Loading...

تقوية الشخصية الضعيفة

تقوية الشخصية الضعيفة

تقوية الشخصية الضعيفة، في حياتنا نرى كثيرًا من الأشخاص، مختلفين في الأجناس والألوان والأديان، بعضهم من هو غني والبعض الآخر فقيرٌ ومعدوم الحال، وبعضهم من يتمتع بالجرأة والشخصية القوية، والقسم الآخر شخصيته ضعيفة لدرجة أنها تكاد أن تنعدم، وذلك يؤثر سلبًا على حياته ونفسيته، فنحن في زمنٍ لا يعيش فيه الضعيف، وسنعرض لكم في مقالنا دليلًا متكاملًا عن الشخصية الضعيفة، وعلاجها.

تقوية الشخصية الضعيفة

تعرف الشخصية بأنها جميع الانطباعات والسلوكات والميول والأفكار المتنوعة التي يحتويها الفرد بشكلٍ غير منقطع، وبها يكون متميزًا عن الآخرين، ويثبت تفاعله في المجتمع المحيط به عن طريق المواقف والأفعال، وبدأ تعريف الشخصية في علم الفلسفة في القرن (الخامس قبل الميلاد)، وكان العالم هيبوقراط أول من أشار إلى دراسة وشرح الشخصيات ومكوناتها، كما وأوضح عدة عوامل تحددها ومنها المزاج، والطبقات الإجتماعية والأخلاق.

أما عن الفيلسوف كرتشمر فقد قسم أجزاء الشخصية إلى مجموعتين كلاهما مكملًا للآخر، ولا يمكن الفصل بينهما، وهما جانب المظهر الذاتي، وجانب المظهر الموضوعي، حيث يرتبطان معًا في شعور الشخص بالتمييز بين الآخرين في مجالٍ أو مهارة معينة.

ما هي الشخصية الضعيفة

تُعرف الشخصية الضعيفة بأنها الشخصية السلبية والقاصرة، ويكمن ضعفها في قلة الثقة بالنفس وليس في التفكير أو الذكاء، إذ أن هذا النوع من الشخصيات لا يمكنه الاندماج مع الآخرين، ويخشى من نظرة المجتمع له، أو من تعرضه لموقفٍ محرج أمامه، ودائمًا متردد وخجول، أضف إلى ذلك المعاناة المستمرة للكثير من المشكلات التي تواجهه، ويكمنُ علاجُ الشخصية الضعيفة أولًا بمعرفة السبب الرئيسي المؤدي لها، وعند زوال هذا السّبب تُحلّ المشكلة من أساسها.

المشاكل التي تواجه ضعيف الشخصية

هناك العديد من المشاكل التى تؤثر على حياة ضعاف الشخصية، وإليكم أبرزها:

  • صاحب الشخصية الضعيفة يضيع حقه في أغلب الأحيان.
  • لا يعرف هذا الشخص لماذا يعيش، وماذا يفعل كي يعيش.
  • كما أنه لا يستغل مهاراته وقدراته التي يتمتع بها.
  • صاحب الشخصية الضعيفة شخص مُتخبّط دائمًا ومرتبك.
  • ضعيف الشخصية يخاف أن يتقدّم خطوة واحدة، لذلك لا يمكنه أن يتطّور.
  • إضافة إلى أنّه يتهرّب بشكلٍ مستمر من تحمّل المسؤولية، ودائمًا يُلقي بِأخطائه على الآخرين.

إقرأ أيضًا: علامات الجمال عند الرجال

أبرز العوامل التي تؤثر في الشخصية

هناك عدة عوامل تتأثر بها شخصية الفرد وانطباعاته ومن أبرزها:

الأسرة

حيث تعتبر الأسرة هي الركيزة الأساسية لبناء شخصية الأبناء، ولها دور كبير في تكوين انطباعات الفرد وتقوية شخصيته، وتطوير مهاراته، وذلك له أثر كبير في تقوية الشخصية الضعيفة.

الحالة النفسية

إذ تؤثر حالة الشخص النفسية على فهمه لما حوله، وتختلف قدرة استيعاب العناصر من فرد لآخر، وفقًا للحالة النفسية، إضافةً إلى أن انطباع الشخص يختلف أيضًا تبعًا لنفسيته، ولذلك فإن الحالة النفسية من العوامل المؤثرة على عملية الفهم والإدراك حيث تؤثر فى نظرته وتقييمه للأمور.

الوراثة

تلعب الوراثة دورًا مهما في تكوين الشخصية، وذلك عندما يتوارث الجهاز العصبي في جسم الإنسان العديد من الصفات والخصائص من الأجداد.

المستوى التعليمي للشخص

يمكن تحديد ثقافة الفرد ومستواه التعليمي عن طريق قدرته على إدراك الأمور ووعيه للأحداث حوله، حيث أن ذلك يؤثر إيجابيًا على استطاعة المرء على تكوين أفكار واعية، إذ أن تفكير الشخص المثقف يختلف تمامًا عن تفكير الشخص الجاهل للأمور، وهذا يلعب دورًا مهما في بناء الشخصيات، وتقوية الشخصية الضعيفة.

البيئة

وتعرف أنها الوسط الذي تعيش فيه الكائنات الحية، ويتأثر به، وتعتبر عاملًا مهمًا في بناء الشخصيات للأفراد سلبيًا أو ايجابيًا، وهى التى تساعده على البقاء والدوام، وعلى أن يكون شخصًا قويًا وفعالًا أو ضعيفًا وانطوائيًا في بيئته.

نمط الشخصية

إذ أن هناك العديد من المؤثرات التي تحيط بالشخص كَالنواحي الدينية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي تلعب دورًا بارزًا في تكوين شخصية الفرد، وتؤثر فيه.

نصائح تقوي من شخصية الأطفال

هناك عدة طرق ونصائح التي يستطيع المرء من خلالها إبراز شخصيته أمام المجتمع وتقويتها، وهذه أهمها:

  • على الأهل أن يعلموا أبنائهم منذ الطفولة، معنى تحمّل المسؤولية، وأن يقوموا بِإخضاعه لعدة تجارب يستطيع من خلالها أن يطبق ما تعلمه منهم، ليثبت شخصيته ومهارته.
  • احترامُ الطفل وذلك عن طريق أخذ رأيه في بعض الأمور البسيطة، مثل الأنشطة التي يحب أن يقوم بها، أو اختيار ملابسه، كما ويجبُ الإستماع له عند حاجته لذلك؛ لأن ذلك يزيد من ثقته بنفسه.
  • تشجيع الأطفال على تنمية مواهبهم وقدراتهم، فذلك يعزز الثقة بالنفس.
  • على الأهل أن يساعدوا أبناءهم ويرسموا لهم خططًا مستقبلية، كَدخول الجامعة مثلًا، فهذا يساعد الأبناء على أن يتمتعوا بشخصيات قوية، ويزيد رغبتهم في تحقيق طموحاتهم.
  • يجب أن تكون العلاقة بين الوالدين قوية ومترابطة، فهذا يزيد من ثقة الأبناء وتقوية شخصياتهم.
  • مساعدة الأبناء على القيام بالأنشطة المتنوعة، مثل: ممارسة الرياضة، وكتابة الشّعر، وقراءة الأدب لأن هذه الأنشطة مفيدةً لِصحة الإنسان العقلية والنفسية، إضافةً إلى أنها تكون شخصية الفرد وَتصقلها.

إقرأ أيضًا: اختيار شريك الحياة وصفاته

طرق تقوية الشّخصية الضعيفة

مهما كنت تعاني من مشكلة ضَعف بالشخصية، هناك عدة طرق تساعدك على تطوير ذاتك، وأبرزها:

لا تظهر نقاط ضعفك أمام الآخرين

أن يكون الشخص قادرًا على التحكم بعواطفه ومشاعره، ولا يظهر نقاط ضعفه أمام الآخرين.

قم بانتقاء علاقاتك

يجب على الأشخاص انتقاء علاقاتهم وَصداقاتهم بشكل صحيح، فهذه العلاقات لها دورٌ كبير في بناء شخصيات الأفراد.

تحديد جوانب الحياة السلبية والإيجابية

عليك دائمًا أن تعمل على تقسيم جوانب شخصيتك وفقًا لعاداتك المستمرة، وتذكر أنك حصلت على هذه العادات من الخبرات والتجارب السيئة في حياتك، وقد حان الوقت أن تتخلى عنها.

ارضى بحياتك وطورها

عليك أن ترضى بحياتك وقضائك، واحمد الله تعالى في السراء والضراء، وحاول مستمرًا العمل على تطويرها وتحسينها، فذلك له دور بارز في تقوية الشخصية.

حقق أهدافك بالصبر على نفسك

تحلي بالصبر لكي تتمكن من تحقيق أهدافك وطموحاتك، وابذل قصارى جهدك للوصول.

كن قائدًا لنفسك

لا تكن متفائلًا باستمرار، ولا متشائمًا دون توقف، بل كن قائدًا لنفسك، فالقائد يحسن التصرف ويغير مسار حياته للأفضل.

تحكم بمشاعرك

هناك عدة مشاعر عليك أن تستطيع التحكم بها والسيطرة عليها، ومن هذه المشاعر: الحب، الحزن، الكراهية، والخوف.

تطوير الشخصية في مكان العمل

تبحث الشركات دائمًا للبحث عن موظفين يتمتعون بمهارات عالية، وشخصيات قوية، لكن تستطيع هذه الشركات أن تحفز موظفيها وتساعدهم ليكونوا فعالين أكثر بعدة طرق، وبالتالي تحصل على كفاءات عالية، ومن هذه الطرق:

الصبر على الموظفين

على كل مدير أن يُساعد موظفيه، وذلك عن طريق إعطائهم التدريب اللازم، والوقت الكافي لفهم العمل، وتقديم النقد الإيجابي البناء لهم.

الاتصال مع الموظفين بدون رسميات

فهذا من أكثر طرق التي تفيد في تقوية شخصية الموظفين، وبالتالي تزيد من قدرتهم الإنتاجية، وتعمل على زيادة الترابط بين المدير والموظفين.

التقييم الصحيح للموظفين 

يجب على المسؤولين في العمل أن يقيموا موظفيهم بشكلٍ صحيح، وكل حسب كفاءته دون النظر لمنزلته ومكانته في المجتمع، وترقيتهم عند النجاح، فذلك مهمٌ جدًا في تقوية الشخصية لفريق العمل.

الحوار وإبداء الرأي 

فهده أحد الطرق  المتبعة لتقوية شخصية للموظفين أثناء العمل، لأن ذلك سيزيد من معرفة المدير بالجوانب السلبية والإيجابية بشخصية موظفيه.

علامات ضعف الشخصية

يظهر على أصحاب تلك الشخصية عدة سلوكات واضحة، ومن أبرزها:

  • عدم التمكن من اتخاذ قرارات واضحة.
  • الشعور المستمر بالإنكسار والإحراج من أتفه المواقف التي يتعرض لها.
  • تجنب الرد، واللجوء إلى الصمت، والاكتفاء بسماع آراء الآخرين دون تعليق.
  • الخوف من إبداء الرأي، حتى لو كان صحيحًا، وفي مكانه المناسب.
  • التأثر بكلام الناس بسرعة كبيرة، مما يزيد الأمر سوءًا.
  • الاتكال على الآخرين من الأصدقاء والمقربين، في تسوية الأمور، فهو شخص لا يستطيع تحمل المسؤولية.

أسباب ضعف الشخصية

يعود ضعف الشخصية إلى عدة عوامل تحيط بالأشخاص، أو يتم التأثر بها لاحقًا، وهذه بعضها:

التأثر بكلام الآخرين 

حيث أن حساسية الفرد تزيد من تأثّره بكلام الآخرين السلبي وانتقاداتهم له.

قلة الثقة بالنفس 

إذ تنعدم  قدرة الشخص على إيمانه بنفسه وبِأفكاره، وبالتالي تصبح رؤيته للأمور مشوشة وغير واضحة.

أسباب مرضية

هناك بعض الأمراض تؤثر في تكوين شخصية الأفراد، وتعمل على إضعافها، ومن هذه الأمراض: الانفصام والإكتئاب، لأنها تسبب لهم شعورًا سلبيًا وأنه لا فائدة منهم في المجتمع، والبيئة المحيطة بهم.

العيش في بيئة سلبية

وذلك يكون في المجتمع أو الأسرة أو المدرسة أو حتى العمل، فيتعرض الفرد للأفكار السيئة التى يبقى يرددها في عقله الباطني، ويتأثر بها، مثل أنا فاشل، أو أنا لا أستطيع القيام بأي شيء.

العلاقة بين قوة الشخصية والبيئة الإجتماعية 

تبدأ شخصية الفرد بالتكون منذ صغره، حيث تظهر عليه بعض العلامات التي تدل عليها، وذلك عن طريق تأثره بأهله والبيئة المحيطة به، وبعد ذلك تزيد علاقات الطفل الخارجية، بسبب التحاقه بالمدارس وتكوين العلاقات خارج المنزل، مما يعمل على زيادة معرفته وتطوير قدراته ومهاراته، وتصبح لدى هؤلاء الأطفال رؤية أوضح للأمور، وبعد ذلك تكثر العوامل وتتعدد، وتأتي من كل صوبٍ واتجاه لتلعب دورًا أساسيًا ومهمًا في حياة الطفل وشخصيته وتنشئته.

وتختلف العوامل المؤثرة بشخصية الطفل من مجتمع إلى آخر، ومن دين لدين، كما وتتأثر أيضًا بالعلاقات الإجتماعية وطرق معاملة الآخرين له، والتمييز بينه وبين غيره من الأطفال، كل هذه العوامل تعمل على بناء شخصيتهم، وتمنحهم إما الثقة بالنفس، أو تعطيهم شخصيات معدومة وضعيفة لا أحد يكترث لوجودها.

إقرأ أيضًا: الذكاء العاطفي وأهم علاماته وفوائده

هذه نبذة مختصرة عن تقوية الشخصية الضعيفة، حيث تعرفنا إلى مفهوم الشخصية بشكلٍ عام، كما عددنا بعض المشاكل التي تواجه ضعاف الشخصية، وأبرز العوامل التي تؤثر عليهم، وذكرنا لكم مجموعة من النصائح والطرق التي تساعد على تقوية الشخص الضعيف لدى الأطفال والكبار وحتى في أثناء العمل، وعرضنا عليكم أهم العلامات الظاهرة على أصحاب هذه الشخصية، والأسباب المؤدية لها، وكيف تؤثر البيئة الأجتماعية في تكوينها منذ الصغر.

أترك تعليقًا