Loading...

خاطرة محاولتي الأخيرة

خاطرة محاولتي الأخيرة

خاطرة محاولتي الأخيرة، ها قد عدت أيها القلب وحيدًا من جديد، ما عُدت تنتظر رسائل الشوق الأزلية، ما عدت تسمع أغاني الحب والقصائد الغزلية، وتركت الجرح ينزف، ومزقت كل مكاتيب الود، ولعنت الدهر والأيام والفصول السنوية، ثم استغفرت ربي، وعدت لوعيي، وشعرت أني لست ذاتي، بل أصبحت شخصًا غامضًا، ومجهول الهوية.

خاطرة محاولتي الأخيرة

مرت الأيام، ما عدت أشعر بشيء، ما عدت أعرف الليل والنهار، ما عدت أحلم بالحقول والفراشات، وما عدت أشعر بدفء الشتاء، ولا رائحة الياسمين، ولا جنون العاشقين، أشعر فقط بألم الذكريات، التي تأتي وتغيب بين الفينة والأخرى، وكل ما أعرفه أن قلبك ما زال هو الوطن الوحيد الذي كان يأويني… وافتقدته.

أشعر الآن بثقل الأيام، لم تعد الساعات تمضي، ولم تعد الأماكن ترحم، في كل زاوية هناك ذكرى مقيدة، تنتظر الحرية، هناك لحظات كانت جميلة كزهر الأقحوان، وأصبحت حزينة، وهناك أيضًا دموع مكبلة، ويأبى السحاب الهطول.

إقرأ ايضًا: خاطرة أبجدية الحب

لا حياة بعدك لا وطن

لكني أدركت، أنك أيها القلب عدت وحيدًا، فلا الماضي يعود، ولا الذكريات تُنسى، ولا الوجع يفنى، وأدركت أيضًا، أن لا حياة بعدك، لا وطن ولا أمان، لا فرح ولا أحلام، حتى الحزن لم يعد يبالي بحالي، لم يعد الوجع يهدأ، فكفاك أيها الحبيب بُعدًا كفاك، وتعال إليّ، ضم كسري، وداوي جروحي، واملأ القلب زهورًا ونجومًا وضياء، فأنا أخاف الحياة دونك، أخاف الناس والوحدة، وكل ملجأ أهرب إليه، وكل طريق أسير فيه، لا يأخذني إلا لعينيك.

إقرأ ايضًا: الكلمات من نظرة مختلفة

محاولتي الأخيرة

تمثال الحب وشجرة العيد

تعال إليّ، لأنسى تلك الدموع التي ذرفتها في غيابك، تعال لُم أشلاء قلبي الذي مزقه رحيلك، واجمع شظايا كسوري المبعثرة، وانحت منها تمثال الحب وشجرة العيد، وعلق عليها أجمل الذكريات، وأضواء الحنين، فقصص الحب ليست سوى مهرجان وجنون وألوان، وَربيع وشتاء وخريف في آن، وجنة مغزولة بخيوط عناقيد العنب وعبق الريحان، وحكايا مجنون ليلى، وعشق عنترة الفتان، فالحب لم يخلق اليوم، ولم يخلق لِساعات ثم يأتي بعده الفقد والحرمان، الحب يا حبيبي كالسماء والأرض، كالقمر والنجوم، خُلق مع خلق البشرية منذ قديم الزمان.

إقرأ أيضًا: خاطرة لا تخبري أحدًا

هذه محاولتي الأخيرة

هذه محاولتي الأخيرة، وهذه رسالتي المسجونة، تنتظر رد العودة، لتلحق في فضاء الحب، فأرجوك عد، لَربما أزهرت أورِدَة قلبي ربيعًا، وأمطرت سحب حنيني رحيقًا، فأنا أعترف أني افتقدتك في كل لحظة ألف مرة، وافتقدتك كلما أَغرقتتي بشاعة الحياة، وكلما هبت عواصف الشوق، وأغمضت جفني المنهمك، لأراك تتربع في جوف العيون، وفي صميم القلب، وفي عمق بئر أسراري المدفون، فلا تعلم أنك أنت الحياة، وبُعدك موت محتوم، فإن عدت أشرقت شمس النهار، وإن لم تعد يا مرحبًا بالموت، وكما يقال “ومن الحب ما قتل”.

إقرأ أيضًا: لعنة قدر وأشباه الرجال

إلى هنا، نكون قد وصلنا إلى ختام خاطرة محاولتي الأخيرة، بكلمات من القلب إلى القلب، وبأحرف مبعثرة، أتعبها ألم الشوق، ووجع الذكريات، وَلمتابعة المزيد من الخواطر الأدبية والكثير من المعلومات الطبية والمقالات الفنية والثقافية يرجى زيارة صفحتنا على فيسبوك “من هنا“.

Leave a Reply