لا تحل لي مشكلتي فقط ابك معي
لا تحل لي مشكلتي فقط ابك معي
خاطرة لا تحل لي مشكلتي، يمر كل منا بأوقات مختلفة من الحزن والفرح والبكاء والترح، نمر بأزمات نفسية عاطفية مادية والكثير الكثير، تتغير كل أحوالك وكأنها تنقلب رأسًا على عقب تجد كل الضغوطات تتهافت عليك من كل مكان سواء في المنزل أو في العمل وربما هي لا تكون هكذا لكنك تراها أنت وأنت بهذه الحال ضغوطات تفتعل المشاكل و تقطب حاجبيك وتحزن وتصل لمرحلة انك تريد الهروب من كل شيء فقط، والجلوس وحدك بعيدًا عن كل شيء.
إقرأ أيضًا: هذربات بين السطور
مشكلتي أنت العلة كلها أنت السواد
تقابل أحدهم فيلقي اللوم عليك في كل شيء ويستقبلك وكأنك إنسان لا مبالي، ومشاغب أيضًا يحاورك على ما بدر منك من التصرفات، وكأنه يقول هذا أنت أي أنت السواد نفسه أنت العلة كلها فيك، دون أن يسأل لماذا وما السبب في التغيرات التي ظهرت عليك، تخرج من عنده باكيًا وكأنك أسوأ انسان على وجه الأرض، فغيره تذهب إليه لا يحل لك مشكلتك أبدًا لكنه يسمعك بكل حب ويشاركك همه، الذي مر فيه ويذكرك بالرضا وحب الله وأننا جميعا قد نمر بضيق، لكن كيف نستقبله وكيف نتصرف.
الفرق بين الموقفين
هنا الفرق شتان بين الموقفين أحدهم يشعرك أنك أسوأ انسان، على وجه الأرض والآخر لم يفعل شيء سوى أنه سمعك وشاركك همه، فالأول خرجت منه باكيًا والآخر خرجت منه ضاحكًا مستبشرًا، ومتصالح مع نفسك وظروفك كلها بل ستحاول التكيف معها كيفما كانت، صدق من قال أن الكلمة سلاح ذو حدين، فالكلمة قادرة على البناء والكلمة أيضًا قد تهد أمم بأكملها، وأرجو أن تكون أنت ممن لا ينطقون إلا خيرًا وتحفيزًا لمن ساءت بهم الأحوال، لأنهم لا يريدون حلًا، فقط إبكِ معهم وشاركهم.
إقرأ أيضًا: الكلمات من نظرة مختلفة
موقف رائع للرسول
وهذا يذكرني بموقف حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جاء إليه شاب يريد الزنا ، هو متعلق فيه لم يمض على هذا الموقف ربما دقائق معدودة، في زمنه صلى الله عليه وسلم لكنه تربوي جدًا ويعلمنا الكثير إلى يومنا هذا فعن أبي أمامه ـ رضي الله عنه ـ قال: “إن فتى شابًا أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا!، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ادنه، فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟، قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال: فوضع يده عليه وقال: اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء”.
إقرأ أيضًا: جبل بيننا
هذا الفتى لديه مشكلة وقد سمعها رسول الله منه واحتواه، ولم يحلها بالإذن له، لا بل علمه وأقنعه، ورسم له منهج ليسير عليه، وذهب الفتى ضاحكًا مستبشرًا فشتان بين من زجره ولامه وبين من وضح له وعلمه، كونوا كرسول الله، المعلم القدوة، و لا تحل لي مشكلتي بل اسمعني، وللمزيد من الخواطر والمعلومات زوروا صفحتنا الرسمية على فيسبوك “من هنا“.