ليلة كانون الباردة

0

ليلة كانون الباردة، في يوم من أيام كانون الثاني قبل عدة سنوات أذكر أن هنالك عاصفة ٱتت على مدينة باريس، عاصفة مخيفة غطى الثلج المدينة بأكملها لعدة أيام وكان الناس يمشون سكارى وما هم بسكارى.

لَيلة كانون الباردة
لَيلة كانون الباردة

ليلة كانون الباردة

كان شتاء تلك السنة باردًا جدًا، لدرجة أنني قرأت في إحدى الجرائد أن هنالك أناس قد ماتوا من شدة البرد وأذكر في لائحة الأعمار أن شخص أو (طفل) بالعاشرة من عمره قد مات، كان هذا الطفل محتمٍ من الثلج وهو يسقط تحت جسر ( السين) كان ذلك المكان ملاذًا آمنًا للفقراءِ بكل الأوقات.

هل تعلم من هو ذلك الطفل يا عزيزي؟ كان الطفل نفسه الذي أخبرتك أنه يجلس بالقرب مني في حديقة (مونيه) بعد أن ينتهي من بيع الزهور للمارين من العشاق، كان يخبرني في كل يوم عن مغامرة من مغامراته و كأنه رجل بالخمسين من عمره، شرح لي بعض من أحداث الثورة التي أنهت حياة والديه و كأن ذلك الطفل كان من المحاربين على الجبهة.

إقرأ أيضًا: خاطرة زمن الأرانب

نهاية ليلة كانون الباردة

قال لي: أننا خرجنا في هذه الثورة كي نرجع حقوق الفقراء و أن الوعود التي أعطيت له كانت كاذبة، و شرح ما حل به بعد ذلك من تشرد في ضواحي باريس الحزينة، ليلة واحدة كانت كفيلة بأن تقتل ذلك الصبي الذي حمى نفسه من الرصاص، ليلة واحدة فقط من شدة أو ( فتك) برودتها أخذت هذا المسكين الذي له حق الحياة كأي طفل أخر.

خيم حزن المشهد و طغى علينا الأسى و أدمع عيوننا ما حل بطفل، ومن الظلم الذي وقع على هؤلاء الأبرياء من الناس، و الأدهى و الأمرّ من ذلك أن أمثال هذه القصة كثيرون في وقتنا الحالي؛ لأنني سمعت من الصحب أن (ميلانو) تضج بالأطفال المشردين والأطفال الذي وقع عليهم الظلم و هم يعملون في خدمةِ النبلاء والأمثلة كثيرة.

إقرأ أيضًا: 60 نصيحة ذهبية من تجارب الحياة

لا تتجرد من الإنسانية

يا عزيزي، لا تجعلنا نتجرد من إنسانية مقابل أن نحيا و لا تظن أن العاصفة أو ما يسمى بالكارثة هي التي قتلتهم، بل قتلهم خذلان البشر لهم و معاداة الطبيعية التي فطرنا عليها الرب و إذا نظرتَ في تمعنٍ ستعلمُ أن العالمَ يمرُ بِامتحان.

إقرأ أيضًا: هذربات بين السطور

ما يعنيه ذلك؟ امتحان له سنكون إنسانيين أم سنتحول إلى وحوشٍ تسبي بعضها البعض، لا تكن من الذين أضاعوا العمر من أجلِ ملكٍ أو مالٍ أو منصبٍ أو ما يشابه ذلك.

بل كن من الذين إذا اشتكى طفل رأيته يركض كي يساعده، و إذا بكى شيخ طاعن بالسن لا يتوانى عن مناجاته فهذه هي الحياة الحقيقية  وهذه هي نهاية ليلة كانون الباردة، وللحصول على المزيد من النصوص الأدبية والمقالات الطبية يرجى زيارة صفحتنا على الفيسبوك “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.