قصة أحمد وبائع الفجل حكمة رائعة

0

قصة أحمد وبائع الفجل، في هذه اللحظات الراهنة سنتحدث عن قصة لطيفة قد حدثت في بلاد الرافدين (العراق)، وهي عبارة عن حكاية أكثر من رائعة وفيها العديد من الحكم لأصحاب العقول النيرة والفكر المميز.

قصة أحمد وبائع الفجل
أحمد وبائع الفجل

قصة أحمد وبائع الفجل

قصتنا بدأت في العراق تحديدًا في مدينة سامراء الأصيلة التي تقع في شمال بغداد، التي عرف عنها أنها مدينة يكثر فيها العلماء والأدباء وأصحاب العلم والخبرة الهائلة، وهنالك جامعة واسعة جدًا وفيها أستاذ عظيم ذو مكانة عالية وأخلاق يحتذى بها وعلم لا محدود، كان اسمه أبا الحسن ولديه طالب في مرحلة الدكتوراه يحبه جدًا لأجل ذكائه وحنكته.

إقرأ أيضًا: قرية جوليازي وأبرز الأنشطة السياحية

لحظة فقدان أبو الحسن لطالبه المميز 

كما قلنا سابقًا أنه كان لدى أبو الحسن تلميذ مميز يتمتع بالذكاء العالي واسمه أحمد، لكن في أحد الأيام افتقده ولم يجده في الدرس، استغرب كثيرًا ولم يعرف أين هو، انتظره في اليوم التالي ولكنه أيضًا لم يأتي، عندها قرر أبو الحسن الذهاب للاطمئنان على أحواله، واعتقد أنه مرض مرضًا شديدًا لذا لم يأتي وتغيب عن الدرس.

بحث أبا الحسن عن أحمد كثيرًا حتى وجد منزله، دخل عليه ودُهش عندما رأى منزله، وجده يتكون من غرفة واحدة ولها سقف متشقق متصدع مهترئ، وأنه فقير بشكل لم يخطر على باله لو للحظة، قام أحمد بصنع الشاي لأستاذه أبا الحسن وبعد احتساء الشاي والانتهاء منه قال له: لماذا لم تعد تأتي إلى الجامعة ولم تعد تحضر الدروس؟ فأجابه أحمد بكل برود وتبلد: لأن العلم لا يشتري باقة فجل.

إقرأ أيضًا: حقيقة قرية كالاتشي القرية النائمة

أحمد وبائع الفجل وسبب تركه الجامعة

عندما أخبر أحمد استاذه بأن العلم لا يشتري باقة فجل أصيب الاستاذ بحالة من الذهول وجحظت عيناه إلى الخارج، لشدة الاستغراب وكاد أن ينطق بالسؤال، وقاطعه أحمد وأخبره الجواب قبل أن يسأل وقال: لقد شعرت بالجوع المفرط منذ أسبوع وأكثر ولم أملك إلا فلسًا ونصف.

وأكمل أحمد: ذهبت للخباز واشتريت خبزة ثمنها فلسًا واحدًا، وبعدها كانت وجهتي إلى بائع الخضار؛ كي اشتري باقة من الفجل ولكن عندما سألت عن سعرها قال لي بأن ثمنها فلسًا واحدًا ولم يتبقى معي سوى نصف فلس فقلت للبائع: ما رأيك بأن أعلمك مسأله من الصرف أو النحو أو أروي لك رواية أدبية أو حتى أخبرك قصص بالفقه مقابل أن تعطيني باقة الفجل بنص الفلس؟

إقرأ أيضًا: قاتل الكلب قصة وحكمة

ماذا قال بائع الفجل لأحمد

نظر البائع لأحمد ذاك الطالب المسكين نظرة سخرية واستهزاء واضح وقال له: علمك لا يشتري فجلًا هيا اذهب من هنا ولا تريني وجهك ثانية، عندها علمت أنه على حق وأن العلم لا يطعم الفجل وقررت ترك الجامعة والبدء في البحث عن عمل يمكنني من شراء الخبز والفجل وكل ما يحلو لي من احتياجات.

إقرأ أيضًا: اعرف شخصيتك من فصيلة دمك

ردة فعل الأستاذ على كلام الطالب

لم يعلق الأستاذ على كلام أحمد وبقي في حالة صمت قاتلة وبعدها بقليل أخرج من جيبه خاتمًا من الذهب الثمين وقال له: بع لي هذا الخاتم وتعال غدًا إلى الجامعة وانصرف.

في اليوم التالي ذهب أحمد عند أستاذه في الجامعة ومعه مبلغًا كبيرًا من ثمن خاتم الذهب، قدمه للأستاذ وقال له: إنه مبلغ رائع أين بعت هذا الخاتم؟ قال له: في سوق الصاغة، فقال الأستاذ: لكن لمَ لمْ تبعه لبائع الفجل؟ قال: ولكن بائع الفجل لا يعرف قيمة الذهب، سيظنه شيء رخيصًا ولا قيمة له، قال الأستاذ: كيف لبائع الفجل أن يعرف قيمة الذهب، كما أنه لن يعرف قيمة العِلم أيضًا؟

إقرأ أيضًا: فوائد ورق الغار وأسطورة الحورية دافني

الحكمة من القصة اللطيفة

المشكلة يا صديقي ليس في علمك أو عملك، بل المشكلة في الأناس الذين تعرض عليهم هذا العلم، هل سيقدرون قيمة الشيء الذي تملكه وتقدمه أم لا؟ يجب علينا أن نعطي الشيء للأشخاص المناسبين ولمن يستحق، ليس لمن لا يقدر ويشعر، وقصة بائع الفجل تتكرر كثيرًا في جميع أنحاء حياتنا.

وكذلك الحب، إذا قدمت حبًا كبيرًا ولم تجني سوا القهر والبكاء فهذا لا يعني بأن الحب ليس له قيمة، بل معناه أنك قدمت الحب للشخص الخطأ فقط، وإذا صنعتَ معروفًا مع أحدهم وقابله بكل إساءة، فهذا لا يعني بأن الخير الذي قدمته لا يُثمر في الناس، وإنما يعني أن بعض الأشخاص فقط ليسوا أهلًا للخير والمعروف والإحسان.

إقرأ أيضًا: كلابها أصدق من أهلها: قصة وعبرة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية طرحنا هذا حول قصة أحمد وبائع الفجل، وتعرفنا إلى الحكمة المنطقة في طياتها، وهي رسالة موجهة لكافة أفراد المجتمع، على أمل أن تنال إعجابكم، وللحصول على المزيد من القصص المميزة، وأهم المقالات الطبية والثقافية يرجى زيارة صفحتنا عبر تطبيق الفيس بوك من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.