تعريف حفظ اللسان وأهميته

0

تعريف حفظ اللسان، الأمر الذي سنتحدث عنه من خلال طرحنا هذا في مقتطفات، حيث أن حفظ اللسان من الأمور بالغة الأهمية في حياتنا التي نعيشها اليومية والعملية، كذلك بين الأفراد ذاتهم، صحيح أنه عضو صغير في الإنسان لكن تبعاته كبيرة جدًا قد يقيم حروبًا كبيرة وقد يبني الأمم ويحفظها.

تعريف حفظ اللسان

إن تعريف حفظ اللسان هو أن تمنع نفسك عن النطق بما لا يجوز لك شرعًا والذي ليس لك أي داعٍ للكلام فيه، وليس هناك أقوى من الضابط الشرعي للمسلم فهو الأساس في حفظ لسانه وطهره كيف لا وقد حذر  رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ رضي الله عنه حيث قال له: كف عليك هذا، فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، أي أن أكثر الناس في النار لأجل زلات لسانهم وعدم اهتمامهم بما ينطقون به لهذا الحذر واجب لكل واحد منا.

إقرأ أيضًا: وسائل تنظيم الأسرة

تعريف حفظ اللسان
تعريف حفظ اللسان

أهمية حفظ اللسان

إن القيام بضبط ما يخرج من فمك ليس بالأمر السهل وليس صعبًا في ذات الوقت يحتاج منك أن تدرك أولا أهمية ذلك في دنياك ودينك، في الدنيا إن حذر معلم الصف  من أمر ما نلتزم به مهما كان فكيف معلمنا الأكبر الذي علم الإنسان بالقلم وعلمه ما لم يعلم! إنه الله في كتابه القرآن العظيم  في سورة ق ((مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)) صدق الله العظيم.

من هنا تنبع أهمية حفظ اللسان وله فوائد كثيرة جدًا:

  • كسب محبة الله تعالى: ونيل رضاه  بل ولدخول الجنة عن سهل بن سعد الساعدي- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن يَضْمَن لي ما بيْنَ لَحْيَيْهِ وما بيْنَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ له الجَنَّةَ).
  • يسيطر الإنسان على نفسه: ويتحكم بها مما ينعكس على شخصيته ويتجلى بالوقار والحكمة، أي لا يلفظ أي كلمة إلا بعد ضبط وتفكير حيث يغلب عليه الهدوء ويبتعد عن الانفعالات والعصبية التي قد تؤثر عليه صحيًا ونفسيًا. 
  • يقوي العلاقات والروابط: المجتمعية ابتداء من الأسرة إلى العلاقات الدولية.
  • يغنيك عن الوقوع في المشاكل: وسوء الفهم وسوء الظنون.

آيات قرآنية تحث على حفظ اللسان

هناك العديد من الآيات التي وردت في القرآن العظيم التي تجعلنا نفكر ألف مرة قبل أن ننطق بحرف واحد منها آيات ترهيب وأخرى ترغيب ومنها: 

  • {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}، فهذا الوصف مؤلم جدًا للنفس تخيل الموقف يشعرنا بعظمة الاهتمام بحفظ اللسان من الغيبة والنميمة وكل شيء سيء قد يخرج منه فمن يبقى، وصف الله تعالى للغيبة في ذهنه يمسك لسانه بشدة كي لا يقع بفظاعة هذا الأمر، لذا من المهم أن نغرس في أنفسنا معاني القرآن الكريم فهو منهج حياة حقيقي وواقعي وكامل.

  • وهذه آية أخرى تغرس الهيبة في أنفسنا بل وتجعلنا حريصين على ما ينطق به لساننا أن نقول شيء وهو ليس فينا أو لا نقوم به فسبحان الله كيف ربانا وعلمنا التحكم والسيطرة على أنفسنا قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

  • وقال الله سبحانه وتعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً)، قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) وهناك الكثير من الآيات المربية والتي تحث على حفظ اللسان. 

علامات حفظ اللسان

ومن أهم العلامات والصفات الدالة على حفظ لسانك ما يلي:

الإبتعاد عن الغيبة والنميمة 

فالغيبة أن تذكر أحد بما يكره، أو تقليده بحركته أو مشيته أو لسانه أو ذكر أي شيء يخصه أمام الآخرين، وقد تكون الغيبة ليست بالكلمات فقط بل أحيانًا بالإشارات والهمس والغمز واللمز والآن في زماننا هذا ربما تكون رسالة واتس اب أو حتى تعليق بل أيضا تنمر كبير وقد يوصل صاحبه للانتحار حقًا من شدة تأثير الكلمات على الشخص ذاته.

أما النميمة فهي السعي للإفساد بين الناس والإيقاع بينهم بالكذب والإفتراء على كلا الطرفين لإشعال النيران والكراهية بينهم، لذا يجب على المرء أن يبتعد عن الناس الذين ينقلون الكلام ويغتابون غيرهم دون أدنى مسؤولية منهم.

تجنب الحلف بكثرة

فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن كثرة الحلف والحلف بغير الله وبين هذا في حديثه حيث قال:” من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت”

حفظ اللسان عن الشتائم 

هذه النقطة مهمة جدًا لأننا ومع الأسف أصبح البعض منا يحيي الآخر بمسبة على الهاتف أو حينما يلقاه بل ويضحكون على هذا وكأنه لا شيء وكأنهم مغيبون عن حقيقة خطورة لسانهم على أنفسهم في الدنيا والآخرة.

إقرأ أيضًا: أجمل كلمات عن عيد الأم

هكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول تعريف حفظ اللسان وقد بينا أهميته وخطورته على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة وعلامات حفظه، سائلين الله تعالى أن يقوينا، ونمسك ألسنتنا واحفظها من كل شيء قد يؤثر على حياتنا هنا وهناك عند الله، تعرف إلى آفات اللسان “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.