شماتًا في زينب، أجريت العملية الأولى في المستشفى وأخذها والد زينب إلى أفضل أطباء البلد واهتم لحالتها وتابعوا علاجها.

جاء والد صابر وقال لزينب: لأنك حلفت يمين كاذب عذبك الله ببنتك وزينب مظلومة، ولكن ماذا تقول شكرت الله على هذه الطفلة واسمها مريم واستمرت المعاناة بعلاجها، والد زينب لم يترك مريم فبقي يعرضها على الأطباء لتتعالج كان علاجها طويلًا ومكلفًا لمدة أربع سنوات حتى بدأت مريم بالمشي.

إقرأ أيضًا: قصة الحرف القاتل

قصة تنهيدة بوح الجزء 13

شاءت إرادة الله وحملت زينب بالطفل الرابع وأنجبت فتاة، كبرت العائلة وأصبحت غرفة واحدة لا تكفي، فباعت زينب الذهب الذي كان يحضره والدها لها لتبني غرفة فأصبحت لديها غرفتين غرفة لها ولزوجها وغرفة لأطفالها لم يكن لديها مطبخ فأحضرت عدة المطبخ في غرفة أولادها وأصبحت مستقلة تطبخ لها ولعائلتها فقط وتقوم بأعمال منزلها.

انفصلت لوحدها لأن إخوان وأخت صابر بدأوا يعتمدون على أنفسهم في هذه الفترة مرض صابر واحتاج أن يعمل عملية جراحية وكلفت مبلغ من المال فتكفل والد زينب بكل شيء وعمل العملية، كان والد صابر لا يرحم أب ظالم قاسي يريده أن يعمل من اليوم الثاني لكن وضعه الصحي لا يسمح، مضت الأيام وتحسن وضع صابر، وذهب إلى العمل.

في هذا اليوم كان والد صابر غير موجود في مكان العمل فجاءت فتاة لتصلح شيئًا لها وأصلحها صابر وأخذ منها المال ونسي أن يعطي الأجر إلى والده بالرغم أنه مال قليل جدًا فاتهمه والده بالسرقة وعنفه وضربه، فهو بريء مسكين لا يستطيع الدفاع عن نفسه.

كبر الأطفال، فأحضر لهم جدهم أبو زينب سيارة ليلعبوا بها أصبح عمر الطفل الأكبر خمس سنوات فأحب أن يخرج هو وإخوته ليلعبوا خارج المنزل في فناء منزلهم فرأهم جدهم والد صابر فمنعهم من اللعب وضربهم لا يريد أن يراهم ولا يسمع صوتهم بحجة أنه ينزعج.

ذهبت زينب في زيارة إلى أهلها ورجعت إلى بيتها فاكتشفت أن والد صابر أخذ السيارة وباعها، فحزنت زينب كثيرًا لأنه الشيء الوحيد الذي يفرح به أطفالها، ولا يملكون لعبة غيرها ولم يخرجوا للعب بالخارج كما أمرهم جدهم.

بعد فترة قرروا أن يزوجوا أخو صابر ولأن زينب هي التي اهتمت بإخوان صابر كانوا يعتبرونها أختهم الكبرى قال أخ صابر لها: أريد أن تختاري لي العروس، فقال والد صابر: لا خالتك سامية هي من ستختار لك لا نريد ذوق تلك الساذجة، فاختاروا عروسًا لرامي أخو صابر ولكنها أكبر منه فذهبوا  ليرونها للمرة الأولى فلم تعجبه العروس.

ولكن ذهب ليسأل زينب عن رأيها قالت زينب: الرأي رأيك أنت من ستتزوج فسأل رامي أخيه صابر فأجابه: صابر أنها كبيرة بالعمر وفرق كبير بينك وبينها فاقتنع رامي وقال: لا أريدها ناداه والده فسأله عن رأيه بالعروس فقال: لم تعجبني قال والده: ستتزوجها رغمًا عنك وعن زينب أنا متأكد أنها هي من أقنعتك أن ترفض الزواج برشا.

إقرأ أيضًا: قاتل الكلب قصة وحكمة

قصة تنهيدة بوح الجزء 14

قرر رامي الهروب والسفر إلى بلد آخر لأنه غير مقتنع بالعروس فأخذ الأوراق وزواج السفر وهم بالرحيل فرآه والده وضربه ورجع إلى البيت وقال له: لن تغادر وستتزوجها غصبًا عنك وأخذ منه الأوراق، فجاءت أخت صابر وصرخت على زينب وقالت لها أخي سيتزوج رشا غصبًا عنك قالت لها زينب: أنا لا دخل لي في هذا الشيء، قالت أخت صابر أنت كاذبة أخي سمع كلامك كالعادة وزينب مظلومة.

بعد مضي شهر قرر رامي الرضوخ لأمر والده فوافق على العروس رشا، واستعان بزينب لتشتري له لوازم العرس وتحضيرات الحفل، تمت مراسم الزواج، بدأت الحفلة فكانت العروس تنظر إلى زينب نظرات حقد وكراهية ولم تعلم زينب لماذا هذا الكره تمت الحفلة.

بعد مضي أسبوع على زواج رامي، ذهبت زينب لرشا وقالت لها: نريد أن نكون أخوات وأن نكون يد واحدة وأحب أن نتشارك الطعام، قالت رشا: لا لا أريد أن أشارك معك بشيء ولا أريد أن أتحدث معك أبدًا، فقالت زينب: والدمعة على عينيها لماذا؟ قالت: أبو زوجي لا يريد ذلك فخرجت زينب حزينة شعرت بالذل فسكتت.

وبعد يومين أحضرت زينب وليمة فيها كل ما لذ وطاب للعروس والعريس، فتأخرت رشا، وذهبت زينب لتحضرها، فرفضت رشا الحضور وقالت: لا أريد أن آتي إليك لا أحب أن أتناول الطعام عند أحد، فكسرت بخاطرها مرة آخرى، فذهبت زينب باكية إلى بيتها.

كالعادة والد زينب كان يحضر لها جميع لوازم المنزل من طعام وشراب، فقررت زينب أن تقسم الحاجيات بينها وبين رشا وكانت رشا تأخذ الحاجات وترمي بها إلى سلة القمامة، فرأتها زينب فقررت أن لا ترسل لها أي شيء، رشا لا تستطيع أن تطهو الطعام وأخت صابر كانت تعمل، لم يكن هناك وقت لتطبخ لهم، فكانوا يذهبون ويتناولوا الطعام في بيت زينب.

فزادت غيرة رشا وكانت قوية الشخصية، ومنعت زوجها أن يذهب إلى بيت أخيه، وحتى لا يلقي السلام عليه، كانت رشا المفضلة عند والد صابر وزوجة الأب والكل يحترمها مضت الأيام، وحملت رشا وأنجبت ولد كبر طفلها فصارت، رشا ترسل ولدها يرمي القذورات في بيت زينب كل يوم، وزينب لا تستطيع أن تفعل شيء سوى أن تنظف فقط كل يوم مشكلة، وكل يوم مصيبة ذهبت رشا إلى زينب قالت لها: لا أريد أن تبقي هنا أريد منك الرحيل لا أريدك!.

فقالت زينب: لماذا هذا بيت أبو صابر لماذا تطرديني منه؟ قالت لها: لا أريدك لا أحبك! قالت زينب: لن أخرج من بيتي إلا إذا قال هذا أبو صابر، ذهبت زينب لوالد زوجها وقالت: هل أنت موافق على هذا الكلام يا عمي فقال: نعم أخرجي ما تريده رشا سوف يحصل، فعزمت زينب الرحيل، وجهزت عدتها وذهبت إلى بيت أبيها فقالت ما جرى لوالدها.

إقرأ أيضًا: قصة عن الصدق والتعاون والأحلام الوردية

قصة تنهيدة بوح الجزء 15

وكان لدى والد زينب بيت فارغ فأعطاه لزينب، ورحلت زينب كانت زينب تسكن بالطابق الأول وأخت صابر بالطابق الثاني، لم ترتاح زينب بدأت معركة مع أخت صابر، كانت تنقل لأهلها كل كبيرة وصغيرة عن زينب وتفتعل لها المشاكل بقيت زينب مدة سنة كاملة.

ورحلت زينب لم تتحمل أكثر من ذلك رحلت في بيت قريب من بيت أهلها، جلست زينب في هذا البيت ثلاث سنوات، وطلب والد صابر من صابر أن يرجع الى البيت مرة أخرى، بعد إصرار وافقت زينب وصابر فرجعوا عند أهل صابر ولم تنتهي المشاكل بل ازدادت عليها المشاكل والتدخلات والمضايقات.

توفى والد زينب الحنون الكريم مرض مرضًا شديدًا فتوفاه الله مرت زينب بمرحلة نفسية صعبة، بعدها سنتين توفت والدة زينب انكسر جناحها توفي الوالد والوالدة تدمرت زينب، كانت تستند على أبيها وأمها أصيبت زينب بانهيار عصبي مدة ثلاثة أيام وبقيت زينب في بيت أهلها أسبوعين.

 ثم رجعت زينب إلى بيتها، زادت معاملة أهل صابر صعوبة أصبحوا يعنفوها طول الوقت دون رحمة، فليس لها أحد يدافع عنها الآن، أصبح الكل ذئاب على هيئه بشر فاختارت زينب الرحيل مرة أخرى، وبعدها عاشت فترة بعيدة عن المشاكل بدأت تتعلم الخياطة لتسند زوجها.

احتاج ابنها الأكبر لعملية جراحية فصابر لم يذهب إلى العمل لأن إبنه بحاجة له، فبعث والد صابر بأخيه، وأخذ مفتاح المحل منه وطرده من العمل بسبب يوم غياب، لكن الله يحب صابر، وجد عمل بسرعة وبراتب ممتاز بفضل الله، وتحسن وضعهم.

هنا بدأت حياة زينب تتغير للأحسن تغيرت معاملة أب صابر وزوجة الأب لزينب فأصبحوا يعاملونها معاملة حسنة وصار الكل يحترمها عرفوا قيمتها كانت رشا تعاملهم معاملة قاسية ولا تحترم أحد فلجأوا إلى زينب وأصبحوا يزورونها بكثرة بشكل يومي تقريبًا كانت زينب تعد لهم أطيب الطعام، شعرت زينب بالراحة أخيرًا، فأصبحت زوجة الأب تستشير زينب بكل كبيرة وصغيرة.

بعدها فترة أصيب أبو صابر بمرض الزهايمر فأصبحت زينب تكثر الزيارات عند زوجة الأب وإخوان صابر كانوا يستقبلونها استقبالًا حسنًا، بعد فترة توفى والد صابر، وكبر إخوان صابر فأصبحوا في عمر الزواج واستعان أخو صابر بزينب لتختار عروسًا له فتم النصيب فتزوج الأخ الثاني لصابر، وتحسنت جميع الأمور بالنسبة لزينب.

كبر أبناء زوجة الأب أيضًا  فقررت أن تزوج أولادها، واستشارت زينب بكل الأمور، كانت تعتبرها المثل الأعلى فتزوج اثنين من أبنائها باختين بنفس اليوم، فسكنت العروسين عند زوجة الأب فأحب العروسين زينب، كانوا يعتبرونها الأخت الكبرى، كبرت زوجة الأب ومرضت فكانت تحتاج زينب كثيرًا وتحب أن تراها يوميًا.

إقرأ أيضًا: قصة أحمد وبائع الفجل حكمة رائعة

قصة تنهيدة بوح الجزء 16

كما أصبحت زوجات أبناء سامية (زوجة الأب) يعاملونها معاملة سيئة، سبحان الله كما تدين تدان كانوا يهزئونها ولا يحترموها، كانوا يذهبوا ويتنزهوا ويتركوها وحيدة بالبيت، وكانت بالرغم من كبرها تنظف البيت وتطهوا الطعام، فزوجت الإبن الثالث فكانت مثلهن.

ازداد مرض زوجة الأب احتاجت الدخول إلى المستشفى اكتشفوا أن عندها مرض السرطان منتشر في جميع جسدها، فصارت في أيامها الاخيره فلم تتركها زينب يومًا ساءت حالة زوجة الأب فأصبحت لا تستطيع التنفس فاحتاجت الأكسجين، وكلما تحضر زينب تبتسم وتمسك يدها ولا تتركها وتحضنها.

فزاد المرض عليها وفقدت الوعي مدة شهر، كانت زينب تذهب عندها وتدعي لها وتتحدث معها كانت بحضور زينب تحرك يدها مع أن الأمل منها مفروغ توقف قلبها فتوفاها الله، حزنت زينب حزنًا شديدًا.

وبعد فترة من الزمن مرضت رشا زوجة أخو صابر مرضًا شديدًا وأصيبت أيضًا بمرض السرطان، فذهبت رشا إلى زينب فطلبت منها أن تسامحها وقالت لها أن أخوات صابر من طلبن أن أعاملك هذه المعاملة أرجوك سامحيني، زينب ذات القلب الطيب سامحتها وسامحت زوجة الأب وكل من أساء لها بعد فترة قصيرة ازدادت حالة رشا سوءًا ولم تتحمل ففارقت الحياة.

عاشت زينب مع زوجها وأولادها وتزوج أبنها الأكبر، وبناتها الاثنتين وأصبحت جدة، بالرغم من تعبها ومرضها أصيبت بهشاشة عظام برجلها، أصبحت تستصعب المشي أصيبت بالسكري وصابر أيضًا كان يعاني من عدة أمراض أصيب بجلطة قلبية، وأصبح يعالج لمرض الضغط أيضًا برغم أمراضهم إلا أنهم يعيشون حياة هنيئة وجميلة عوّض صابر لزينب عن كل شيء بالحب والحنان، وإلى الآن يعيش حياة جميلة، ارتاحت زينب بعد كل المعاناة التي كانت تعانيها.

إقرأ أيضًا: هي والقمر قصة أرجوان

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية قصتنا قصة تنهيدة بوح، وزينب ترسل لكم السلام وتطلب منكم أن كل شخص يقرأ يذكرها بدعوة لها ولصابر، لا تيأسن من فرجٍ ومن لطف، وقوة تظهر بعد ضعف، إن الأرواح على صفاء نواياها تتلاقى، سينتهي كل شيء مؤلم ذات يوم كما حصل مع زينب صبرت فكافئها الله وعوض صبرها، وللحصول على المزيد من القصص والمقالات “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.