أنا أكره أبي
أنا أكره أبي، قصة شاب كان يكره الجلوس مع والده وعندما يأتي الى المنزل يذهب الشاب إلى النوم، ولا يحب الأكل معه ولا ممارسة أي شيء من طقوس العائلة معه، وذلك لان الوالد كان يصرخ عليه عندما ينسى أن يطفئ الضوء بعد الخروج من الغرفة، وعندما يدخل الحمام ويخرج الأب يصرخ عليه لماذا لا تغلق صنبور الماء بإحكام، حتى لا تهدر الماء أين عقلك يا ولدي وهكذا، حرص شديد وكبير من الأب حتى بات يتذمر ليل نهار، حتى كبر الشاب.
أبي لم يتغير
كبر الشاب وتخرج من الجامعة وقدم لوظيفة، وكان الأب ضعيفًا ومريضًا، ولا زال يتذمر على الصغيرة والكبيرة، وقد شكى الشاب تصرفات والده لصديقه، وقال بأنه مريض وسوف يموت ويتخلص منه قريبًا، ومرت الايام أرسلت أحدى الشركات المهمة للشاب دعوة للمقابلة بغرض توظيفه معهم في الشركة، نام الشاب مبكرًا، حتى يذهب بكامل نشاطه إلى تلك المقابلة حتى يثبت جدارته.
اقرأ أيضًا: لماذا وجوه الناس متلونة
الذهاب إلى العمل
استيقظ الشاب وجهز نفسه بكامل أناقته للذهاب إلى المقابلة، وجد والده مستيقظًا قبله، وكان مبتسمًا وناول الشاب بعض النقود، وقال له: يا بني كن واثقًا من نفسك، ولا تهتز عند سؤالك، لم يرد الشاب سماع كلام والده، ولكن اضطر لسماعه حتى لا يغضب، وذهبت الى الشركة ولم أجد على بابها أي حارس يقف عند الباب، واستغربت ذلك، ثم مشيت ووصلت إلى الباب الأول وفتحته، وسقط المقبض على الأرض، تذكرت صراخ أبي وأصلحته فورًا خوفًا من أن يعاقبني، وسألت هل يوجد أحد، فلم أجد.
اللحظة الحاسمة
دخلت إلى الحمام وسمعت صوت الماء يصب من الصنبور، كان أحدهم قد تركه مفتوحًا، لأن صوت أبي دائمًا على مسمعي يقول أغلق الصنبور بإحكام، لذلك قمت بإغلاق الصنبور، وأغلقت الباب وقفلت مصباح الحمام وخرجت، ثم توجهت إلى باب اللجنة، ووجدت أمامي الكثير من الشباب المرفوضين من العمل، وتسلل الخوف إلى قلبي.
وكدت أن أغادر وقلت من أنا حتى يقبلوني، ولكن تذكرت كلام والدي عندما قال لا تخف وكن واثقًا بنفسك، ودخلت وجلست على الكرسي، وجدت البسمة على شفاه أعضاء اللجنة، وقالوا بصوت واحد تم قبولك معنا في العمل، ظننتهم يسخرون مني، وقلت: ولكن لم تسألني أي سؤال، وضحكوا بصوت مرتفع، وقال أحدهم: إن امتحان المقابلة كان من خلال كاميرات المراقبة.
اقرأ أيضًا: هذربات بين السطور
سبب القبول في العمل
عندها سألت عن سبب قبولي، قال رئيس اللجنة: لقد وضعنا كاميرات مراقبة على بوابة الشركة، وكنت إيجابيًا، وأصبحت المقبض، وحافظت على ماء الشركة الصادر من الحمام، وأقفلت الأضواء، أنت تستحق أن تكون في هذا العمل، وقال لي مبارك يا بني، وحينها تذكرت كلام والدي وطلباته التي كنت أكرهها، وقد كانت سبب قبولي في العمل، هل حقًا، والدي هو سبب قبولي في هذه الوظيفة المرموقة.
العودة إلى المنزل
رجعت مسرعًا إلى المنزل لأقبل يد والدي، واعانقه، لأنه كان سبب نجاحي، دون علمي، وشعرت بالحزن على ما مضى وكم كم كنت غبيًا، لنفوري من أبي وإنني أخطأت بحقه، وتأكدت أن قسوته الظاهرة كانت دروسًا للحياة لتعلمني الاقتصاد والتوفير، وكان يريد مصلحتي منذ البداية بالدرجة الأولى، عند وصوله باب منزله وجد الشاب عدد كبيرًا من الناس، حول الباب، وعانقني صديقي وقال عظم الله أجركم، لم أفهم في البداية ماذا جرى.
اقرأ أيضًا: جبل بيننا
هل مات أبي
من هول صدمتي تساءلت هل مات أبي؟ وحولي المعزين من يعانقني ومن يواسيني، هل حقًا مات أبي، مات من كان سبب نجاحي، مات من عرفت صدقه وحنانه وقيمته الحقيقية في وقت متأخر، لقد فات الأوان، لم اشكره، لم أخبره خبر وظيفتي التي كانت بسببه، وبفضل دعمه وتربيته، ودعواته، ونصائحه، لن ينفعني الندم، والحزن ملأ قلبي، والحسرة والندم على كل دقيقة نمت فيها حتى لا أراه، لذلك نصيحة لكل شاب لا تغضب من والدك مهما فعل، احرص على رضاه أمض معظم وقتك معه، لا تتركه وحيدًا، استمع إليه قبل فوات الأوان، وقبل مرور قطار المحطة الأخيرة، لا تكن مثلي لقد مات أبي، إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية قصة أنا أكره أبي.