صعوبات النطق وطرق العلاج

0

صعوبات النطق وطرق العلاج، كثير من الأحيان يكون الإنسان عرضةً لبعض صعوبات النطق واضطراب الكلام منذ الصغر، إلا أنها غالبًا ما تختفي أو تتحسن عند التقدم بالسن، لكن في حال استمرت فإنها تسبب للمصاب الكثير من المشاكل النفسية، وتجعله عرضة للتنمر في مواقف مختلفة، وفي مقالنا سنتحدث عن هذه الصعوبات، وبعض الطرق التي يتمكن المصاب من خلالها بتجاوز هذه المشكلة والمواقف، وبالتالي تصبح ثقته بنفسه أقوى وأكبر.

صعوبات النطق وطرق العلاج

تعرف هذه الحالة بأنها خلل يحدث في كيفية اخراج الكلمات، أو عدم وضوح صوت الحروف عند نطقها، بسبب عدد من العوامل المختلفة، ويسمى أيضًا اضطراب الكلام، يحدث هذا الاضطراب عند المصاب منذ الصغر، فإما أن يختفي عند التقدم بالعمر أو أن يتطور ويحتاج إلى علاج، وفي بعض الأحيان قد يصاب به الشخص في مراحل مختلفة من العمر بسبب عوامل متعددة، ونتيجةً لذلك الاضطراب يصبح الشخص عرضةً للعديد من المواقف المحرجة.

لا تقتصر عملية النطق السليمة على اللسان فقط، بل إنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحاسة السمع، وسلامة العقل والأعصاب والعضلات، فضلًا عن سلامة أعضاء النطق جميعها، وهذا يعني أن وجود أي خلل في هذه الأعضاء والحواس يؤدي دون شك إلى تعرض الشخص لِصعوبات في النطق، فينطق الكلمات بطريقةٍ غير صحيحة، أو أنه يجد صعوبة في نطقها.

إقرأ ايضًا: نصائح ذهبية من تجارب الحياة

أسباب حدوث مشاكل وصعوبات النطق

تعود إصابة الشخص بِصعوبات النطق، إلى عدة عوامل منها:

أسباب عصبية

حيث يتعرض المصاب لِمشاكل في الجهاز العصبيّ المركزيّ، أو حدوث اضطرابات في الأعصاب المسؤولة عن النطق لديه، إضافةً إلى تعرض المخ لِنزيف أو تلف أو ورم، في جهاتٍ خاصة بالكلام.

الوراثة

وهذا يعني أن الوراثة وانتقال الجينات من شخص لآخر، يمكن أن يكون سببًا وجيهًا في انتقال هذه الصعوبات، عبر الأجيال القادمة.

مشاكل نفسية

ومن أبرزها، مشاكل التوتر والقلق، علاوةً على ذلك فإن قلة الثقة بالنفس وانهدامها يؤثر أيضًا على سلامة النطق عند المصاب.

اضطرابات في أماكن النطق المخصصة

مثلًا: تشوه الأسنان، أو تشقق الشفة العليا، إضافةً إلى مشاكل في حاسة السمع، والزوائد الأنفية، وتضخم اللوزتين، جميع هذه الاضطرابات تؤثر في التحدث بطلاقةٍ وسلامة.

التغذية السيئة

من الممكن أن يكون سوء التغذية عاملًا أساسيًا، لمشكلة صعوبات النطق، وذلك لعدم حصول الإنسان على العناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها لصحةٍ سليمة.

مشاكل في النمو، والتخلف العقلي

إذ تؤثر هذه المشاكل على حياة الشخص، وتُسبب  تأخر في نموه العقلي والجسدي، وهذا يعني أن يكون المصاب عرضةً لِلتأخر في جميع نشاطاته ووظائفه مقارنةً مع الشخص السليم.

أسباب أخرى تؤثر في الأطفال

مثل التحدث مع الطفل بموضوع لا يفهمه، ولا يستطيع التحدث فيه، أو عدم تصويب أخطاء الطفل اللفظية، فتبقى تلك الأخطاء والتلعثمات في كلماته وألفاظه على حالها، وتنمو معه.

صور صعوبات النطق

تكون مشاكل النطق على عدة صور وحالات، ومن أهمها:

عسر الكلام

تعود أسباب هذه المشكلة، لتعرض المصاب لِاضطرابات عضوية أو نفسية، حيث يحاول المصاب البدء بالكلام، لكنه يجد صعوبةً في ذلك، ومع الاستمرار في المحاولة، فإنه ينجح في إخراج الجملة كاملةً دون توقف، لكنه يعود لنفس الحالة عند إخراج الجملة التالية.

التحدث بشكلٍ سريع

وهنا يعود سبب هذه الحالة، لمشاكل نفسية، تجعل المصاب يتكلم بسرعةٍ كبيرة دون توقف، ودون أن يفهم من حوله كلامه.

اللعثمة

ويعني ذلك، أن يتلعثم الشخص أثناء تحدثه مع شخص ما بسبب خوفه منه، أو توتره من المكان الذي يتواجد فيه.

التأتأة

إن التأتأة تعني أن يكرر المصاب الحرف الأول من الكلمة المراد نطقها، بصورةٍ عفوية وغير إرادية.

تعثر الأداء النطقي

ويحدث ذلك نتيجةً لتعرض المصاب لاضطراب الكلام الحركي، بسبب تلف أو خلل في أجزاء المخ المسؤولة عن النطق والكلام.

اللثغة

ويقصد بها أن يواجه المصاب صعوبةً في نطق بعض الحروف بأسلوب صحيح، وأشهر هذه الحروف حرف السين، الذي ينطق ثاءً من ناحية أو يكون أقرب للشين في أحيان أخرى.

الخمخمة

وذلك يعني أن ينطق المصاب كلامه من الأنف.

الأعراض المصاحبة لمشاكل النطق

هناك عدة أعراض تصاحب مشاكل النطق، وصعوبات الكلام، ومن أهم هذه الأعراض:

  • تداخل الكلام مع بعضه.
  • التحدث بنبرة غير مفهومة، وبلغةٍ ركيكة.
  • وجود صعوبات في حركة الفم، واللسان، أثناء التكلم.
  • محاولة المصاب التحدث ببطء، ليكون كلامه مفهومًا أكثر.
  • التحدث بصوت مهموس، أو بصوت مرتفع جدًا.
  • إيقاع الكلام غير طبيعي، وغير منظم.

أعراض اضطراب النطق عند الأطفال

يعاني بعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 18 شهر- 4 أعوام، من صعوبات النطق واضطراب الكلام، ومن أهم الأعراض التي قد ترافق هذا الاضطراب لتلك الأعمار، ما يلي:

  • النطق بكلمات محدودة.
  • تأخر الطفل في نطق الكلمات.
  • عدم تمكن الطفل من النطق بحروف العلة، والحروف الساكنة.
  • تقطيع الكلمات أثناء التكلم.
  • خطأ ملحوظ في نطق الكلمات.

مضاعفات صعوبات النطق والكلام

بالتأكيد، لا بد أن يكون لكل مرض ومشكلة مضاعفات وآثار سلبية، ومن آثار هذه الحالة ما يلي:

  • إصابة الشخص بحالةٍ من الاكتئاب.
  • تؤثر سلبًا على علاقة المصاب الإجتماعية، مع أهله وأصدقائه من ناحية، ومع جميع من حوله من ناحية أخرى.
  • تؤدي إلى عزلة المصاب عن المجتمع.
  • شعور المريض بالخوف من الوقوع في مواقف محرجة في حياته.
  • التعرض للتنمر والسخرية، من قبل الآخرين.
  • ابتعاد المصاب عن العمل في بعض المجالات، التي تتطلب مهارات التحدث والتكلم مع الزبائن.
  • انعدام شخصية المصاب وثقته بنفسه، نتيجةً لعدم تمكنه من الدفاع عن مبادئه، وإبداء رأيه في مختلف الميادين.
  • شعور المصاب بِالنقص والظلم المستمر.
  • التعرض لعدة مشكلات في مراحل التعلم، خصوصًا عندما يُفضل المريض عدم الذهاب للمدرسة، أر مكان التعلم الخاص به.

إقرأ أيضًا: الكلمات من نظرة مختلفة

طرق الوقاية من اضطراب النطق

هناك عدة طرق تقي المصاب من صعوبات النطق، وتخفف من أعراضها، ومنها الآتي:

  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
  • عدم استخدام الصوت بطريقةٍ خاطئة، كالصراخ مثلًا.
  • أن يقلل المصاب نسبة الضغط على أحباله الصوتية، لتكون أكثر راحة.
  • تقليل فرصة الإصابة بِالذبحات، وإصابات الرأس.
  • محاولة ضبط النفس، أثناء التحدث.
  • يجب على المصاب أن يركز في الموضوع الذي يريد التحدث به، حتى لا تتشتت أفكاره، فيصبح عرضةً لمشاكل النطق.
  • تطوير النطق والكلام للأطفال في المنزل، إضافةً إلى تلقي المساعدة الطبية.

دعم الأطفال لمواجهة مشكلة صعوبات النطق

يقع الدور الأكبر في حل هذه المشكلة على عاتق الأم، وذلك لأن الطفل يقضي معظم أوقاته بالقرب منها، ويتحدث معها أكثر من أي شخص آخر، ومن الأمور التي يجب على الأم مراعاتها عند التحدث مع طفلها ما يلي:

  • أولًا: يجب على الأم أن تكون بنفس مستوى طفلها، أثناء التحدث معه، وذلك لكي تتمكن من رؤية حركات فمه عند التكلم، وقبل كل شيء يجب أن تتحدث معه بلغةٍ مفهومة، زد على ذلك، أن الأم هي المعلم الوحيد الذي يتلقى منه الطفل كلماته الأولى وألفاظه الصحيحة، لذلك على كلماتها أن تكون سهلةً على الطفل وخالية من الأخطاء، إضافةً على ذلك يجب على الأم أن تتجنب التعليقات السلبية، والألفاظ الصعبة عند الحوار.
  • ثانيًا: إذا تحدث الطفل مع أمه والآخرين، بطريقةٍ خاطئة، على الأم أن تجعله يكرر كلامه تلقائياً، وذلك لكي يتمكن من تصحيح أخطائه، وهذا يعني أن الطفل عند تكراره الكلمات وتصحيحها، تصبح لديه القدرة على التحدث بطريقة سليمة، وفي غضون ذلك لا ننسى دور الأم الفعال في تشجيعه وتحفيزه بطرقٍ عدة، لكي يستمر في التحدث دون تكرار نفس الأخطاء، التحدث بطلاقة أكثر.
  • ثالثًا وأخيرًا: على الأم أن لا تطرح مشكلة طفلها أمام الأقارب والأصدقاء، حتى لا يتعرض للحرج أمامهم، وتنعدم ثقته بنفسه، وإذا لاحظت الأم أن طفلها البالغ من العمر 3 سنوات يعاني من صعوبات في النطق، عليها أن تتلقى المساعدة من طبيب ومعالج مختص بهذه الحالة.

طرق علاج صعوبات النطق والكلام

تختلف طرق العلاج باختلاف عمر المصاب، وأسباب الإصابة، ومن أهم طرق معالجة صعوبات الكلام ما يلي:

  • تقوية عضلات الوجه والحلق، وذلك عن طريق ممارسة بعض التدريبات الخاصة.
  • ممارسة تدريبات مختلفة للتحكم في حركة اللسان والفم.
  • إجراء عدة تمارين، لتقوية الأحبال الصوتية.
  • معرفة مخارج الحروف الصحيحة، والتدريب على نطق كل حرف من مخرجه الخاص به.
  • معالجة المشاكل النفسية التي يتعرض لها المصاب، مثل تقوية شخصيته، وتدريبه على التعامل مع الكثير من المواقف التي يتعرض لها.
  • استخدام بعض الأجهزة والآلات المخصصة لعلاج هذه الصعوبات.
  • معالجة مشاكل المخ والجهاز العصبي، وذلك عن طريق تلقي العلاجات الطبية المخصصة.
  • تنمية مواهب المصاب، وزيادة نشاطه الاجتماعي بين الأهل والأصدقاء.
  • في بعض الحالات، يكون المصاب بحاجةٍ لعملية جراحية، مثلًا لعلاج بعض تشوهات الأسنان والفك.
  • يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية للمصاب، لكي يتخلص من أعراض كانت مصاحبة لهذه المشكلة، مثل مشاكل الاكتئاب، وحالات التوتر والقلق.

إقرأ أيضًا: أسباب التأتأة وعلاجها

إلى هنا، نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا هذا الذي تحدثنا فيه عن صعوبات النطق وطرق العلاج، وتعرفنا إلى أسبابها المتعددة، كما ذكرنا بعض الأعراض المصاحبة لها، بعد ذلك عرضنا عليكم صور وحالات اضطراب النطق، ثم تحدثنا باختصار عن الدعم الذي يحتاجه الطفل، ليتمكن من التغلب على هذه المشكلة، علاوةً على ذلك تم توضيح أبرز طرق العلاج وَالوقاية، فَالوقاية خير من قنطار علاج، ولمشاهدة ملخص مضاعفات التلعثم وأهم النصائح “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.