حقيقة قرية كالاتشي، كان ياما كان، في زمن من الأزمان، كان في قرية صغيرة ومنسية، وموجودة على الحدود الروسية، أصبحت على حالة غريبة، ولغز مخيف، لكن وبعد طول انتظار، وبعد سنوات من حيرة العالم، والغموض الذي أشبع عقول العلماء والأطباء، وبعد ما انتشرت الظنون ومعتقدات السكان، تم اكتشاف السبب الحقيقي وراء لغز قرية كالاتشي.
حقيقة قرية كالاتشي
تقع هذه القرية شمال كازاخستان، وتبعد 300 كيلومتر عن العاصمة أستانا، أصيب أهل هذه القرية بحالة من السبات المفاجئ والعميق، التي لم يتمكن أي من العلماء والأطباء، والعديد من الجهات المسؤولة تفسيرها، حيث يقع أبناء هذه القرية في سبات لمدة أيام متواصلة، وحينها يفقد الشخص القدرة على الحركة والتوازن، إضافةً إلى التخيلات والهلاوس التي تسيطر على عقله، إذ يتمكن النوم منهم، سواء كانوا في العمل أو أثناء تحدثهم مع الآخرين، وحتى عند القيادة والمشي، وعندما يستيقظون، لا يكادون يعرفون أو يتذكرون شيئًا مما حدث معهم.
إقرأ أيضًا: عنكبوت الرتيلاء الحمراء المكسيكي
بداية ظهور وباء النوم الغامض
بدأت ظهور حالة النوم المفاجئ في القرية منذ عام 2013 م، حيث أصابت حينها 8 أشخاص من القرية البالغ عدد سكانها 640 شخصًا، ولم يتمكنوا من الاستيقاظ لمدة أسبوع كامل، وعندما أفاقوا من سباتهم، لم يتذكروا شيئًا مما حدث، بعد ذلك انتشرت الحالات بشكل أكبر، وفي جميع أرجاء وشوارع القرية، وأصبح الناس يغطون في نومهم واحدًا تلو الآخر، وتصاحبهم بعض الأعراض الغريبة عندما يستيقظون، مثل: الدوار والصداع الشديد، إضافة إلى فقدان الذاكرة المؤقت، وغيرها من الأعراض.
إقرأ أيضًا: داء اللؤلؤ: ما هي أسبابه وأعراضه وعلاجه
انتشار خبر قرية كالاتشي حول العالم
انتشر هذا خبر هذه القرية بين جميع أرجاء العالم، حيث تداولته كل وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزة، ورافق هذا الخبر العديد من الصور المصحوبة، وعلى مدى عامَين متواصلين، لم يتمكن أحد من إعطاء أي تفسير لوجود تلك الظاهرة، وذلك بعد أن قاموا بإجراء الكثير من الفحوصات المخبرية ومستويات الإشعاعات المتزايدة لبعض العناصر، مثل الرادون، وأول أكسيد الكربون، والأملاح المتراكمة في المعادن، التي قد تكون سامة في بعض الأحيان.
إقرأ أيضًا: بحيرة تانا وشلالات النيل الأزرق
فشل العلماء، وبداية ظهور المعتقدات
وبعد أن فشل العلماء والمهتمون في إظهار السبب الكامن وراء هذا السبات، منهم من ظن أن جميع من في القرية قد أصابهم مرض الذهان الجماعي أو الهستيريا، ومنهم من قال أن السبب يعود لوجود منجم مهجور لليورانيوم على أعتاب القرية، تم بناؤه منذ الحقبة السوفياتية، وعمل فيه بعض العمال الروس وعمال الإتحاد السوفياتي، على استخراج مادة اليورانيوم، واستخدامها لصنع الأسلحة النووية، ومحطات الطاقة آنذاك، وأغلق في التسعينات وبقي مهجورًا منذ ذلك الحين، وغير ذلك من الظنون.
إقرأ أيضًا: ما هو الجاثوم: أعراضه وأسبابه وكيفية علاجه
هلاوس الأطفال ومخاوف الكبار
سميت هذه القرية بِالقرية النائمة نسبة لهذه الحالة أو كما أطلق عليه العلماء وباء النوم الغامض، وبعد الفشل في معرفة السبب، حاول العلماء إيجاد حل لأهل القرية، بعد أن أصابهم العجز ولم يعودوا قادرين على ممارسة أعمالهم وحياتهم بشكل طبيعي.
حيث أن جميع من في هذه القرية لم يسلم من حقد هذا الوباء، فالرجال والنساء كانوا على حد سواء، حتى الأطفال الذين سيطرت الهلاوس على عقولهم نتيجة ذلك المرض، فمنهم من رأى ثعابينًا على فراشهم، ومنهم من رأى خيولًا بجناحين، ومنهم من شاهد الديدان تأكل يديه وهو ينظر، علاوة على ذلك حتى الحيوانات لم تسلم من النوم.
إقرأ أيضًا: من هو نظمي النصر المسؤول عن مشروع نيوم
الفرار من القرية كان الحل الأفضل
حينها لم يكن أمام المسؤولين في قرية كالاتشي، سوى حل وحيد، ألا وهو الفرار من القرية، ونقل كل من فيها إلى مكان آخر، والعمل على تأمين المنازل والوظائف لهم، وسارع حوالي نصف السكان بالهروب والرحيل إلى العديد من القرى والمناطق المجاورة، وبقي النصف الآخر رافضًا الخروج والانتقال من بيته وقريته.
إقرأ أيضًا: سبب وجود العناكب في المنزل والتخلص منها
اكتشاف لغز قرية كالاتشي
وبعد طول انتظار، والكثير من المحاولات الفاشلة، إلا أن الحكومة الكازاخية قد حلت اللغز الذي ظل معلقًا لأكثر من 700 يوم على التوالي، وتم معرفة سبب حالة النوم العميق، والهلاوس المخيفة.
ويعود سبب ذلك كما أوضح الباحثون سنة 2015 م، وبعد إجراء فحوصات مخبرية لجميع سكان القرية، أن نسبة أول أكسيد الكربون، والهيدروكربونات القادمة من المناجم عالية جدًا في الهواء، مقارنةً مع نسبة الأكسجين التي تعد قليلة، على الرغم من إغلاق منجم اليورانيوم إلا أن تأثير بعض العناصر بقي موجودًا في هواء القرية لذلك الحين، ولم تكتف الحكومة بذلك، بل ظلت تحاول التأكد من تلك النتائج، حتى توصلت الأبحاث لهذا السبب، الذي يؤدي إلى نوم أهالي القرية.
إقرأ أيضًا: وصفة السرسوب والمنسف الأحمر
وأخيراً، هذه هي حقيقة قرية كالاتشي، التي كانت لغزًا غامضًا، عجز العلماء والباحثون عن حله لفترة من الزمن، كما ذكرنا حقيقة السبات المفاجئ وهلاوس الأطفال، ومخاوف الكبار، وتجدر الإشارة إلى فرار أهالي القرية بحثًا عن مكان آمن للعيش، وَحياة أكثر راحة وصحة، وللحصول على المزيد من المعلومات المنوعة الشاملة، يرجى زيارة صفحة مقتطفات على فيسبوك “من هنا“.