ما كان لله يبقى

0

قصة ما كان لله يبقى

قصة ما كان لله يبقى، سنروي في طرحنا هذا قصة جندي قوي جدًا، فما السر وراء قوته، وكيف كانت نهايته؟ كان هناك جنديًا يغار على وطنه ولديه الشجاعة والقوة الكافية ليحارب في أكثر المناطق خطورة أثناء المعركة، لاحظ أحد الملوك هذا الأمر، كانت القوة والبسالة التي يقدمها هذا الجندي في كل مرة لوطنه ولِأرضه توحي  بنصرٍ جديدٍ قادمٍ بلا محالة.

استدعى الملك هذا الجندي وأخبره عن شدة إعجابه به، وأثنى على شجاعته وعلى ما قدمه من تضحيات لوطنه، فرد عليه الجندي أن جلَّ ما يفعله حبًا وفداءً لترابه، وأخبره عن قصته التي كانت صدمة كبيرة للملك، إذ أنه يعاني من مرض خطير سيؤدي إلى موته، وأن آلامه هي ما تدفعه للمشاركة في المعارك لأنه إن لم يمت شهيدًا سيموت بسبب المرض الذي أصابه.

إقرأ أيضًا: هون عليك إن الله معك

حقيقة قصة ما كان لله يبقى

قام الملك بعرض هذا الجندي على أفضل الأطباء حتى يعالج وتُشفى الآمه تمامًا، وفي أحد الأيام قامت المعركة وانتصر الجيش، لاحظ الملك في ذلك الوقت اختفاء الجندي وأنه لم يحضر إلى المعركة ولم يشارك فيها، فقلق عليه وذهب للسؤال عنه ظنًا منه أنه قد مات، فماذا اكتشف الملك؟

حينها أخبره الطبيب المعالج أنه شفي تمامًا من مرضه، وأنه صار أكثر حرصًا على حياته وصحته وعائلته، فلم يعد يشارك في المعارك كما كان بالسابق، حزن الملك حزنًا شديدًاعلى شجاعة ذلك الجندي الذي كانت آلامه هي السبب الوحيد لها، وعندما شفاه الله منها فقد الأمانة والشجاعة ولزم داره.

ما كان لغير الله يفنى ويفنى الوجود

يجب أن تكون جميع أعمالك خالصةً لله عز وجل، تطلب بها رضاه، وَتبتغي بها وجهه الكريم، وتخلص في آدائها طمعًا في نيل جنته، وسعيًا بأن تترك دائمًا أثرًا حسنًا، وذكرى يفتقدك بها الناس بدعوة في الغيب، أو صدقةٍ عنك بعد موتك، ولا تبتغي رضا الناس فقد ضرب الله عز وجل مثلًا في المرائي بِأنه سَيحبط عمله في الدنيا مهما كان كبيرًا، وسيُرد يوم القيامة خاليًا باليًا من الحسنات، خاسرًا أعماله نتيجةً لذلك، ونحن في هذه الدنيا فانون ميتون، ولا يبقى سوى أجر العمل الصالح والثواب عند الله عز وجل، والآخرة هي دار البقاء والوجود الدائم، اسعى جاهدًا ليبقى عملك وأثر وجودك، فهذه الدنيا زائلة وكل عمل كان لِطلب رضا الناس زائل ولا تأخذ عليه أي أجر من الله سبحانه وتعالى.

إقرأ أيضًا: زوج تحت الطلب

الحكمة من القصة

لا تقم بأعمال الخير من أجل غايات زائلة، بل اجعلها دائمة وخالصة لله من روحك وذاتك لتبقى ويبقى أجرها، انثر خيرًا في دنياك لتجني جنة عرضها السموات والأرض، لا تنم وضميرك معلق في فساد أعمالك وخرابها، أحسن عملك وأصنع معروفًا واخلص في النية تحصد سعادة وراحة أبدية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.