الخرس الزوجي، تعريفه، أسبابه، وكيفية التخلص منه

0

الخرس الزوجي، لا شك أن جميع الأُسر تتعرض للعديد من المشاكل الزوجية، التي تغزو المنازل، وَتهدد البيوت، وتنهار بِسببها العلاقات، ونتيجةً لذلك تؤدي هذه المشاكل في بعض الأحيان إلى الطلاق، ولكي تتجنب هذه المشاكل فإن الحوار والتفاهم، هو الطريق الأفضل لعيش حياة مثالية، وخالية من الهموم والمشاكل.

الخرس الزوجي

إن الخرس الزوجي هو عبارة عن حالة من التيبس الوجداني، الذي يمكن أن يتسلل داخل الأُسر، فتصبح جميع العلاقات خالية من الدفء والحب والشغف، مما يؤدي إلى ضعف العلاقات بين الزوجين، وتتفكك الأسرة نتيجةً لذلك، ومن الممكن أن تحدث هذه الحالة عند أحد الزوجين، أو كلاهما في آن واحد، ويرى الخبراء أن ظاهرة الخرس الزوجي من أكثر الأسباب التي تشتت العلاقات، وبمعنى أدق يقصد بها عدم قيام الزوجين بالتحدث معًا واللجوء إلى الصمت في جميع الأوقات، وقلة التفاعل في العلاقات الخاصة بينهما، مما يؤدي إلى فتور العلاقة الزوجية، وبذلك يتحول المنزل لمكان للنوم وتناول الطعام.

إقرأ أيضًا: اختيار شريك الحياة وصفاته

الخرس الزوجي، سرطان يهدد الأسرة

لا شك أن جميع الأسر يتخللها ما يعرف بالخرس الزوجي، إلا أن النسب تكون متفاوتة، وذلك حسب إصابه أحد الزوجين بهذه الحالة أو كلاهما، وبناءً على ذلك يتم تقييم الوضع إذا كان سيئًا أو يمكن تقبله لحين إيجاد حل مناسب، لكن الخرس الزوجي كالسرطان الخبيث الذي يبدأ بصمتٍ وحذر، وتدريجيًا ينتشر ويتزايد حتى يدمر العلاقات ويطفئ حياة الزوجين، وينتهي بالطلاق، ومن المحتمل أن تظهر هذه الحالة في السنة الأولى من الزواج، أو في وقت متأخر، وذلك تبعًا لحالة الزوجين وتقبلهما لطبيعة هذه العلاقة البادرة، التي إذا سيطرت عليهم ستكسر الروابط الأسرية، وَسيُهدم الحب والزواج بأكمله.

أعراض الخرس الزوجي

هناك عدة أعراض لِظاهرة الخرس الزوجي، وإليكم أهمها:

  • فقدان الزوجين أو أحدهما اهتمامه بالآخر.
  • عدم قبول تصرفات الطرف المقابل.
  • شعور الزوجين بالملل من بعضهما، وعدم التكلم معًا.
  • تفضيل أحد الزوجين أو كلاهما، الفضفضة مع الآخرين عوضًا عن الزوج.
  • عدم الاهتمام بإيجابيات الشريك، وما يمكن أن يقدمه له.
  • انعزال أحد الطرفين عن الآخر، وانفراده في عالمه الخاص به.
  • التفكير المستمر بقطع العلاقة الزوجية، والانفصال.
  • عدم استمتاع كلا الزوجين أو أحدهما، بالوقت الخاص الذي يقضيه مع الشريك.

أسباب الخرس الزوجي

إذا حدثت مشكلة ما في حياتنا، لا بد من وجود أسباب مختلفة أدت إلى نشأتها، ومن أبرز أسباب هذه الظاهرة، ما يلي:

انعدام لغة الحوار بين الزوجين

تعد لغة الحوار أكثر الطرق الفعالة لحل المشاكل بين طرفين، فإذا انعدمت هذه الطريقة فضل الزوجين السكوت والكبت، مما يزيد من الضغوطات والتراكمات التي في النهاية ستؤدي إلى انفجار يدمر تلك العلاقة الزوجية.

أعباء الحياة وضغوطاتها المتكررة

جميعنا في هذه الحياة معرضون للضغوطات المادية وأعباء الحياة المتنوعة، التي تجعلنا بعيدين كل البعد عمن نحب، وهذا يعني أن هذه الضغوطات تؤثر سلبًا على حياة أي زوجين، وتدخلها في دوامة الخرس الزوجي، وعدم الاهتمام بالشريك والأبناء.

البخل العاطفي

ويقصد بها أن يكون أحد الزوجين بخيلًا في مشاعره، بسبب اعتقاده أن الحب والاحترام في العلاقة الزوجية عبارة عن تفاهات وأمور لا فائدة منها، مما يؤدي إلى نشوب المشاكل والنزاعات؛ بسبب بحث الطرف الآخر عن الحب والاهتمام.

عدم اهتمام الزوجين ببعضهما، فكل له عالمه الخاص

فحينها تنشغل الزوجة بتربية الأبناء، والقيام بالأعمال المنزلية، ويتوجه جلَّ اهتمام الزوج لآداء عمله، والخروج برفقة الأصدقاء والأصحاب، وينعزل كل منهما عن الآخر، ويبني عالمًا خاصًا به بعيدًا عن الشريك، ومتطلبات الزواج.

البيئة المحيطة بالزوجين

حيث تلعب البيئة التي تربى فيها الزوج والزوجة دورًا كبيرًا في حياتهما، فإذا عاشا في بيئة مفككة، وكان يعمها الخرس الزوجي، تنشأ هذه الظاهرة معهما منذ الصغر، وتنتقل بعدها إلى أُسرهم ومنازلهم.

أسباب تكنولوجية

في هذه الآونة انتشرت وسائل التواصل الإجتماعي، حيث أصبح من الصعب أن تجمع أفراد الأسرة كالسابق، فترى الزوجين يجلس كل واحد منهم على حدة مستخدمًا هاتفه أو يشاهد التلفاز، وبالتالي فإن من أسباب الخرس الزوجي هو استخدام أجهزة الهاتف والتلفاز ووسائل التواصل الإجتماعي.

إقرأ أيضًا: وسائل تنظيم الأسرة

أضرار الخرس الزوجي

لا شك أن أساس المجتمع هي الأسر القوية، فإذا كانت هذه الأسس هشة وركيكة، ماذا سيحدث؟ وما هي أضرار الخرس الزوجي؟ إليكم بعض الأضرار التي تسببها هذه الظاهرة:

الإصابة بأمراض مختلفة

حيث أن الضغوطات التي يتعرض لها الزوجين، نتيجة التحمل والكبت المستمر، تعمل على الإصابة بأمراضٍ مختلفة، كالضغط، والسكري، والأرق، علاوةً على ذلك فإنها تعمل على تهيج القولون العصبي، والقلق المستمر.

الفشل في تربية الأبناء

إذ أن أساس تربية الأبناء تربيةً صالحة، هو وجود ركيزة أساسية وقوية، يتكىء عليها الأبناء، وتنشئة الأبناء في أسر مفككة يؤثر على نموهم العقلي والجسدي، وعلى علاقاتهم وشخصياتهم.

الانفصال والطلاق

وذلك لأن ظاهرة الخرس الزوجي تعتبر من أكثر الأسباب التي تؤدي لهدم البيوت، وتراكم الحواجز الأسرية، ونتيجة لعدم تحمل ذلك من إحدى الزوجين أو كلاهما فإن الطلاق هو الحل الذي يلجأون له حينها.

الخيانة الزوجية

حيث يؤدي البعد الذي ينشأ بين الزوجين، إلي الخيانة الزوجية؛ لتعويض الحب والاهتمام، والأهم من ذلك كله أن أحد الزوجين يبحث في هذه العلاقة عمن يفهمه، ويقدر احتياجاته العاطفية ومشاعره المكبوتة.

تزايد الفجوة العاطفية والأعباء النفسية

وهذا يعني أن استمرار الحياة مع وجود هذه الظاهرة، يشكل حالةً نفسيةً بسبب الضغط والتوتر المستمر، مما يؤدي إلى الإصابة بحالات الإكتئاب، و إضافةً إلى ذلك فإنه يؤدي إلى اتساع الفجوات العاطفية بين الزوجين، وعدم الإهتمام بمشاعر الشريك.

علاج ظاهرة الخرس الزوجي

هناك طرق كثيرة يستطيع المرء من خلالها أن يستجمع كل قواه، ويعيد الحيوية والحب للعلاقة الزوجية مع الشريك، ومن أبرزها:

  • إيصال الرأي ووجهة النظر، للطرف الآخر بكل احترام وبدون عصبية.
  • أن يعامل الزوجين بعضهما بما يرضي الله تعالى، وعلى أخلاق رسولنا الكريم.
  • الابتعاد عن القسوة والتكبر في التعامل بين الزوجين، فإن من شأنها أن تحدث فجوةً لا يستطيع أحد أن يتجاهلها مهما حاول.
  • البحث عن سبب المشكلة، والقيام بحلها عن طريق الحوار والنقاش بين الزوجين بكل محبة وتفاهم.
  • إذا شعر الزوجين ببرود في العلاقة بينهما، عليهم بتذكر الأوقات الجميلة، واسترجاع اللحظات التي لا تنسى خاصةً في فترة الخطوبة وبداية الزواج، والنظر للصور التي تجمع ذكريات لا تنسى.
  • على الشريك أن يواجه الطرف الآخر، في حال تعرض لأي شك أو مشكلة، حتى يتم التفاهم على الأمر قبل أن يتطور، ويصبح خارجًا عن السيطرة.
  • الحرص على تربية الأبناء تربيةً جيدة، في بيئة مناسبة خالية من المشادات بين الزوجين، وأن تكون أساس هذه التربية هو الحب والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة جميعها.
  • أن يحاول كل من الزوجين فهم ظروف الطرف الآخر، وأن يخفف عنه أعباء الحياة قدر المستطاع.
  • أن يشعر كل من الزوجين بعضهما، بأهمية وجودهما معًا، وَأنهما سيبقيان معًا في هذه الحياة بحلوها ومرها.
  • قيام الزوجين بإضافة بعض التغيرات المنهجية في حياتهما، التي من شأنها أن تجدد الطاقة الإيجابية في المنزل، وفي العلاقة بينهما على وجه التحديد.

علاج الخرس الزوجي بمساعدة مراكز خاصة

إذا لم يستطع الزوجان حل المشاكل معًا، يمكنهم اللجوء إلى بعض الأماكن المخصصة التي تساعدهم على ذلك، ومن هذه الأماكن:

مراكز الاستشارات الأسرية

حيث تساعد هذه المراكز كلا الزوجين على تحديد أسباب المشاكل، التي تؤثر بشكلٍ سلبي على علاقتهم الخاصة، ونتيجةً لذلك تنشأ لديهم ظاهرة الخرس الزوجي، ويقومون بحلها بكل حب وأمل.

الطبيب النفسي

يفيد الأطباء النفسيون في علاج هذه الظاهرة، والحد من تفاقمها لدى الزوجين، خاصة الأطباء النفسيون في العالم العربي.

مسميات تندرج تحت مفهوم الخرس الزوجي

قد يلجأ أحد الزوجين إلى وصف ظاهرة الخرس الزوجي من منظور مختلف، وذلك لاعتقاده أنه حلًا للتخلص من المشاكل الزوجية، ومن هذه الرؤى والمسميات التالي:

الانتقام الصامت

وفيه يتم تنفيذ ما يطلبه الطرف الآخر، مع القيام بتعكير صفو الطلب بطريقة ما،ومثالًا على ذلك أن تطلب المرأة من زوجها التنزه، ويوافق على ذلك، لكنه يبقى صامتًا طوال الوقت دون أي تبرير مطلق.

الصمت سلام

حيث يصمت أحد الزوجين بسبب ضعفه وخوفه من مواجهة الشريك، فيصبح الصمت حلًا لتمضية الوقت دون أي مشاكل.

الصمت انشغالًا

وهنا تجد الزوجين اللذان يَمكثان في المنزل نفسه، يتراسلان عبر الهاتف، بحجة الانشغال وعدم وجود الوقت، مما يؤدي بشكل مباشر إلى نشوء حالةٍ مأساويةٍ من الخرس الزوجي.

الصمت أمان

حيث يجد أحد الطرفين أن الصمت هو الحل الأفضل، للتخلص من المشادات الكلامية، والتعدي على الطرف الآخر سواءً كان تعديًا لفظيًا، أو جسديًا.

الصمت قوة

إذ يقوم أحد الزوجين بمعاقبة الشريك بالصمت، وينتظره حتى يتنازل ويبدأ هو بالكلام، وهو من أنواع الاعتداء العاطفي على الشريك.

متى يكون الخرس الزوجي مفيدًا

في بعض الأحيان تكون هذه الحالة مفيدة، حينما لا تأخذ وقتًا طويلًا، حيث تتيح للزوجين بعض الوقت لما يلي:

التفكير مع النفس

حيث يأخذ الزوجين وقتًا كافيًا للتفكير مع النفس بهذه العلاقة، وإيجاد الحلول المناسبة لكلا الطرفين.

 الاسترخاء النفسي

في بعض الأحيان يلجأ أحد الزوجين، للصمت لأنه بحاجةٍ للتأمل والاسترخاء النفسي.

 الشعور بالراحة

وهنا يجد بعض الأشخاص الراحة في سكوتهم، مما يجعلهم يصمتون لوقتٍ قصير.

عدم تفاقم المشاكل

إذ يجد الشريك أن صمته، يؤدي إلى عدم تفاقم المشكلة، فيكتفي بالصمت ويتحدث في وقت تكون فيه الأجواء أكثر هدوءاً.

إقرأ أيضًا: تكيّس المبايض، أسبابه وعلاجه

إلى هنا؛ نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا هذا الذي تحدثنا فيه عن الخرس الزوجي، وعرفنا أنه عبارة عن حالة من التبيس الوجداني، كما وذكرنا لكم أسبابه وأضراره، إضافةً إلى أننا طرحنا عليكم أهم طرق علاجه، وأخيرًا فقد وضحنا لكم بعض المسميات والرؤى التي تندرج تحت مفهوم الخرس الزوجي، وعليكم الانتباه جيدًا لظاهرة الخرس الزوجي لأنها اذا تفاقمت حطمت العلاقات، ودمرت كل البيوت.

المصادر: 1 ، 2 ، 3 .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.