Loading...

ما هو الإبتزاز العاطفي وأنواعه

ما هو الإبتزاز العاطفي وأنواعه

ما هو الإبتزاز العاطفي، الأمر الذي سنتحدث عنه في مقالنا من خلال طرحنا في موقع مقتطفات، وهو من المشاكل التي يعاني منها بعض الناس، والتي تؤدي إلى ضحايا نفسية بشكل كبير بحيث تؤثر على الأشخاص بشكل مؤذي وسيء جدًا، ويتوجب الانتباه والابتعاد عن المبتزين عاطفيًا.

ما هو الإبتزاز العاطفي

إن الإبتزاز العاطفي هو أحد أنماط التلاعب النفسي، ويحدث من خلاله استخدام بعض التهديدات، وأشكال متنوعة من العقاب بحيث يوقعها شخص ما على آخر قريب منه في محاولة للسيطرة على سلوكاته، بحيث يضمن الابتزاز العاطفي في العادة لشخصين يجمع بينهما علاقة شخصية وقويّة جدًا، أو مثلًا علاقة حميمية، فعند التعرّض لهذا الابتزاز العاطفي يصبح الطرف رهينة عاطفية للطرف الآخر.

إقرأ أيضًا: الذكاء العاطفي وأهم علاماته وفوائده

علامات الإبتزاز العاطفي

ومن أهم وأبرز علامات وإشارات الابتزاز العاطفي، ما يلي:

سرقة الوقت

إنها من أهم إشارات الابتزاز العاطفي، فإن المبتز لن يعطيك وقتًا لتفكر بقرار، سواء كان زوج أو شريك، أو صديق، أو حتى مثلًا رجل مبيعات ، فإن استراتيجيتهم الأولى هي أن لا يترك لك وقت للتفكير، فإن الذي قاله سيُنفذ الآن وإلا ضاعت عليك الفرصة.

السخرية والاستهزاء

فهو أمر متكرر بالكثير من العلاقات، حيث يستهزئ بكلامك ويحاول تسفيه أفكارك وخطوات قد أقدمت عليها، ثم يضحك قائلًا “أنا أمزح”.

زرع الشعور بالنقص

هل تظني نفسك جميلة؟ أنت لست كذلك، وكيف سمنت بهذا الشكل؟ فهناك كثير من العلاقات الزوجية، وتكثر هذه الصيغة كي تفقد المرأة الثقة بنفسها وتكون سهلة الانقياد للأوامر، فقد أصبحت تحت حد الخوف والهلع النفسي كأن تفقد زوجها، أو مثلًا يبتعد عنها للأجمل والأرشق منها، وهنا يصبح لديه سلطة مطلقة عليها.

الصمت

إن الصّمت هو السلاح لدى المبتز الذي يعاقب به الضحية، إذ أنه يتجاهل المكالمات والرسائل، ولا يستجيب لأحاديثه، أو يرد بغضب، وبهذه الطريقة قد يتحكم فيك الطرف المبتز، ويجعلك دائم البحث عما فعلته في حقّه ليأخذ هذا الموقف منك.

ادعاء عدم الفهم

هل أنا فعلت هذا؟ لا أفهم ما الذي تريده، أنا لا أدري ماذا أفعل! وكذلك من الجمل التي تُظهر الطرف المبتز كأنه شخص جاهل أو غير واعي لما يحدث حوله، وغالبًا هو يفعل هذا الشيء للتهرب من وعود مضطر للالتزام فيها، أو المماطلة وكسب الوقت.

اصطياد الشعور بالذنب

عتاب دائم وغير مبرر، وتحميل الضحية مسؤولية كل ما يحدث حزن أو فرح، فإن هذه طريقة الشخص المبتز المفضّلة لشدّ الحبل برقبة الضحية بحيث حينها سوف يطلب منك طلبات غير منطقية، وتكون مضطر للموافقة عليها، كي تتخلص من ذلك الشعور المقرف الذي يرافقك.

لعب دور الضحية

يجيد المبتز المتلاعب كل الأدوار، وخاصة دور الضحية المسكين والضعيف الهش وأنه يحتاج لأحد أن يكون بجواره، ومسؤول عنه، وأنت بهذه الحالة لن تتردد أبدًا في فعل هذا من أجله.

استخدام أفضلية المكان

المتلاعب دومًا من يحدد أرض النقاش، سواء كان منزل أو غرفة نوم أو مكتب، أي المكان الذي يستطيع به فرض سيطرته وشخصيته، بحيث يشعر أنه الأقوى وأنت الطرف الأضعف.

يسمع أكثر مما يتكلم

هذا فقط حين يوضع تحت الضغط، فيحاول سماعك بكامل طاقته، ويعرف كلّ التفاصيل وجميع ما لديك من التوتر، حتى يعرف ما مدخلك، وما هي نقاط ضعفك، وما هي ملامح قوتك، ويستغلها جيدًا حين يبدأ في حديثه.

التلاعب بالحقائق

أن يبالغ بِلوم الضحيّة باستمرار وعلى أتفه الأشياء وأقل الأسباب، والكذب وتشويه الحقيقة وإخفاء أي من المعلومات عمدًا، وهذا يمارسه المتلاعب على الضحية، لتقع في شباكه بسهولة.

تضخيم الذات

يحاول دائمًا أن يبدو واثقًا بنفسه، فيحاول أن يضخّم من قدر مجاله العملي الذي يفهم به، ويكون طوال الوقت يتحدث عنه، حتى يتحول بنظرك إلى خبير يعرف الكثير من المعلومات وأمور الثقافة التي لا يمكن مضاهاتها.

الروتين

يحاول إلزامك ب روتين حياتي معيّن ويجعل الخروج عن روتينك خط أحمر، فيساعد ذلك على مزيد من التحكم، وشد قبضته عليك، ويحافظ على سلطته وقوته على الضحية.

الصوت العالي والمشاعر السلبية

دون أي عنف جسدي مباشر، لكن حركاته توحي بذلك، ويصاحبها صوت عالي وجهوري، بحيث يدفعك الخوف من التعرّض للعنف، ويقوم بتخويف ضحيته حتى تصمت وتنساق وراء سلطته ونفوذه.

المفاجآت السلبية

فإن هذه المفاجآت السلبية قد تفقد الضحيّة التوازن العاطفي و النفسي، فتضطر للجوء إلى المتلاعب، لأنه هو الوحيد الذي يجعلها تشعر بالأمان الزائف.

أنواع الإبتزاز العاطفي

قسّم فوروارد وفريزر، الابتزاز، إلى أربعة أنواع، يتميز كل نوع بأسلوب خاص للتلاعب العقلي وهي كالتالي:

  • العقاب: وهو شعاره “أنا وليكن من بعدي الطوفان”. ويغض النّظر عن ما تشعر به أو ما تحتاجه، ويتجاهله المتلاعب.
  • العقاب الذاتي: “قد يلعب الذين يعاقبون بالعقاب الذاتي بدور النّاضج والبالغ الوحيد في هذه العلاقة فيفرض بأن عليهم السرعة عندما يكونون بحاجته”
  • المعاناة: يتخّذ المعانون مواقفً: مثلًا إذا لم تفعل ما أريد منك سوف أعاني، وأنت الذي يتحمل مسؤولية ذلك (أن لعب دور الضحيّة).
  • التعذيب: فإن المعذّبون هم من أكثر المبتزين في المكر، فهم لا يقدّموا أي شيء عن طيب خاطر.

إقرأ أيضًا: الفرق بين الرجل والمرأة في الحب

علاج الإبتزاز العاطفي

دائما في نهاية عرض كل مشكلة نتحدث عن علاجها فهل العلاج يكون لمن يمارس هذا الإبتزاز أم للضحايا؟ في الحقيقة فإن كلاهما يحتاج للعلاج، فإن من يمارس هذا الإبتزاز قد تعلّم في طفولته أن يحصل على ما يريده من خلال هذه الطرق الملتوية غير السوّية، وتعوّد على أن المحيطين به لا يحبونّه إلا بشروط معينة وعبر استراتيجيات معقّدة، بثمن أو بمقابل وقد تعزز عنده هذا السلوك الخاطئ بكل مرة كان يمارس بها الابتزاز.

وللحصول على فائدة، ولذلك فهو يحتاج للنظر بما يحدث وأن يوقف تعزيز سلوك الإبتزاز هذا بعد الإستجابة له بخضوع، وهذا لا يعني إهمال الشخص أو أن نبذِه ولكن إعطاء المشاعر بشكل عاقل وناضج، ولكن ليس تحت تأثير الابتزاز وأشكاله، مع مراعاة الاحتياج للأمان والحب الذي ليس به أي شروط، وإذا لم يتم حل المشكلة بهدوء يجب التوجه للطبيب النفسي للمساعدة.

كيفية تمييز الشخص المبتّز عاطفيًا

ينبغي على جميع الأشخاص أن يميّزوا بين من يقوم باستغلالهم عاطفيًا، وبين من يتعامل معهم بكل توازن بحيث تتجنب ذلك التعرض لخيبات الأمل العاطفية لأن معظم المبتزين غالبًا لا تعنيهم إلا مصالحهم.

وإن الإبتزاز العاطفي هذا يعبر عن حالات نفسية ليست سوية لأن المبتز يتكئ على الاحتيال دومًا لتحقيق أغراضه، وهو تصرّف يتم عن وعي لهذا ينبغي أن تواجه بالحزم والقوة كي يتوقف هؤلاء الأشخاص عن السلوك الانتهازي غير السوي.

إقرأ أيضًا: أسباب فشل الزواج

تدريب الضحية على اكتشاف وسائل الإبتزاز العاطفي

ومن أهم النصائح للضحية، حتى يخرج من تحت قبضة المتحكم، اتباع الأمور التالية:

  • وعلى الجانب الآخر قد يحتاج الضحيّة للتدريب على رصد واكتشاف وسائل الابتزاز العَاطفي وما استراتيجياته وما أشكاله.
  • وأن يقوم بفهم التركيبة النفسية للشخص المبتز عاطفيًا.
  • أن يتحكم بمشاعره، عندما يبدأ بالضغط عليه.
  • لا تُستنزف مشاعرك، ولا تُستدرج تحت تأثير مشاعر الإحساس بالذنب.
  • عدم السماح للمبتز المتلاعب بزرع الخوف في داخلك.
  • قد يحتاج كلاهما المعالج وطبيب نفسي متمرس كي يساعدهما على توقف الإبتزاز، ووقف الإستجابة له، حتى يساعد الطرفين على النضوج النفسي والطبيعي.

إقرأ أيضًا: أسباب جفاف المهبل وعلاجه

إلى هنا؛ نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول ما هو الإبتزاز العاطفي وعلاماته وما أسبابه التي أوصلتنا لهذا العمل غير الإنساني والعدواني وكيفية علاج هذه المشكلة وتدريب الضحية على التعامل مع المبتز عاطفيًا، وطريقة كشف الأشخاص المتلاعبة، أرجو أن يكون مقالنا قد نال على إعجابكم.

المصادر: 1 , 2 , 3 .

أترك تعليقًا