الكابوس حلم أم واقع

0

الكابوس، استيقظتْ والإبتسامة تعلو ثغرها، فنظرتْ للأرض والهمة تعلو جبهتها، ورفعتْ رأسها عاليًا والأمل تاجها، ضحكتْ وفي قرارة نفسها أن تخرج في نزهة تتأمل خلق الله، فتسير تارة على الأرض، وتتمعن في خلق الله للأشجار، وتمايل الأغصان، فتحاول سماع حفيف الشجر، وتغريد العصافير فتسرح بفكرها، عما يُخبر الطير غيره من الطيور، أو لربما كيف يهمس حبّا، أو كيف يحلق عاليًا وهو ينظر من الأعلى فيرى الأرض صغيرة بعينه على الرغم من كبرها.

الكابوس
الكابوس

خاطرة الكابوس

أما عن النحل فوق الزهر فيتحرك راقصًا مُصدرًا صوتًا بحركته ليُعلن عما يريد الإفصاح عنه وبه، فتتعجبُ بذهنها من عظمة قدرة الله على الخلق، فكانت تلك الخيالات التي تصورتها في ذهنها وظنت بأنها ستدركها، لكن تخلخلت الصورة في عقلها، واختل توازنها، ووجدت كل ما حولها يتهاوى كغربال في يد امرأة.

لم تكد تدرك ما يحصل حتى هوت الجدران فيما حولها وسقط مغشيّا عليها، وكان آخر ما تذكرته هو ندائها على والديها، ولكن بلا مجيب لسؤالها، واستيقظتْ في المشفى وهي على نفس السؤال أين والديّ؟ كان الجميع من حولها يصرخ متألمًا وهي لا تعي ماذا يحصل حولها ولكن ألمها يزيد كل ما تسأل نفس السؤال وتجد كل من حولها يهرب بالإجابة.

إقرأ أيضًا: قصة عن الصدق والتعاون والأحلام الوردية

أمل اللقاء

حاولت النهوض من السرير متشبثة بأمل لقائهما فسعت نحو الباب لتراهما ولكنها حزنت عندما لم تجدهما وذهبت إلى الممرضة لتسألها عن سبب قدومها، ولكن لم تنتظر سوى ثوان حتى عرفت السبب، حينما سمعت من حولها  يتحدثون حول زلزال ضخم تسبب بمقتل الآلاف في منطقتها، فعادت ذاكرتها للخلف وحاولت استجماع ما حصل وصرخت بأعلى صوتها حتى هبّ الجميع لسؤالها عما حصل لها.

وغرقت في البكاء؛ لأنها عرفت أن الجميع كان يتهرب من السؤال لأن الجواب معروف لكنه صعب القول، وأسرعت الممرضات لإعادتها لسريرها لكنها أجهشت بالبكاء حتى تعبت وقدموا لها الدواء المناسب حتى غطت في نوم عميق لليوم الثاني.

ثم استيقظت وطلبت الهاتف من أحد الموظفين لتحاول السؤال عن والديها، لكن لم يردّ عليها أحد ففكرت في مهاتفة أحد من العائلة وسألتهم عن والديها، لكنهم تعجبوا من كونها على قيد الحياة وأخبروها أن الله قد كتب لها عمرًا جديدًا، كما أخبروها أن قدر الله وماشاء فعل وأن عليها الصبر.

إقرأ أيضًا: الشيطان في العناية المركزة

حقيقة الكابوس

وقدم أقاربها لمواساتها، فأخذت الهاتف من أقاربها، وبحثت لترى بعضًا مما حصل وتفاجأت بقصص كثيرة، ووفيات أكثر من أطفال،ونساء، وشيوخ ماتوا في ذلك الزلزال، لم تكن تلك القصص سوى أذى لنفسها فوق الأذى الذي لحق بها جرّاء وفاة والديها، وشعرت بأن كل مواساة لها هو ألم فوق ألمها، لكنها تجلدت الصبر وحمدت الله على كل حال، وأدركت أن لا مفر من واقع محتم.

إقرأ أيضًا: قصة الشباب الأبدي: ما هو السر

ثم عادت إلى بيتها بعد برهة من الزمن، وبعد تحسن صحتها وفي نيتها أن يكون كل عمل خير تقوم به هو صدقة عن روح والديها، وعرفت أن كل تلك الخيالات والحركات التي تصورتها ماهي إلا علامة كانت على ماحصل وأدركت أن التحليق عاليًا والاستمرار هو الحل الأمثل وهذا ما فعلت.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية خاطرة الكابوس، التي تحدثت عن الألم ومرارة الفقدان، ووداع من نحب، وللحصول على المزيد من الخواطر والقصص الأدبية، وغيرها من المقالات الطبية والثقافية يرجى زيارة صفحتنا عبر تطبيق الفيس بوك “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.