علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى

علامات يوم القيامة، وهي الأحداث التي يدل وقوعها على قرب موعد يوم القيامة، وسميت بعلامات الساعة، ومنها ماحدث في عهد النبي، وهي علامات الساعة الصغرى، ومنها ما سيحدث وسميت بعلامات الساعة الكبرى، ووقتها وعلمها عند الله وحده، فهل اقتربت الساعة، وماهي العلامات التي حدثت، وما هي العلامات التي لم تحدث بعد.

علامات يوم القيامة

إن علامات يوم القيامة هي العلامات التي تظهر، ويكون بعد حدوثها قيام يوم الساعة؛ لا أحد يعلم موعدها، وعلمها عند الله، ويموت فيها الناس بصيحة واحدة وهي بعد النفخ في الصور، حيث أن بعض هذه العلامات قد حدث، ومنها ما لم يحدث بعد، ولكل منها صفات وأحداث وعلامات دالة عليها.

إقرأ أيضًا: أفكار تحفيزية لحفظ القرآن الكريم

علامات الساعة الصغرى

هي علامات الساعة المتقدمة ليوم القيامة، فتقع في مكان ولا تحدث بمكان آخر، ويشعر بها قوم لم يشعر بها آخرون، وتقسم إلى عدة أقسام حسب وقوعها، أما عن علامات الساعة الصغرى التي وقعت وانقضت، منها ما كان في عهد النبي ومنها ما بعد بعثة النبي.

إقرأ أيضًا: فن الحوار والإقناع وأبرز المهارات

علامات وقعت وانقضت

وهي العلامات التي حدثت في عهد النبي وبعد عهد النبي، وانتهت احداثها:

ما حدث في عهد النبي

ومن أبرز هذه العلامات الأمور الآتية:

• بعثة النبي: فهو أول دليل على قرب يوم القيامة، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “بعثت أنا والساعة كهاتين”.
• انشقاق القمر: حدث انشقاق القمر في عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهي دليل على اقتراب الساعة، قال تعالى:”اقتربت الساعة وانشق القمر”، وانشقاق القمر قد وقع في زمان النبي، وكان من إحدى المعجزات، وحدثت هذه المعجزة عندما سأل أهل مكة النبي أن يريهم آية دليل على صدقه، فأراهم الله انشقاق القمر، فأصبح القمر فلقتين، وحينها قال لهم رسول الله: “اشهدوا”.
• وفاة النبي محمد (عليه الصلاة والسلام): وهي ثالث علامة من علامات الساعة الصغرى، وقد قال رسول الله “إن بين يدي الساعة موتي”، وذكرت برواية أخرى(موت نبيكم)، وقال تعالى في سورة الأحزاب: “يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا”، وروى البخاري عن عوف بن مالك: أتيت النبي عليه السلام في غزوة تبوك وهو في قبّةٍ من أدمٍ، فقال: “اعدد ستًا بين يدي الساعة: موتي”، وذكرها جميعها.

إقرأ أيضًا: المواطن الصالح أساس المجتمع

ما حدث بعد عهد النبي

حدثت هذه العلامات بعد عهد رسول الله، وأبرزها ما يأتي:

• فتح بيت المقدس: بشر النبي بفتح بيت المقدس، وعدّها من أشراط الساعة، وهو ما حدث في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام (16هـ)، وبنى فيه مسجدًا.
• موتان كقُعَاص الغنم: روي عن عوف بن مالك، عن الرسول عليه السلام: “ثمّ موتان فيكم كقعاص الغنم” والموتان هو صيغة مبالغة من لفظ الموت، والمقصود سيقع موت كثيرًا وسيكون بوباء، وحدث ذلك في طاعون عمواس، حيث مات فيه عدد كبير من الصحابة.
• استفاضة المال: أي كثرة المال، وظهرت في عهد الخليفة عثمان بن عفّان، في عهد الفتوحات الإسلامية.
• فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته: وهي الفتنة التي حدثت بمقتل عثمان بن عفّان، واستمرت هذه الفتن من بعده.
• ظهور الخوارج: هم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب، وقاتلهم في معركة النهروان، فعن عبد الله بن مسعود عن النبي عليه السلام، قال: “يخرج آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.”
• ظهور نار من الحجاز: وقد حدثت هذه العلامة في حرة رهط في المدينة المنورة، عام (654) هجري، وكانت نارًا عظيمة استمرت ثلاثة أشهرٍ، وروي عن الرسول: “لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى”.

إقرأ أيضًا: تعريف حفظ اللسان وأهميته

علامات وقعت ويتكرر وقوعها

• أن تلد الأمة ربتها: وقد أخبر عنها الرسول(ص)، ومعنى قوله؛ أن يطأ الرجل جاريته التي يمتلكها، فتحمل منه، وتنجب ولدًا، ويصبح الولد في مرحلة الشباب، وأمه لا تزال أمةً مملوكة، فيكون الولد بمقام السيّد على أمه.
• تطاول الحفاة رعاة الشاء بالبنيان: أي أن رعاة السيارة يتركون البادية، ويتجهون للمدن، فبنوا البنايات العالية، والتفاخر في بناء البيوت، وبناء ناطحات السحاب، لقوله عليه السلام: “وأن ترى الحفاة العراة رعاة الشاء يتطاولون في البنيان”، فهذه من علامات الساعة التي ذكرها رسول الله.
• ظهور الفتن: وهي كالبلاء فيها يلتبس المسلم بين الحق والباطل، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا.
• شيوع الأمن والرخاء: أخبر النبي أنه ومع اقتراب الساعة سيعم الرخاء والأمن والأمان، فقال: “لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق”.
• كثرة الهرج: أي القتل، فلا يدري الرجل لما قتل المقتول، ولا يدري المقتول لما قتل، فقد روى أبو هريرة عن رسول الله: “والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يأتي يوم لا يدري القاتل فيم قتل، ولا المقتول فيم قتل”.
• إسناد الأمر إلى غير أهله: قال رسول الله: “إذا وسد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة، فيصبح الحكم لغير أهله، ويكون المسؤول غير مؤهل لحمل الأمانة”.
• شهادة الزور: أن يشهد الشاهد بشيء لم يراه، أي كذبًا وبهتانًا.
• قطع الأرحام: قال رسول الله: “إنّ بين يدي الساعة تسليم الخاصّة، وفشو التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور”.
• عودة الإسلام غريبًا كما بدأ: لقول الرسول في الحديث النبوي: “بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ”.

إقرأ أيضًا: هل الاستمطار حلال أم حرام

علامات لم تقع بعد

• عودة جزيرة العرب مروجا وأنهارا: من علامات الساعة الصغرى، والمقصود أن شبه الجزيرة العربية، تغطيها المراعي والأنهار، قال رسول الله: “لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا”.
• انحسار الفرات عن جبل من ذهب: عن أبي هريرة عن رسول الله، قال: “لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه”، ينحسر نهر الفرات عن جبل من الذهب و يتسامع الناس بهذا الكنز العظيم، و يتسابقون عليه، فتحدث مجزرة عظيمة، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعين، وهي من علامات الساعة الصغرى.
• إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة: وهي الخيرات الموجودة في باطن الأرض، ولها دور كبير في الاقتصاد العالمي، والمقصود هو البترول.
• انتفَاخ الأهلّة: وهي أن يرى الهلال عند ظهوره كبيرًا، حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة.
• خسف وقذف ومسخ: قال رسول الله: “يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، قالوا: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا ظهر الخبث”.
• خروج الجهجاه: وهي من علامات الساعة الصغرى، والجهجاه؛ رجل يخرج في آخر الزمان، ويكون له صولة وجولة بين الناس.

إقرأ ايضًا: الشيء الأول الذي خلقه الله تعالى

علامات الساعة الكبرى

تعددت علامات الساعة الكبرى، واجتهد العلماء في ترتيبها، ومنهم من قسمها إلى علامات أرضية (أي أنها تحدث على الأرض)، ومنهم من قسمها إلى علامات سماوية (تحدث بالسماء)، لكنهم اتفقوا أنّ آخر العلامات ظهورًا هي خروج النّار، سنقوم بتوضيحها كالتالي:

• ظهور المسيح الدجال(الدجّال الأعور): يقصد بالدجّال أي؛ الكذب، والمقصود هو الدجل والتغطي، وظهور المسيح الدجال من علامات الساعة الكبرى.
• ظهور المهدي المنتظر: هو إمام عادل يحكم المسلمين آخر الزمان، اسمه على اسم رسول الله، وذكر العلماء أن هناك علامات تنبئ بقرب ظهور المهدي، وهي: كثرة الزلازل، كثرة الفتن، تظهر الرايات السود من قبل خراسان، وهم جنود المهدي، ويفتح القسطنطينية، ظهور السفيانيّ الذي يملأ الأرض فسادًا.
• نزول سيدنا عيسى: (عليه السلام): وهي من علامات الساعة الكبرى، قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):” لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم”، وفي زمن سيدنا عيسى، يقتل الدجال، ويقتل اليهود ويهلكوا، ويهلك قوم يأجوج ومأجوج.
• خروج يأجوج ومأجوج: أخبر رسول الله أنه بعد مقتل الدجال على يد سيدنا عيسى، يخرج يأجوج ومأجوج بإذنٍ من الله، وهم قبيلتان من بني آدم، وهم من ذرية يافث بن نوح عليه السلام، ويشير المؤرخون إلى أنهم منغوليون تنتريون، من صفاتهم أنهم متوحشون، يحترفون السلب والنهب.

إقرأ أيضًا: ظاهرة الديجافو أسبابها وعلاجها

• هدم الكعبة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة”، وذو السويقتين؛ هو رجل أسود أفلج من الحبشة، وسيكون على يده هدم الكعبة واستخراج كنزها.
• طلوع الشمس من مغربها: إن الله لا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار، ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها، فلا تقبل توبةً.
• الدخان: قال تعالى: “فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين”، خروج الدخان من علامات الساعة الكبرى، فإذا مرّ هذا الدخان على المؤمن، يصيبه كأنه زكام، أمّا الكافر فيخرج الدخان من كل مسمعٍ منه.
• الدابة: قال تعالى: “أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم”، فتخرج ليتميز المؤمن من الكافر، وتخرج الدابة في أخر الزمان عند فساد الناس، فيخرج الله الدابة ليعلموا أن الساعة قد حان موعدها.
• وقوع الخسف: كما حدثنا رسول الله، سيكون خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ في جزيرة العرب، ويحدث الخسف إذا ظهر الخبث.

إقرأ ايضًا: حقيقة انشقاق القمر واقتراب يوم القيامة
إلى هنا؛ نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا هذا حول علامات يوم القيامة، كما تحدثنا عن علامات الساعة الصغرى وصفاتها، ومواعيدها، وما حدث منها، وما لم يحدث بعد، والتي كانت في زمن رسولنا الكريم، بِالإضافة إلى علامات الساعة الكبرى بشتى تفاصيلها، وصفاتها والعلامات الدالة على حدوثها، التي أخبرنا عنها رسول الله، مع الأدلة الشرعية، وللحصول على المزيد من المعلومات الثقافية الدينية والثقافية والأدبية وغيرها يرجى زيارة صفحتنا عبر منصة فيسبوك“من هنا“.