Loading...

التقليل من شأن الآخرين قصة رائعة

التقليل من شأن الآخرين قصة رائعة

التقليل من شأن الآخرين؛ هنالك بعض القصص الحقيقية والتي تعطيك العبرة والأمل، والفائدة، وقصتنا اليوم عن رجل صاحب معمل وضع كل تعبه وأمواله من أجل إنجاح هذا المعمل ليجني مقابل تعبه، لكن مع بداية مشواره وجد الصعوبات التي جعلته يتخبط مفكرًا.

التقليل من شأن الآخرين

يحكى أنه كان هناك صاحب معمل للصابون، اكتشف ذات يوم أن بعض علب الصابون تكون فارغة بعد إتمام عملية التغليف، وفي ذلك الأمر كارثة كبرى تبدأ بفقدان ثقة التجار فيه إلى جانب إعادة منتجاته وعدم الإقبال على شرائها من قبل المستهلكين، وفي هذا خسارة كبيرة لا يمكن لأحد احتمالها.

استدعاء أمهر الخبراء

قرر صاحب المعمل أن يستدعي أمهر الخبراء كي يستشيرهم بتلك المصيبة التي حلت عليه، وبعد فحص للآلات قرروا أنه يتوجب على صاحب المعمل شراء آلة تعمل بالليزر٬ عن طريق تمريرها فوق علب الصابون بعد تغليفها لمعرفة العلب الفارغة ومن ثم إقصائها بعيدًا وعدم بيعها للتجار.

شعر صاحب معمل الصابون بالحماس ولكنه ما لبث أن غطته سحابة من الصمت العميق، عندما علم أن سعر تلك الآلة يساوي مائتي ألف دولار، وأنه لا يقدر على سعرها أبدًا وبينما هو مطرق رأسه يفكر في المصيبة التي حلت عليه، حتى سمع طرقًا على الباب.

إقرأ أيضًا: الكلمات من نظرة مختلفة

حضور العامل البسيط صدفة

دخل أحد العمال لديه إلى مكتبه وحياه واستأذنه في حديث قصير، طلب منه صاحب المعمل أن يؤجل الحديث لأنه لا يقوى على أي شيء آخر سوى أن يفكر في مصيبته، صمت العامل قليلًا ثم قال له: كنت أرغب في أخذ إجازة، ولكن لا بأس علني أعود في وقت لاحق، وبينما كان يهم بالمغادرة إذ استأذن صاحب المعمل أن يخبره مشكلته عله يساعده في حلها.

التقليل من شأن العامل البسيط

ضحك صاحب المعمل وقال باستهزاء، أنت أيها العامل البسيط! ألا تعلم أنني استشرت أكثر الخبراء كفاءة٬ ولكن الحل الذي منحوني إياه باهظ الثمن ولا أقدر على تكاليفه، وسأفلس قريبًا جدًا، طأطأ الرجل رأسه وضربه بشدة حتى كاد يغشى عليه من شدة الهم، قال له العامل البسيط مرة أخرى، أرجوك يا سيدي أخبرني وسأكون لك ناصحًا أمينًا.

وقف صاحب المصنع ومشى باختيال وما إن وصل صوب العامل البسيط حتى ربت على كتفه وقال له بكبرياء: وهل تحتمل فصلك من العمل إن أخفقت في حل مشكلتي؟ قال له العامل: ماذا تقصد يا سيدي! قال له أقصد أنني سأنزل لمستواك وأجاريك، وأحكي لك مشكلتي، ولكن إن لم ترشدني إلى حل لمشكلتي تأكد أنني سأفصلك من العمل على تضييع وقتي بكلام تافه.

إقرأ أيضًا: كلمات من ذهب

اقتراح العامل البسيط

ابتلع العامل ريقه وأحس بالخوف يسري في أوصاله ومن ثم قال: نعم يا سيدي، أتمنى أن أحل لك تلك المشكلة بأقل التكاليف، بدأ صاحب المعمل يسرد المشكلة بكافة تفاصيلها وهو متأكد أن العامل لن يحل مشكلته وسيُعرض نفسه للفصل، كما حدّث نفسه بأن الخبراء المتعلمين ما استطاعوا إنقاذه وإنقاذ مصنعه من الإفلاس، فكيف لهذا العامل الوضيع أن يفعل ذلك!

انتهى الرئيس من كلامه وقال: مستهزئًا هاه أخبرني هيا أيها المحنك! صمت العامل قليلًا ثم قال: وجدتها ولن تكلفك أكثر من مائة دولار، ضرب صاحب المعمل الطاولة بكلتا يديه وقال له: سأعطيك خمسة آلاف دولار في حال كان كلامك صحيحًا، فقال له العامل أعطني مائة دولار وغدًا صباحًا سآتيك بالحل.

إقرأ أيضًا: الجار الوغد لست ملاك

الحل الذي لم يخطر ببال أحد

خرج العامل من المكتب وطفق صاحب المعمل يفكر ويسأل نفسه كيف سيصبر ليوم الغد، وفي اليوم التالي حضر العامل إلى مكتب صاحب المعمل وقال له تفضل يا سيدي لقد حللت لك المشكلة، وستكون راضيًا بإذن الله تعالى، ذهبا معًا مهرولين حتى وصلوا المكان، حتى صُدم مما شاهد واعترته فرحة عارمة.

وجد أن العامل قام بإحضار مروحة كبيرة الحجم ووضعها بجانب المكان التي تخرج منه علب الصابون بعد تغليفها، وقد نتج عن ذلك تطاير العلب الفارغة وبقاء الممتلئة مكانها، شعر صاحب المعمل بالفرح الشديد وقام باحتضان العامل ومن ثم قال له: لا أعلم كيف أشكرك ولا أعلم إن كان المبلغ الذي سأعطيك إياه يكفي ما قدمته لي من خدمة، ولكنني أعتذر شديد الاعتذار عن انتقاصي من قدرك وتقليلي من شأنك.

إقرأ أيضًا: نصائح ذهبية من تجارب الحياة

وفي نهاية قصتنا حول التقليل من شأن الآخرين، نتمنى أن نكون قد وفقنا في استعراض أهمية عدم الاستهزاء بالآخرين، والاستماع إلى الناس بكافة أصنافهم ومستوياتهم، وإليكم نصيحة من ذهب انتظر، تأمل، استمع٬ لا تقنط من رحمة الله، ربما يكون الفرج قريب وبأسهل الطرق وبأقل وقت وأقل التكاليف، وإليكم هذه النصيحة “من هنا“.

أترك تعليقًا