علاج متلازمة الإمبراطور

0

علاج متلازمة الإمبراطور، تزداد ظاهرة التمرد والإستبداد لدى الكثير من الأطفال، حتى بات الكثير من الأهل يشكون من سلوكيات أبنائهم المزعجة، دون مراعاة أو فهم لماذا يقوم أطفالهم بهذه التصرفات الغريبة، فلا داعي للقلق، أكمل قراءة المقال ستجد الإجابة عن كل ما يخص متلازمة الإمبراطور.

متلازمة الإمبراطور

تعرّف متلازمة الإمبراطور، بأنها اضطراب سلوكي يظهر في مرحلة الطفولة، يصبح فيها الطفل كثير الكذب والتمرد، كما يضطر الطفل إلى الكذب والخداع، والاعتداء اللفظي على الأشخاص المحيطين به، وقد أطلق عليها مصطلح الطفل الطاغية أو الطفل الديكتاتور، ولاشك أنّ الكثير من الآباء يشكون من هذا العنف والتمرد لدى أطفالهم، لكن القليل منهم من يعرف هذا المصطلح، وقد يؤثر هذا السلوك في العلاقة بين الأهل والطفل، فما هو علاج الطفل الطاغية.

إقرأ أيضًا: ما هو البري بري: أسبابه وأنواعه وعلاجه

علاج متلازمة الإمبراطور
علاج متلازمة الإمبراطور

أعراض مُتلازمة الإمبراطور

تتمثل أعراض شخصية الطفل الطاغي بعدة سمات، وحتى لا تختلط الأفكار على الوالدين، يجب معرفة سمات الطفل الطاغي، ومن هذه الأعراض:

  • الأنانية: وهي صفة سائدة عند الطفل الطاغي، وتتمثل بالتمركز حول الذات، وذلك بوضع رغبتهم الداخلية على مصلحة الأشخاص المحيطين به.
  • الإحباط: إذ يصبح الطفل محبط بسبب أنّ ليس كل شيء يسير كما يرغب، فبالتالي يلجأ الطفل بهذه الحالة إلى الغضب والانزعاج.
  • السعي وراء المتعة الذاتية: يسعى الطفل إلى الحصول على المتعة دون القيام بأي مجهود شخصي، وإذ لم يحصل على مبتغاه يزداد الغضب والتذمر.
  • انخفاض المسؤولية الشخصية: فالطفل المصاب بمتلازمة الإمبراطور، لا يشعر بنتيجة ما يقوم به من أفعال، فبالتالي إذا شعر الطفل بعدم تحقيق رغباته سيلجأ إلى الاعتداء اللفظي والشخصي على الآخرين، دون تحمل أي مسؤولية.
  • تواصل اجتماعي ضعيف: أي عدم الاحتفاظ بأي علاقة اجتماعية بينه وبين الآخرين، وصعوبة تكوين الصداقات، وذلك بسبب السلوكيات السلبية التي يقوم بها الطفل
  • الميكافيلية: وهي الميل إلى التلاعب والخداع للحصول على كل ما يريد.
  • عدم التردد عند التهديد: في هذه الحالة لا يشعر الطفل بأنه مخطئ، والأهم هو تحقيق هواه ورغباته، فيصبح التهديد والتوبيخ والاعتداء الجسدي غير مجدي بالنسبة للطفل الإمبراطور.

إقرأ أيضًا: الشخصية النرجسية: أنواعها وأعراضها وعلاجها

أسباب متلازمة الطفل الإمبراطور

بالبداية يجب العلم أنّ كل سلوك لطفلك، هو نتيجة تأثير معين، ومن أسباب متلازمة الطفل الطاغي، كالتالي:

  • الجينات: كل سلوك يكتسبه الإنسان، يكن نتيجة عوامل وراثية منذ الطفولة، وذلك من خلال الوعي وتأثر العلاقات العاطفية، بالإضافة إلى عوامل خارجية تؤثر في الصفات المكتسبة لدى الطفل.
  • التعليم: أثبتت الدراسات النفسية الحديثة، أن الإهمال في التعليم يجعل الأطفال يتصفون بالأنانية، كما تؤدي إلى صعوبة تربية الأطفال،  و تعامل الوالدين مع الطفل.
  • ظاهرة استهلاك المجتمع: تعمل الظواهر الإجتماعية إلى إكساب الطفل بعض التصرفات والصفات، وذلك كغياب الوعي، وعدم الإحساس بالمسؤولية، مما يؤدي إلى تعزيز ظهور سلوكيات الطفل الطاغي.

إقرأ أيضًا: مشاكل المراهقة ومراحلها وكيفية مواجهتها

علاج متلازمة الإمبراطور

يلجأ بعض الآباء إلى الاستسلام عند التعامل مع الطفل الطاغي، ولكن العلاج السلوكي هو الحل، وذلك من خلال مايلي:

  • تشجيع تنمية الذّكاء العاطفي: وذلك من خلال تقديم المساعدة للطفل الإمبراطور في معرفة عواطفهم، وتوضيح علاقتهم بالآخرين، والتي ستكون على سبيل التعاطف، ودفعهم إلى ممارسة الأعمال التي تجعل الطفل يتعاطف مع غيره، ويقدم لمن حوله يد العون والمساعدة.
  • تنمية القدرات البعيدة عن العنف: ويكون ذلك يجعل الحوار القائم بين الأهل والطفل، قائم على الهدوء والإحترام، ولاشك أنّ الصراخ والتهديد سيجعل من طفلك شخص مستبد وعنيف.
  • بناء حواجز معلومة: وذلك بوضع خطوط حمراء للطفل، ولا يمكنه أن يتجاوزها مهما حدث، وعدم السماح للطفل بالغش والخداع، حتى لو كان هذا الأمر صعبًا، لكن سيشعر الطفل أنًه لن يستطيع تجاوز هذه الخطوط.
  • التعزيز الإيجابي: من المهم تكريس الأهل بعض من الوقت للقيام بتعزيز الجوانب الإيجابية عند الطفل، مما سيجعل الطفل قادرًا على تطوير نفسه، وسعيدًا بما يقدمه.
  • تجنب إلقاء اللوم على الطفل: وذلك بمنح الطفل الحب والرعاية، وتقديم يد العون والمساعدة لتخطي العقبات التي يواجهها الطفل.
  • التشجيع على التضامنية: وهي الإحساس بالذنب، والتخفيف من السلبية، كما يجب تعزيز فكرة الإيثار، حتى يلتزم الطفل بأفعاله الظالمة اتجاه الآخرين.
  • النمو الأخلاقي: أي القدرة على معرفة السلوكيات الإيجابية، والمبادئ الأخلاقية، وذلك لجعل الطفل قادر على مواجهة الصعوبات والمشاكل دون الإحساس بالإحباط والفشل.

إقرأ أيضًا: أسباب التأتأة وعلاجها

عواقب متلازمة الإمبراطور

من الجدير بالذكر أنّ الطفل الطاغي، يؤثّر بشكل سلبي على من حوله، مما يجعل هناك صعوبة في مواجهة المشاكل، ومن آثار متلازمة الإمبراطور، مايلي:

  • صعوبة العلاقات الإجتماعية: بالبداية يتميز الطفل بالجاذبية لدى الآخرين، لكن سلوكياتهم تجاه الآخرين، تجعل منهم أفراد منبوذين اجتماعيًا، بسبب تجاهل مشاعر الآخرين.
  • الإدمان على المتعة: في نهاية المطاف قد يصاب الأفراد بالإدمان على الكحول والمخدرات، أو قد يضطر الشخص إلى ارتكاب الجرائم.
  • تحقيق الأهداف بصعوبة: وذلك بسبب اعتقاد الفرد بقدرة الجميع على تحقيق أهدافهم، مما يولد لديهم الإحساس بالإحباط، كما يصبح الإمبراطور كثير الغضب من العالم الخارجي.

إقرأ أيضًا: حقيقة قرية كالاتشي القرية النائمة

مشهد حالة مُتلازمة الإمبراطور

لمعرفة متلازمة الإمبراطور بشكل أكثر وضوحًا، هذا مشهد واقعي لوصف حالة الطفل الطاغي، إليكم وصف الحالة للطفل الطاغي الذي لا يريد تناول الطعام، في بيت صغير، وأسرة تتكون من أم وأب وطفل، لايتجاوز عمر الطفل ست سنوات، وجاءت الأم بوجبة الغداء، تحاول الأم جاهدة لإطعام الطفل، لكن في هذه الأثناء يرفض تناول الطعام، وذلك بسبب رغبته بتناول قطعة من الشوكولا قبل تناول طعام الغداء.

وبسبب عناد الطفل، تقول الأم للطفل إذا تناولت الغداء سأعطيك قطعة من الشوكولا، ويستمر النقاش الحاد بين الأم والطفل، ويستمر الطفل بالعناد، وأخيرًا تستسلم الأم لقرار الطفل، وتعطيه قطعة الشوكولا، في هذه الحالة قام الطفل بفرض رغباته على الوالدين.

إقرأ أيضًا: أسباب جفاف المهبل وعلاجه

إلى هنا، كنا قد تحدثنا عن مشكلة تربوية ونفسية تواجه الوالدين، والمجتمع بأكمله، وهي علاج متلازمة الإمبراطور، هذا الطفل الطاغي المستبد، والذي يفرض رأيه ورغباته على الآخرين، والعلاج يحتاج إلى بعض من التأني، وبناء حواجز للطفل الإمبراطور، والتعزيز الإيجابي، وتجنب إلقاء اللوم على الطفل، لأن عواقب الطفل الطاغي قد تجعل منه فردًا خالٍ من المسؤولية، مع صعوبة العلاقات الاجتماعية بمن حوله، وللحصول على المزيد من المعلومات الطبية والثقافية نرجو زيارة صفحتنا على فيسبوك “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.