خاطرة زمن الأرانب
خاطرة زمن الأرانب
كالموت صمتكم يا عرب.
زئير النصر قد اقترب.
الصّمت صرخةٌ مكبوته.
هو صوت يختبئ في زاوية الحُنجرة،
كالقنبلة الموقوتة .
الصمت كلمةٌ ،بهدوء القبر منعوتة.
آه لو تنطق يا صَّمت.
لحوقَلت وهلّلت وقلت: الله أكبر.
كم أتمنى أن ينطق الصَّمت ؛وأن يتفجَّر.
آه ، ومن الصّمت ما دمَّر.
كم من الصّمت قدّ دُمِّرَت منازلٌ وأطفال؟
وكم من صمتٍّ قد أهدر دماء الشيوخ والنساء والرّجال؟
كم وكم وكم ؟ من الصّمت قدّ خلط الدّماء بالرمال؟
يا تُرى من فينا عن هذا الصمت مسؤول؟
يا ترى متى يصحو فينا الضمير؟
مهلًا فالله يمهل ولا يهمل.
ألم يحين الوقت لتسأل نفسك.
ماذا جلب لكم الصّمت ؟ ماذا أفادكم السكوت
سوى أنّ الشّهيد تلوَ الشّهيد؟
وفوق الأكتاف محمول.
لك الله يا وطني
ولك الله يا عزّة روحي لك الله.
لك الله يا دمعة عمري اليتيمة.
ولك الله يا ملحاً مسكوباً فوق جروحي.
وأنتم يا عرب اصمتوا بما أوتيتم من سكوت.
فالكلام في زمن الأرانب الخرساء محرّم.
اقرأ أيضًا: كم كلمة تعرف
خاطرة ليتك تعلم يا وطن
بين زحام من الأوجاع كنت أُلملِم ذاتي.
وأجمع ما تبقّى منّي وأحسب سُويعات حياتي.
بعد فراقك يا وطني تقيّدت مسرّاتي.
بحثت عنّي ولم أجدني.
فقد وجدت دموعاً بلا عيني.
وامتلأ الكون بعَبراتي.
عثرت على نبض قلبي ولم أجد قلبي.
لا شيء سوى ذكرياتي.
وزيفٌ يسكن في ثنايا ابتساماتي.
عثرت على الجسد ولم أجد روحي.
بحثت في شفاهي عن ابتسامة ولم أجد.
فقد ضاع عنوان البسمة وضاعت معها كلماتي.
وجدت حنجرتي وقد بحّ صوتها ، وحروف قد مات نبضها.
وجدت رماد أوردتي ،ومحض شرايين.
وجفّ دمي، و ظمئت عروقي فانقطع الوتين.
أصبحت دميةً أو نصف إنسان.
ليتك تعلم يا وطن
كم دمعة باتت من أجلك في عيون المقهورين.
ليتك تعلم كم عانيت يا زمن
منذ الطفولة ولدت بجسد منقسم
نصفه أنا ونصفه الوطن.
حتى كبرت وعلمت بأنّي مخطئة.
وأن الحقيقة هي:
لا شيء أنا وكلّي الوطن
وطني فلسطين.
وطني الحبيب.
وطني الغالي.
❤