ما هو التصوف وجوهره

0

ما هو التصوف، في عالمنا المعاصر، ومع إبتعاد الناس شيئًا فشيئًا عن الدين، انتشرت العديد من الظواهر الاجتماعية السيئة مثل الغش والكذب والجريمة، وبدأ الناس يدركون هذا مؤخرًا واتجهوا الى الدين والذي أظهرته الصوفية على أنه شيء بسيط وقوي المفعول في مواجهة آفات العصر، وجدت أفواج من الناس ضالتهم بالتصوف مما تطلب تقديم نبذة عنه.

التصوف
التصوف

ما هو جوهر التّصوف

التّصوف في جوهره هو الوصول إلى حالة يكون فيها القلب سليمًا يتلقى المعرفة عن الله تعالى والمحبة منه، كذلك يقترب الشخص رويدًا رويدًا من الذات الإلهية عن طريق النضج الإيماني الى حيث اللانهائية في ملكوت الله.

تحدث حالة الإتصال هذه مع الله تعالى بقلب ثابت ويقين راسخ، يشجع التصوف الناس على اتباع الأجيال المسلمة الأولى في زهدهم وتقواهم، هذه الأجيال التي عرفت جوهر التصوف في أيام الرسول وجعلته أسلوبًا تربويًا ذا معالم ثابتة ومكتوبة.

إقرأ أيضًا: البخل الوراثي

ما هو تعريف التصوف

القرآن والسنة هما عماد التّصوف وركيزته حيث استخدمهما المتصوفون الأوائل في المجاهدة والسلوك، تم تعريف التصوف من عدة جوانب لتوضيح مفهومه:

  • التّصوف هو الأدب وحسن الخلق.
  • إن التّصوف هو تزكية النفس وتطهير القلب.
  • التصوف هو حرب معنوية لا هوادة فيها.
  • إن التصوف هو الإخلاص لله تعالى والعمل لمرضاته وحده.
  • التّصوف هو الاستقامة، أي التمسك بالكتاب والسنة.
  • إن التصوف هو الرضا والخضوع والتسليم لله تعالى وحده.
  • يعني بشكل عام، هو الرقي بحال المؤمن ليعيش حياته سعيدًا في ظلال الأخلاق الكريمة السامية كالرحمة والرأفة والكرم والعفو والشكر.

إقرأ أيضًا: خاطرة زمن الأرانب

غاية التّصوف

الإرتقاء بحال العبد؛ هذه غاية التّصوف للفوز برضا الله عندما نأتيه بقلب سليم نجا من الآمال الدنيوية والمعاصي وسار على نهج الرسول، لتحقيق غاية التصوف يجب على العبد مد يد العون والمساعدة لأولئك السائرين في طريق الزهد.

الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، الإحسان هو أن تجعل الله معك دائمًا، سميعًا وبصيرًا ورقيبًا على كل خطواتك، حتى تدرك روحك الحقيقة، الإحسان هو الهدف الذي يرمي المتصوفون الوصول إليه وإدراك كنهه.

إقرأ أيضًا: تعريف حفظ اللسان وأهميته

التصوف والأدب

الأدب متصل بالتّصوف حيث أن مجاله عالم القلب والروح والمشاعر و هذه هي الساحات نفسها التي يعمل فيها الأدب، هذا يعني أن كلاهما يؤثر في الآخر في مجالات أعمق من الشعور الإنساني، مثل مجالات الفكر والفلسفة المتنوعة.

أدى اقتران الأدب الراقي بالمشاعر الصوفية السامية الى محتوى أدبي ثري وعميق يشبع رغبات الجميع، على اختلاف الأذواق والفهم والمشاعر والمزاج.

التصوف والموسيقى

استخدم التّصوف الموسيقى للسمو بالروح وتغذية النفس، ضمن حدود الآداب الإسلامية، يوظف التصوف الموسيقى لإطراب الروح ودعم حالة الوجد بمرافقة كلمات تحمل قيم التصوف وآدابه ومعانيه وتزيد رغبة المستمع في العبادة وطاعة الله.

يكون ذلك من خلال إضفاء جو من الروحانية الخاصة للوصول بالمستمع الى حالة شعورية صوفية تجعله مقبلًا على الطاعة.

إقرأ أيضًا: قصة الشباب الأبدي: ما هو السر

التّصوف والفلسفة

الفلسفة هي أم العلوم، محرابها العقل، وأساسها القوانين الطبيعية، رغم سعيها الى الحكمة عبر محاولة تفسير الأحداث والعلوم، فإن قصورها ناتج من اعتمادها على العقل وحده، والمبالغة في ذلك أحيانًا إلى درجة تصل به الى القداسة.

إذا رجعنا الى قيمة العقل ومكانته في الإسلام، وجدناه أحد الشروط الأساسية للفرائض والعبادات، إلا أنه ليس الطريق الوحيد للوصول إلى الحق والحقيقة.

هنا يأتي دور التّصوف؛ حيث يقوم بتوظيف الإمكانات كلها، العقل والقلب والمعرفة وينتقل الى أفق أوسع فيربي العقل تربية روحية تمنحه إمكانات أعلى في الاستيعاب والإدراك.

إقرأ أيضًا: الشيطان في العناية المركزة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية طرحنا هذا حول ما هو التصوف، وعلاقته بالأدب والفلسفة، والموسيقى، وهكذا أكون قد قدمت لكم نبذة عن التّصوف كما أرجوا أن تكونوا قد استفدتم من المعلومات الواردة فيها، وللحصول على المزيد من المقالات المنوعة يرجى زيارة صفحتنا على فيسبوك “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.