الذكاء العاطفي وأهم علاماته وفوائده

0

الذكاء العاطفي؛ هناك الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون التحكم في انفعالاتهم، ونشعر بقربنا منهم بسبب حسن تصرفهم، حيث يعرفون متى يتحدثون وعن ماذا، وبالرغم من عدم تقديمهم للحلول أحيانًا فإننا نشعر بالراحة لمجرد اقترابنا منهم، فما السر في ذلك؟ وهل يمتلكون إحدى الوصفات العجيبة؟ دعونا نطلع على المقال التالى لنتعرف إلى الأسباب الحقيقية وراء سلوكياتهم.

الذكاء العاطفي

يُعرف الذكاء العاطفي بأنه؛ القدرة التي يمتلكها شخص ما وتمكنه من تحديد عواطفه ومشاعره وإدارتها والتحكم بها جنبًا إلى جنب مع مشاعر الآخرين، ولا يوجد اختبار لقياس الذكاء العاطفي كتلك الاختبارات العامة، إذ يعتبر الذكاء نوعًا من وصف المهارات الشخصية لدى الفرد، ولا يختص هذا النوع بفئة محددة وإنما قد يمتلكه العديد من الأشخاص صغارًا أم كبارًا، متعلمون أو غير متعلمون.

ينجرف الناس الأقل ذكاءً وراء المحفزات، ويكون من الصعب عليهم تكوين العلاقات الاجتماعية، أما الأشخاص الأكثر ذكاءً فهم القادرون على السيطرة على انفعالاتهم، وبالتالي فإن مهارات التواصل الاجتماعي تكون جيدة لديهم، وليس من الصعب التمييز بين الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا أقل من أولئك الأكثر ذكاءً من غيرهم، وذلك لأن أصحاب النوع الأول يكونون سريعي الانفعال، خاصة عندما يواجهون العديد من المواقف التي تثير غضبهم، ويُعَرّف بالإنجليزية Emotional intelligence.

مهارات الذكاء العاطفي

إن للذكاء العاطفي ثلاثة مهارات أساسية، يمتلكها العديد من الأشخاص، والتي قد لا تكون موجودة عند غيرهم من الناس، وهي كالتالي:

  • الوعي العاطفي: وهو قدرة الإنسان على تحديد المشاعر الخاصة التي يمتلكها.
  • القدرة على توظيف مشاعره: وبالتالي توظيفها في مهام أخرى مختلفة، تتضمن التفكير وحلّ المشكلات.
  • إدارة العواطف: مقدرة الفرد على تنظيم مشاعره وتعليم هذه المهارة للآخرين، من أجل اتباع الأمر نفسه.

أساسيات الذكاء العاطفي

 يتضمن الذكاء العاطفي خمسة جوانب أساسية وهي كالتالي:

  • الوعي الذاتي: وهو أن يكون لدى الشخص القدرة على تحديد مشاعره الحقيقية وضبطها، وهما نوعين أساسيين؛ الثقة بالنفس، والوعي العاطفي.
  • التنظيم الذاتي: أن يكون باستطاعة الشخص التحكّم بمشاعره السلبية، كالغضب، والقلق، والخوف، والاكتئاب، عن طريق الاستعانة بمجموعة من الأساليب التي تختص بإدارة المشاعر السلبية والتحكم بها، ومنها التفكير بإيجابية، أو المشي لمسافات وممارسة التأمل.
  • التحفيز: ويمكن تحقيق التحفيز عن طريق تحديد الأهداف وتحقيقها بطرق إيجابية، لتفادي مواجهة العقبات.
  • التعاطف: وهو أن يكون لدى المرء القدرة على معرفة مشاعر الآخرين وتوفير احتياجاتهم.
  • المهارات الاجتماعية: وهي مهارات التعامل مع الآخرين، ويتوجب على الفرد تطوير تلك المهارات وتعزيزها لينجح في حياته المهنية.

تطوير الذكاء العاطفي

هنالك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تطوير الذكاء العاطفي ومن أهمها ما يلي:

  • معرفة المشاعر السلبية وتحديدها: والمقصود هنا تلك المشاعر التي تتسبب بالإحباط؛ وذلك من أجل التحكّم بها بطريقة تُسهّل عملية التعاطي مع المواقف الصعبة.
  • التقييم الذاتي: يتوجب تقييم الشخص لذاته بموضوعية؛ وذلك لأنّ عملية تقييم الذات تُعّزز الإدراك وتُنمّي التواضع عند الأفراد.
  • التعبير عن الذات: وهو امتلاك الشخص القدرة على التواصل مع الآخرين بفعالية، والتعبير لهم عن مشاعرهم وأفكارهم بفعالية.
  • إدارة القلق والتوتر: تقول الدراسات أنّ الأشخاص الأذكياء عاطفيًا أفضل من غيرهم في التعامل، مع القلق والتوتر مما يُحقّق لهم النجاح في حياتهم بشكل عام.
  • التعاطف: وهو من خلال الحرص على مراعاة مشاعر الآخرين، والتعاطف معهم مما يطوّر الذكاء العاطفي للفرد.

أبرز علامات الذكاء العاطفي

هنالك العديد من العلامات التي تدل على أن الفرد يتمتع بنسبة عالية من الذكاء:

  • النزاهة: ويظهر ذلك من خلال التمسك بالمبادئ والقيم بغض النظر عن الظروف.
  • التواضع: وهو من خلال تقبل النقد من أجل تطوير الذات.
  •  تطوير الذات بفعالية مستمرة: من خلال تقييم المرء لنفسه في كل مرة، وتحمل مسؤولية أخطائه، إلى جانب السعي نحو تحقيق أهدافه.
  • التروّي: يساعد الذكاء العاطفي الفرد على اختيار كلماته بتروٍ، وذلك من خلال تحّمُل مسؤولية أقواله وأفعاله.
  • الانتباه والتركيز: يحرص الأشخاص الأذكياء عاطفيًّا على التواصل البصري مع الآخرين، كما يكون لديهم القدرة على الاستماع للأشخاص جيدًا واحترامهم والاهتمام بهم.

اقرأ أيضًا: علامات الحب الحقيقي

فوائد الذكاء العاطفي

هنالك العديد من الفوائد التي يتمتع بها الأشخاص الذين يمتلكون الذكاء:

  • الأداء الجيد على صعيد الدراسة أو العمل: التفوق في الحياة الأكاديمية والمهنية للشخص، من خلال مساعدته على مواجهة العقبات على صعيد الدراسة والعمل واكتساب المهارات القيادية.
  • الصحة الجسدية: إن التمتع بالذكاء يحمي الإنسان من مشاكل صحية خطيرة، مثل: ضغط الدم، والنوبات القلبية، والسكتات ونقص المناعة، ويؤخر ظهور علامات الشيخوخة.
  • الصحة العقلية: إنّ تمتع الإنسان بالذكاء يحميه من نوبات القلق والاكتئاب، والإحساس بالوحدة والعزلة الناتج عن إخفاقه في تكوين علاقات اجتماعية قوية.
  • تكوين العلاقات: عندما يفهم الشخص مشاعره ويكون لديه القدرة على التحكّم بها، فإن ذلك يُسهّل عليه طريقة التعبير والإحساس بما يشعر به الآخرون وبالتالي القدرة على التواصل الفعّال.
  • الذكاء الاجتماعي: إنّ التمتع بالذكاء العاطفي يكون داعمًا للذكاء الاجتماعي في كثيرٍ من الأوقات.

أهمية الذكاء العاطفي

إن من أبرز سمات الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء، أنهم يمتلكون القدرة على التعامل مع الأشخاص من كافة المجتمعات؛ وذلك للأسباب التالية:

  • يمتلكون مهارات اجتماعية متقدّمة.
  • يتصفون بالقدرة على العمل ضمن الفريق.
  • يركزون على تطور الآخرين ونجاحهم في العمل قبل التركيز في نجاح أنفسهم.
  • يبرعون في بناء علاقات طويلة الأمد، وهم تحديدًا الأشخاص ذوي المهارات الاجتماعية العالية.
  • يملكون القدرة على المحافظة على العلاقات إلى ما لا نهاية.
  • يمتلكون قدرةً عالية على إقناع الآخرين.
  • يتيحون الفرصة أمام الآخرين للتعبير عن أنفسهم.
  • يحسنون الاستماع للآخرين، حيثُ يلتف الناس حول الأشخاص الذين يستمعون إليهم ويعطونهم الفرصة للتعبير.

الذكاء العاطفي والحياة الزوجية

من المعلوم أنّ هذا النوع من الذكاء ليس مختصًا بالفئات المهنية أو الاجتماعية، ولكنه يشتمل أيضًا على كيفية تسخير العواطف في العلاقة بين الشريكين بطريقة ذكية، سواءٌ أكان قبل الزواج أو بعده، وقد أثبتت الدراسات أن الأزواج السعداء، هم من يتجادلون ويختلفون مثل بقية الأزواج، بالرغم من أنه قد يظن البعض أن الأكثر سعادة هم الأكثر غنى أو ثقافة، أو أصحاب الإختصاصات مثل علم النفس أو فن التواصل أو فن المفاوضات، ولكن الميزة الأساسية لهؤلاء الشركاء هو أنهم يمتلكون ذكاءً عاطفيًا متقدمًا عن الأزواج الآخرين، مما يدفعهم للسيطرة على علاقتهم والمحافظة عليها.

الذكاء العاطفي لدى الأطفال

يشتمل الذكاء لدى الأطفال على مهارات ضبط النفس والقدرة على تحفيز الذات إلى جانب المثابرة والحماس، ويمكن تعليم هذه المهارات للأطفال من أجل توفير فرص أفضل، مهما كانت الإمكانيات الذهنية لديهم، ولكننا سنضمن الوصول إلى المُراد بعد فهم معنى وكيفية ربط الذكاء والعاطفة.

كما ينبغي أن يتساوى الأهل مع الأبناء وأن لا نتردد في التعبير عن رغباتنا ومعرفة حاجاتهم، ويجب أن نعطيهم أفضل ما لدينا ومشاركتهم بأفكارنا ومشاعرنا، وتبادل الإبتسامة الصادقة معهم، وأن نُغدقهم بالحب والإطراء، وأن نظهر لهم محبتنا كآباء وأن نهبهم الإهتمام والعناية اللازمين.

علاقة الذكاء العاطفي والتنمر

ينتشر التنمر في كافة المدارس بشكل كبير خاصة عند مرحلة البلوغ، وقد أصبح الأمر خطيرًا عندما بدأت تظهر حالات انتحار في المدارس بسبب التنمر، وذلك بسبب مايلي:

  • ارتباط سلوك التنمر لدى الأطفال في سن المدرسة بتدني مستوى فهم مشاعر الآخرين.
  • إنّ الأطفال الذين أظهروا سلوكيات التنمر لا يمتلكون القدرة على فهم التأثير السلبي لهم على الضحايا.
  • الأطفال المتنمرون يمتلكون عجزًا أكبر في المكونات المعرفية لديهم.
  • لا يمتلكون القدرة على التواصل مع مشاعر الآخرين.
  • يفتقر الأطفال المتنمرين أيضًا إلى مهارات التعامل مع عواطفهم، وهو أحد جوانب الذكاء والذي يطلق عليه اسم التسهيل العاطفي أو النجاعة الذاتية.

اقرأ أيضًا: أجمَل حالات الحب

تطرقنا في مقالنا التالي عن الذكاء العاطفي، إلى عدد من المواضيع الهامة حول تعريف هذا النوع من الذكاء وجوانبه العامة، ومهاراته الأساسية، وكيفية تطويره وأبرز علاماته، والفوائد العامة، وأبرز علامات الذكاء العاطفي لدى الأطفال، وللتعرف إلى أهم الصفات للشخص الذكي عاطفيًا “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.