الملك والمرأة واللوح العظيم

0

الملك والمرأة واللوح العظيم، قصة رائعة من قديم الزمان، تتحدث عن هوس أحد ملوك بلاد الشام المهووس بالبناء، ودائمًا وكلما امتلأت خزينة دولته، أمر الملك حاشيته ببناء البيوت الفخمة، والقصور الضخمة،  حتى يخلد التاريخ اسمه، حيث كان يحفر اسمه كاملًا على كل صرح مشيد.

الملك والمرأة واللوح العظيم

تبدأ قصتنا حول ملك عظيم من ملوك بلاد الشام، المهووس بالأبنية العظيمة، ظنًا منه أن التاريخ لن ينسى أعماله، ولكن الملك أصبح يشعر بالملل من القصور والمؤسسات، وطلب من حاشيته فكرة جديدة، حتى يخلده التاريخ، ويحتسب عمله هذا لوجه الله تعالى، عملًا فخمًا وعظيمًا.

وبعد فترة من التفكير، اقترح عليه أحد رجاله بناء صرحًا عظيم الثواب، حتى ينفعه في حياته وبعد الممات، قال الملك: نعم، وما هو هذا البناء؟ قال الجندي: مسجدًا فخمًا للمصلين، لا مثيل له على وجه الأرض، أعجب الملك بهذه الفكرة، وأصدر تصريحًا لكافة أفراد حاشيته وشعبه أن أجر هذا المسجد وثوابه له وحده، كما أمرهم أن لا يقوم أي شخص بمشاركته في أي قطعة بالمسجد ولا حتى حبة رمل صغيرة.

إقرأ أيضًا: خاطرة محاولتي الأخيرة

الملك والمرأة واللوح العظيم
الملك والمرأة واللوح العظيم

مسجد الملك واللوح العظيم

بدأ العمال ببناء المسجد، ولم يسمحوا بمساعدة أي شخص من أفراد الشعب لا بغيرة ولا كبيرة، حتى يحتسب أجره وثوابه للملك وحده فقط، وبعد مرور عدة أشهر، ذهب الملك لرؤية المسجد العظيم الأشبه بالقصور، المتفرد بفنونه وعظمة تصميماته، وجمال زخارفه، وفخامة رخامه وإنارته.

أعجب الملك بهذا الصرح، وشعر بالفخر، وقال أريد أن تنقشوا اسمي بالذهب الخالص، على رخامة ضخمة باهظة الثمن، من أفخم أنواع الرخام، ونضعها على بوابة المسجد، حتى لا ينسى أحدًا إسمي وأعمالي مدى الحياة، وفعلًا قام المهندسين والعمال بتنفيذ أوامر الملك بحذافيرها، وتم تركيب اللوح العظيم.

إقرأ أيضًا: فن النصب الجميل

المرأة وأحلام الملك

نام الملك فرحًا مسرورًا بهذا العمل العظيم، وقد رأى بالمنام أن اسمه ليس موجودًا على اللوح العظيم، بل وجد مكانه اسم امرأة لا يعرفها، استيقظ الملك فزعًا مستغربًا، وأخذ يفكر بتفاصيل هذا الحلم، ثم قال: لالا مؤكد بإنه مجرد حلم لا معنى له، وعاد إلى نومه مرة أخرى، وعاد إليه الحلم مرة أخرى ولم يرى اسمه الذهبي.

فكر الملك مليًا لماذا يتبخر اسمي، ومن هي هذه المرأة، لكن أنا متأكد بأنه لما يشاركني أحد في هذا البناء، ولم يستطع الملك تفسير أحلامه الغامضة المتكررة، ثم قرر العودة إلى النوم، وللمرة الثالثة يراوده ذات الحلم مرة أخرى، استيقظ الملك غاضبًا، ولم يستطع النوم حتى صباح اليوم التالي.

إقرأ أيضًا: قصة الشباب الأبدي: ما هو السر

حقيقة المرأة واللوح العظيم

قرر الملك في صباح اليوم التالي أن يبحث عن هذه المرأة المنشودة، وأمر جنوده بإحضارها على الفور، وعندما وصلت قال لها غاضبًا: ألم أعط أمرًا بأن لا يشاركني أحدًا في بناء مسجدي هذا، قالت السيدة وهي خائفة: يا مولاي أنا لم أقدم أي مساعدة أبدًا في البناء، ثم قالت بصوت خافت: تذكرت، لقد سقيت حصان يحمل الحجارة، أشفقت عليه وقدمت له بعض الماء فقط.

تفاجئ الملك من كلامها، وحزن، وقال لحاشيته: انظروا إلى هذه المرأة فعلت أمرًا واحدًا وبسيطًا ولكنه خالصًا لوجه الله تعالى، وقبل الله عملها، ولم يقبل عملي مني، لأن نيتي لم تكن خالصة لوجه الله تعالى، سبحان الله ما أعدلك.

إقرأ أيضًا: كلابها أصدق من أهلها: قصة وعبرة

إلى هنا؛ نكون قد وصلنا إلى نهاية قصتنا حول الملك والمرأة واللوح العظيم، ثم أمر الملك جنوده بإزالة اسمه عن بوابة المسجد، وكتابة اسم هذه السيدة بدلًا منه، لذلك يا أصدقائي يتوجب علينا أن نضمر كافة أعمالنا خالصة لوجه الله عز وجل، مهما كانت بسيطة، حتى وإن كانت إطعام قمحة لنملة، وللحصول على المزيد من القصص والمواضيع الطبية والفنية المختلفة يرجى زيارة صفحتنا الرسمية عبر منصة الفيسبوك “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.