النهام العصبي أسبابه وأعراضه وعلاجه
النهام العصبي، هل شعرت يومًا أنك مصاب باضطراب الأكل؟ هل سارعت بعد تناولك للطعام، أن تتخلص منه بأي طريقة كانت؟ أحيانًا يكون جلَّ تفكيرنا ينصب نحو كيفية الحصول على الوزن المثالي، وبشتى الطرق نحاول الوصول إليه، والتخلص من الوزن الزائد، إلا أن هذه الطرق عادةً ما تكون خاطئة وينتج عنها أضرارًا صحية خطيرة تؤثر على أجسامنا، ولكي نتجنب تلك الأضرار والإضطرابات يجب استشارة الطبيب المختص، حيث سنتحدث في مقالنا هذا عن مرض النهام العصبي وإليكم أبرز تفاصيله.
النهام العصبي
وهو عبارة عن نوع من اضطرابات تناول الطعام، التي تجعل المصاب يأكل كميات كبيرة، في وقت زمني قصير، وبعد ذلك يسرع المصاب للتخلص من ذلك الأكل بعدة طرق، مثلًا كَالتقيؤ، أو القيام بممارسة تمارين رياضية قوية، ومن الممكن أيضًا أن يقوم المصاب بتناول بعض أنواع الأدوية المسهلة، وأنواع أخرى من مدرات البول للتخلص منه، ومن أسمائه الأخرى البوليميا أو الشره، وهو من الاضطرابات الخطيرة على جسم الإنسان وصحته، والأهم من ذلك كله يجب معرفة أن طرق التخلص من الطعام تلك غير فعالة في إنقاص الوزن، وبالتالي ومع مرور الوقت ستُسبب للمصاب السمنة المفرطة.
إقرأ أيضًا: أسباب جفاف المهبل وعلاجه
أعراض النهام العصبي
كما وكل الأمراض، فإن لهذا المرض عدة أعراض تستطيع من خلالها تشخيص الحالة، ومن هذه الأعراض:
- إصابة المريض بنوبات نهم، حيث يقوم بِتناول كميةٍ كبيرةٍ من الطعام بصورة متكررة.
- يُجبر المريض نفسه على التخلص من الطعام بطرق خاطئة، وذلك للحد من زيادة الوزن مثل إجبار نفسه على التقيؤ.
- خوف المريض المصاب بِاضطراب الأكل، من زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.
- الإصابة بِفقدان السيطرة عند الأكل، فيقوم المصاب بتناول طعامه بشراهة وبسرعة.
- قيام المصاب بالبوليميا، بتناول الملينات أو مدرات البول، أو حبوب الحميات الغذائية، وذلك لتطهير معدته من الطعام.
- يُقيّم الشخص نفسه ومشاعره الخاصة، وفقًا لوزنه وشكله الخارجي.
- ممارسة التمارين الرياضية بقوة وطريقة غير صحية، أو الصيام لساعات طويلة.
- قيام المصاب بِاتباع عادات صحية خاطئة ومتكررة، أو نظم غذائية خطيرة ومقيدة أثناء تناول طعام.
أسباب النهام العصبي
إلى هذا الوقت لم يتم تحديد السبب الرئيسي لهذه الاضطرابات، لكنها عادةً ما تنتج بسبب عدة أسباب تؤثر على حياة المصاب، ومن أهم هذه العوامل:
قلة تقدير الذات، وعدم الثقة بالنفس
حيث يلاحظ أن الشخص المصاب بِالشره، تنعدم لديه الثقة بالنفس، ويكون غير راضٍ عن نفسه بصورة معينة، فيحاول أن يصل للكمال عن طريق فقدانه للوزن، ونتيجةً لذلك فإنه يبقى مصابًا بحالة من القلق والتوتر في معظم الأحيان.
الوراثة والجينات
حيث يمكن أن تلعب الوراثة، وانتقال الجينات من شخص مصاب بهذا المرض أو بالسمنة المفرطة في الأسرة للأبناء، بذلك فإنها تكون عاملًا أساسيًا للإصابة بمرض النهام العصبي.
العمل في وظائف معينة
إذ أن هناك بعض الوظائف تتطلب من الشخص أن يتمتع ببنية جسدية معينة، مثلًا لاعبي الجمباز، وراقصي الباليه، إضافةً إلى عارضي الأزياء.
التعرض لأحداث جديدة تدفعهم للتوتر
حيث أن بعض الأشخاص الذين يواجهون تغييرًا مصيريًا في حياتهم، يصابون بِالنهام العصبي كَرَدة فعل، ومن هذه التغيرات والأحداث، الانتقال من منزل الى آخر، أو تغيير المدرسة مثلًا، علاوةً على ذلك تؤدي حالات الطلاق للإصابة به في بعض الأحيان.
المشاكل العاطفية والنفسية
حيث تؤثر المشاكل النفسية والعاطفية بشكلٍ سلبي في مرض اضطراب الأكل، ومن هذه المشاكل اضطراب القلق، أو مرض الإكتئاب، أو تعاطي المخدرات، فيشعر المصابون بالشره حينها بانعدام الثقة تجاه أنفسهم، وفي حالات أخرى، قد تكون الضغوطات النفسية، والأحداث المؤلمة، عوامل مساهمة للإصابة به.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بِالنهام العصبي
هناك مجموعة من الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، ومنهم التالي:
النساء
حيث تتعرض النساء للإصابة بالبوليميا، بنسبة 10 من كل 11 شخص مصاب، وهي أكثر عرضةً للإصابة به مقارنةً بالرجال، لكن ذلك لا يعني عدم إصابتهم به لكن بنسب قليلة.
المراهقين والشباب
إذ يبدأ ظهور أعراض الشره في بداية سن المراهقة، ومن المحتمل أن تتطور أعراضه، ويمكن أيضًا أن يصاب به الأفراد في سن متقدم.
المصابون بمرض الإكتئاب
يرتبط مرض النهام العصبي ارتباطًا وثيقًا بأعراض مرض الإكتئاب، ومصابو الإكتئاب يكونون أكثر عرضة لخطر البوليميا مقارنةً مع غيرهم، علاوةً على ذلك فإن المعرضين للتغيرات الإجتماعية يصابون به أيضًا.
إقرأ أيضًا: تمارين كيجل، فوائدها وأضرارها للنساء والرجال
مضاعفات النهام العصبي
لهذا المرض سلبيات كثيرة تؤثر على جسم الإنسان، إذ أن تكرار تناول الطعام بشراهةٍ، وعملية التخلص منه وتطهير المعدة، تُلحق أضرارًا بالغةً لصحة الإنسان، وتؤدي إلى مضاعفات تؤثر على وظائف الأجهزة جميعها في الجسم، ومن هذه المضاعفات:
- الإصابة بالجفاف، والتعرض لعدة مشاكل أخرى نتيجةً لذلك.
- يؤدي إلى اختلال في ضربات القلب وعدم انتظامها، نتيجة للتعرض لخلل في الشحنات الكهربائية في الجسم.
- وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى الوفاة بسبب توقف القلب المفاجئ.
- حدوث مشاكل إجتماعية في العلاقات مع الآخرين، بسبب قلة الثقة بالنفس أو انعدامها.
- تمزق المريء، وَإصابته بِالاتهابات المختلفة، نتيجةً لِلتقيؤ المستمر والمتكرر.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها، عند النساء.
- تغيير لون الأسنان وتسوسها، وأمراض اللثة؛ نتيجة الأحماض التي تفرزها المعدة أثناء التقيؤ المتكرر.
- زيادة الأفكار الانتحارية، والإساءة للذات، بسبب التعرض لحالات من القلق والتوتر، والإصابة بالاكتئاب.
الوقاية من النهام العصبي
هناك عدة طرق تساعدك على التخلص من هذا المرض، وإليكم أهمها:
- تناول الطعام بصورةٍ منتظمة، وبكمياتٍ مناسبة.
- تجنب اغراءات الطعام، حيث أن توفر كميات من الحلويات والمقبلات والوجبات الجاهزة، يزيد من نسبة تناولها لدى المصاب بِالشره.
- أن يميز المصاب بين الجوع الجسدي، والجوع العاطفي، حيث أن الجوع العاطفي يجعل المصاب يتناول كميات كبيرة من الطعام دون الإحساس بالجوع الجسدي.
- محاولة المصاب قدر المستطاع، مضغ الطعام جيدًا، والاستمتاع بمذاقه؛ حيث يعمل ذلك على إحساسه بالشبع والاكتفاء بِتناول كمية قليلةٍ وَمناسبة للجسم من الطعام.
- القضاء على أوقات الفراغ والملل، لأن المصاب يلجأ لتناول الأطعمة، نتيجةً للشعور بالملل والفراغ، مما يزيد الأمر سوءًَا.
- التحكم بالمشاعر، وعدم دمج الأمور معًا، فذلك يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق، ويعرض صاحبها لمرض النهام العصبي.
- إذا أحسست أنك مصاب بالنهم، تحدث مع شخص قريب لك، واستمع إلى نصائحه، وحاول جاهدًا أن تتخلص منه بأقل الخسائر.
- القيام بممارسة الرياضة واليوغا، فهي تقلل من نسبة شعورك بالجوع لفترة من الزمن.
- التواصل مع الآخرين، والقيام بنشاطات وهوايات محببة، فذلك من شأنه أن يُشغل المصاب عن تناول الطعام.
- النوم لفترات كافية، لإمداد الجسم بالراحة والاسترخاء اللازم.
كيف تساعد شخصًا مصابًا بِالنهام العصبي
في حال شعرت أن هناك شخصًا مقربًا منك، يعاني من مرض الشره، قم بما يلي:
- حاول أن تبدأ معه حوارًا ونقاشًا مفتوحًا، وأخبره عن مخاوفك تجاه إصابته بالمرض.
- قدم له التشجيع والدعم، وذلك عن طريق تَحفيزه على القيام بنشاطات مختلفة، وحاول قدر المستطاع أن تزيد ثقته بنفسه.
- تقرب منه وقدم له النصائح، بأسلوب محبب حتى يتقبل منك، ويسارع في التنفيذ.
- ساعده على إيجاد طبيب مختص لهذا المرض، واذهب معه إذا كان يرغب بذلك.
تشخيص مرض النهام العصبي
إذا شعر طبيب الرعاية الصحية أنك مصاب بمرض الشره، فإنه عادةً ما يطلب منك ما يلي:
- الدخول معك في حديث مفصل عن عاداتك في تناول الطعام، وطرق التخلص منه، والأعراض الناتجة عن ذلك.
- يطلب منك إجراء بعض الفحوصات الجسدية.
- القيام بإجراء فحص للدم والبول.
- إجراء تقييم نفسي للمصاب، والدخول في نقاش حول رضاك عن جسمك ووزنك.
إقرأ أيضًا: أسباب الجوع الدائم
علاج النهام العصبي
تتعدد طرق العلاج من هذا المرض، حسب نسبة الإصابة ومدى تطورها عند المصاب، وإليكم أبرز طرق العلاج:
العلاج السلوكي المعرفي
حيث يساعد هذا العلاج على ترتيب نظام تناول الطعام، وتحديد المعتقدات والتصرفات الضارة، التي تؤثر على الصحة بشكلٍ سلبي، واستبدال هذه المعتقدات بغيرها تكون أكثر إيجابية وصحية لجسم الإنسان.
العلاج النفسي الشخصي
إذ يعالج الطبيب في هذه الطريقة الصعوبات التي تحدث مع المصاب في علاقاته الشخصية، ويعمل على تحسين مهارات التواصل عند الأشخاص وحل مشاكلهم المختلفة.
تناول الأدوية
حيث أن مضادات الاكتئاب تساعد على تقليل الأعراض المصاحبة لاضطراب النهام العصبي، حيث يعمل الطبيب على استعمال الأدوية إلى جانب العلاج النفسي، ودواء فلوكستين هو مضاد الاكتئاب الوحيد الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء لعلاج النهام، وهو أحد أنواع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، والتي من الممكن أن تساعد المصاب حتى إذا لم مصابًا بالاكتئاب.
العلاج داخل المستشفى
في العادة، يتم علاج مرض البوليميا خارج المستشفى، ولكن في حال كانت الأعراض شديدة، ورافقتها مضاعفات صحية خطيرة، يحتاج المصاب إلى الدخول لتلقي في المستشفى، وفي بعض الأحيان قد يتم توفير بعض برامج اضطراب الأكل، كعلاج يومي بدلاً من بقاء المريض داخل المستشفى.
التثقيف الغذائي
حيث يمكن أن يلجأ المصاب لأخصائي التغذية، فيقوم الأخصائي بوضع خطة تساعد المريض على الوصول لِعادات الأكل الصحية، كما أنها تقلل من الشعور بِالجوع، وتُخفض رغبة المريض لِتناول الطعام، علاوةً على ذلك فإن الإخصائي يقوم بتوفير التغذية الجيدة للمصاب، إذ أنه من المهم جدًا أن تتم جدولة النظام الغذائي لديه، حتى يتغلب على حالته ومرضه.
نصائح مُهمة لمرضى النهام العصبي
هذه النصائح تساعد المريض على اجتياز مرضه بشكلٍ أسرع، وهذه أهمها:
- كن واثقًا من نفسك، وعزز احترامك لذاتك.
- حاول أن تتذكر دائمًا، الوزن الصحي والمثالي لجسمك.
- حدد المواقف التي تسبب لك التوتر والانزعاج، وابتعد عنها.
- ابحث عن نماذج عانت من هذا المرض، وشفيت تمامًا، وأصبحت نماذج إيجابية وفعالة في المجتمع.
- نمي مهاراتك وقدراتك، واحرص على ملئ وقت فراغك بِالهوايات المفضلة لديك، كالرسم والقراءة.
- ركز دائمًا على صفاتك الإيجابية، وتذكر أن الجمال هو جمال الروح والعقل.
- تلقى النصائح من المحبين بكل صدرٍ رحب، وذكّر نفسك باستمرار أنك قادر على النجاح، وتخطي هذا المرض.
إقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الناس بذكاء
دوامة النهام العصبي
في كثير من الأحيان، يُشفى المريض من النهام مرض الشره بشكلٍ كامل، إلا أن جزءًا منهم يشعرون أن أعراض هذا المرض لا تختفي بشكلٍ كلي، فتارةً تختفي وتارةً تعود من جديد، ليرى المصاب نفسه في دوامة هذا المرض؛ نتيجةً للظروف والأحداث التي يتعرض لها الشخص خلال حياته، وإذا شعرت أنك من هؤلاء الأشخاص عليك بالحصول على جلسات متعددة برفقة مقدم الرعاية الصحية، أو اختصاصي التغذية، إضافة إلى أخصائي الصحة العقلية، الذي يُساعدك على التخلص من هذه الحالة، والتغلب على جميع الأزمات والأعراض التي تشعر بها.
وبناءً على ذلك فإن هذه الجلسات تساعد المصاب على إنشاء علاقات صحية، وتجعله شخصًا مسيطرًا على مشاعره وأحاسيسه، وتمنعه من الوقوع في حالات التوتر وَانتكاسات الاكتئاب، مما يؤثر إيجابيًا على حياته وعلى علاقاته الإجتماعية مع الآخرين.
دور الأعشاب في مرض النهام العصبي
يسيء مرضى النهام العصبي، طريقة استعمالهم لِلأعشاب والمكملات الغذائية، التي من المحتمل أن تساعده على قمع شهيته، أو تُمكن المصاب من فقدان وزنه من ناحية، إلا أن استخدامها يُنتج آثارًا جانبيةً سلبيةً، وأعراضًا خطيرة من ناحية أخرى؛ وذلك نتيجةً لِتفاعل هذه المواد مع الأدوية بشكلٍ خطير، حيث أن الطبيعة لا تعني دائمًا الأمان، ففي بعض الأحيان فإن الاستخدام الخاطئ لها يقلب الأمور رأسًا على عقب، لذلك قبل أن تتناول أي شيء من الأعشاب والمكملات قم باستشارة مقدم الرعاية الصحية بذلك.
إقرأ أيضًا: أفضل المشروبات لإنقاص الوزن من الطبيعة
تعرفنا في سطورنا هذه عن النهام العصبي، الذي يعتبر من اضطرابات الأكل التي تصيب الإنسان، ولا شك أن لها أعراضًا مختلفة قمنا بِتعدادها لكم، كما أننا ذكرنا لكم أسبابه، وعرضنا عليكم الفئات التي تصاب به أكثر من غيرها، كما وعددنا لكم بعض مضاعفاته وآثاره، وكيفية تشخيصه، إضافةً إلى ذلك فقد طرحنا لكم طرق الوقاية منه وكيف تساعد شخصًا مقربًا قد فتك به النهام العصبي، والأهم من ذلك من الواجب أن نذكركم بطرق العلاج المختلفة والاستشارة الطبية قبل تناول الأعشاب لما لها من أثر سلبي إذا استخدمت بشكل خاطئ، لذلك لجسمك حق عليك اعتني به جيدًا لتبقى بكامل قوتك وعافيتك.