الخيانة الزوجية وأسبابها وكيفية التعامل معها

0

الخيانة الزوجية، من منا لا يحب أن يكون لديه أسرة وأبناء، وينهي حياة العزوبية ويستقر بحياته و يجد  شريكة حياة تفهمه ويفهمها ويحققون أحلامهم سويًا، وما أن يحصل ذلك وتكبر أسرتهم ويصبح أبنائهم من حولهم يكبرون إلا وقد بدأت المشاكل بينهما وتصبح الحياة لا تطاق، ومن إحدى المشاكل الشائعة في مجتمعاتنا العربية، الخيانة الزوجية.

معنى الخيانة الزوجية
معنى الخيانة الزوجية

مبررات الخيانة الزوجية

وسط مجتمع عربي أو شرقي  يشرّع خيانة الرجل لزوجته تحت مبررات يبررها المجتمع مثل:

  • لا يوجد  ما يعيب الرجل.
  • السبب من المرأة وهي مقصرة بحقه.
  • الرجل معذور فَغريزته أقوى من غريزة المرأة.

إقرأ أيضًا: قصة عن الصدق والتعاون والأحلام الوردية

تصرفات الزوجين مع الخيانة الزوجية

وهنا نجد أغلب النساء ترضى بواقعها من أجل أبنائها، أو من أجل الخوف من كلمة مطلقة في مجتمعنا، وإمَّا لقناعتهن بتلك الحجج المزيفة، أو لضعف ثقتهن بأنفسهن، وفكرة بدء وتأسيس حياة ثانية من جديد.

وهناك بعض النساء ترفض الخيانة رفضًا نهائيًا، لكن بوعي؛ فلا يتعاملنَ مع الموقف بعصبيةٍ وانفعال، وإنَّما بهدوءٍ ونضج، باحثاتٍ عن أسباب الخيانة، باحثات في إيجاد حلول منطقية تعيد بناء العلاقة من جديد، وفي حال لم يجدن علاج لهذه المشكلة، يلجأون للطلاق، لكن بعد محاولات عديدة لهم باءت بالفشل مع أزواجهم.

ومن جهةٍ أخرى، يتعرَّض الكثير من الذكور إلى خيانة زوجاتهم لهم، وتتعدَّد الخيانات وتكثُر، ولايبقى إلا الألم والصراع والمعاناة بين الزوجين، تتخبط الأفكار برأسهم ويعيشون دوامة مابين تفكك الأسرة وضياع الأبناء وبين صعوبة إكمال الحياة الزوجية سويًا.

إقرأ أيضًا: كيد النساء: معناه وأجمل ما قيل عنه

حكم الخيانة الزوجية

يفسر أغلب الأشخاص تعرُّف الزوج على امرأةٍ أخرى غير زوجته، أو تعرُّف الزوجة على رجلٍ غير زوجها؛ على أنَّها خيانة، كما تعتبر بشكلٍ عام من الأمور المحرّمة التي نهى عنها الإسلام، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)، صدق الله العظيم.

 فقد أضاف الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الخيانة إلى الكفر، وجعل الخائن كفورًا، فإذا حدثت الخيانة بين الزوجين؛ أي من الزوج لزوجته أو من الزوجة لزوجها، وقد تم بينهما إجراء عقد الزواج الشرعيّ الذي وصفه الله بأنّه ميثاقٌ غليظٌ، فإنّ الخيانة تكون أعظم إثمًا وأشدَّ حُرمة، وأكثر تأثيرًا من حيث الآثار المجتمعيّة والأخلاقيّة، والخيانة كذلك محرّمةٌ كخيانة المواثيق والعهود وغير ذلك.

إقرأ أيضًا: الشيطان في العناية المركزة

الحكم الشرعي للخيانة الزوجيّة

تختلف درجات الخيانة الزوجية باختلاف النظرة أو الفعل بالنسبة إلى المجتمع، حيث يعد أي تصرفٍ يقوم به الزوجين دون علم الطرف الآخر وفي الخفاء خيانةً، ولكنّ ذلك ليس من باب الحُرمة؛ حيث أنه لم يرتكب أي فعل يُعاقب عليه شرعًا أو قانونًا،  وهنا لا تكون خيانته من الأفعال المحرّمة، ولكنّه في نظر شريكه خائنًا لفعله أمرًأ مزعجًا.

وإذا وصلت الخيانة أن يرتكب أحد الزوجين الزِّنا أو ما يجري مجراه من الأفعال المُحرَّمة؛ مثلًا أن يُقيم أحد الزوجين مع شخصٍ غريبٍ علاقة حبٍ، وتبادلا خلالها الأفعال المحرّمة حتى لو لم يصل الأمر للزنا والفاحشة، فإنّ هذا الأمر يُعتبر ممّا نهانا عنه الإسلام وحرَّمه وحذر منه.

وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الزنا أو اقتراف ما يؤدي له أو فعل شيءٍ ممّا يدور حوله؛ كالنظر والحديث والمواعدة والملاطفة بين الطرفين وغير ذلك، قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).

إقرأ أيضًا: خاطف البشر مثلث برمودا

أسباب الخيانة الزوجية

هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى خيانة أحد الزوجين للطرف الآخر، وهي كما يأتي:

الخلل في العلاقة الجنسية في العلاقة الزوجية

أثبتت دراسةٌ نفسيةٌ أنَّ السبب الرئيسي الكامن وراء أغلب حالات الطلاق، هو وجود خلل العلاقة الجنسية بين الزوجين، وكما أنَّه يعدُّ  من أسباب الخيانة الزوجية.

الاختلاف في المستوى الثقافي بين الزوجين

قد يقرر الطرفان الزواج، لكن دون دراسةٍ عميقةٍ لشخصيات بعضهم، ولمدى التوافق الفكري والانسجام بينهم، لكن بعد الزواج تبدأ المشكلات الفكرية بالظهور؛ كأن يكون الزوج راغبًا بالحوار مع زوجته حول العديد من القضايا الاجتماعية، إلَّا أنَّه لا يجد لدى زوجته السويَّة الفكرية القادرة على مناقشة هكذا مواضيع؛ ممَّا يجعله يميل إلى أنثى أخرى تكافئه بالمستوى الفكري والثقافي، وقد يتطوَّر الأمر إلى خيانة زوجته، والعكس صحيح.

إقرأ أيضًا: علاج دوالي الساقين الدليل الشامل

المراهقة المتأخرة

بعض الرجال لا يعيشون مراهقتهم أو طفولتهم بسبب البيئة المحيطة بهم أو لأنَّ أسرتهم قامت بكبتهم؛ وفي كلا الحالتين ستبرز أعراض هذه المرحلة في حياتهم، ولو في فترةٍ متأخرة، كأن يبقى الشخص راكزًا حتَّى عمر الأربعين مثلًا، وبعدها يبدأ بعيش المراهقة، فيصبح متهورًا ومندفعًا وعاطفيًا، وفي هذه المرحلة قد يخون شريكته.

الإدمان على النساء

هناك بعض الرجال يعانون من الإدمان على النساء، فلا تشبعه هذا النوع زوجته، وتكون عينه فارغة وتجده دائم البحث عن امرأةٍ أخرى، لأنه لا يجد المتعة مع امرأة واحدة. 

الغيرة الشديدة

يتعرَّض الكثير من الطرفين إلى شكلٍ من أشكال الغيرة المؤذية، ممَّا يضغط نفسيًا عليهم، وقد يجعل هذا الأمر يلجؤون إلى طرفٍ آخر، لحاجتهم إلى الإحتواء والإهتمام. وقد تتطوَّر الغيرة إلى درجة الشك في الطرف الآخر، والقيام بسلوكاتٍ مُدمرةٍ مثل: التفتيش في أشياء الزوج، والتجسس على مكالماته؛ ممَّا يؤدِّي إلى أمور كبيرة بين الطرفين. 

إقرأ أيضًا: نظافة المهبل وشد الترهل

كيفية التعامل مع الخيانة الزوجية

هناك عدة طرق يمكن اللجوء إليها للتعامل مع الخيانة، وهي كما يأتي:

الخيانة لأول مرة

 لنتذكر أو نبحث عن الأسباب التي كانت سبب في الخيانة، ونستذكر بعض التساؤلات:

  • هل حدث بينكما أي خلافًا.
  • أو هل كان بينكما مسافة وبعدًا طويلًا ويعيش كل منكما في مكان.
  • هل يوجد إهمال منك.

إقرأ أيضًا: علاج نقص الحديد بالأعشاب

هذه الأسئلة ليست تبريرًا بل تفكيرًا لحل المشكلة، هنا إذا عرفت أسباب  الخيانة وجاء الزوج وطلب منك السماح وكان نادمًا على فعلته، فيجب عليكي أن تسامحيه طالما:

  • لم تري منه شي مثل ذلك طيلة حياتك معه.
  • اعتبرها هو نزوة ولن تتكرر مرة أخرى.
  • هو كزوج أو كأب إنسان جيد ويقوم بكل واجباته تجاه أهل بيته.
  • الأهم من ذلك، أن الله يغفر لعبادة حتى لا يقنطوا من رحمته، لذا عليكي أن تسامحيه حتي لا يكرر هذا الفعل.
  • راجعي نفسك  قد يكون هناك أسباب بينكم أدت إلى ذلك.
  • واعلمي أن تسامحك هذا أعطى له الفرصة في أن يتوب لله ولا يعود لهذا الشيء مرة أخرى .

إقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين الجحش والحمار وأنواعها

إذا كان الزوج متعدد الخيانات

أما إذا كان متعدد الخيانة هنا القرار يعود إليك، حيث إذا كان زوج طيب وقائم بكل واجباته داخل المنزل و مع أولاده ومسؤوليات البيت من مصاريف واهتمامه لأولاده، اعتبري تقويمه منك له كأنه جهاد لتجنب الوقوع في الخطأ.

وهنا عليك أن تحتسبين جهادك وصبرك معه  للبعد عن ذلك في سبيل الله تعالى ( إذا كان شخصًا يستحق)، والله غفور يقبل التوبة.

إقرأ أيضًا: علاج مسامير اللحم بالأعشاب

إذا كان الزوج فاشل أو كاذب أو بخيل

أما إذا كان زوج فاشل ولايقوم بواجباته ومسؤولياته تجاه أهل بيته وبالرغم من ذلك يخون، هنا لك القرار والإختيار إما البقاء أو الإنفصال، وفي نهاية الأمر نركز على نقطة هامة جدًا، وهي أن الزوج الخائن من الممكن تعديل سلوكاته، وذلك على عكس الزوج الكاذب والبخيل لأن الخيانة عبارة عن صفة مكتسبة، ومن الممكن تغييرها.

والآن أنتِ أمام خيارين إمَّا محاولة استعادة علاقتك السليمة مع زوجك في حال فكرتِ بهدوء، ووجدتِ أنَّ الأمر يستحق المحاولة؛ أو أن تنفصلي عنه وتبدأي حياتك من جديد وبقوة، ولكِ كامل الحريَّة في اختيار أي من هذين القرارين، بعد التفكير بهدوء ودون ضغط أحد الأطراف من الأهل أو الأصدقاء.

إقرأ أيضًا: أسباب جفاف المهبل وعلاجه

وهنا نكون قد وصلنا لنهاية المقال و شرحنا فيه معنى الخيانة الزوجية وحكمها الشرعي وذكرنا أسبابها، بالإضافة إلى كيفية التعامل معها، وللحصول على المزيد من المعلومات الطبية والثقافية والأدبية يرجى زيارة صفحتنا عبر تطبيق الفيس بوك “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.