فن التعامل مع الناس

0

فن التعامل مع الناس، تعتبر معاملة الآخرين من الأخلاق الإسلامية التي حثنا رسولنا الكريم على أن نحسنها، والإنسان بطبعه يميل لاكتساب العلاقات الاجتماعية في بيئته، ويسعى دائمًا لتطويرها، والمعاملة الجيدة هي الركيزة الأساسية التي تبني عليها علاقاتٍ قويةٍ ومتينة، لا تهزها الظروف، ولا تطمسها الأيام، وبسبب أهمية هذه المعاملة في العيش السليم بين الناس، وجب علينا أنّ نذكر أبرز الفنون التي من خلالها يتم اكتساب فنون التعامل مع الآخرين.

فن التعامل مع الناس

تعرف المعاملة في اللغة بأنها، كيفية التصرف مع الآخرين، وهي نوعان إما معاملة حسنة، أو سيئة، والانسان عبارة عن مجموعة من العواطف والمشاعر بالعقل والروح والجسد، فهو بطبيعته بحاجة مستمرة للآخرين،  ويتم اكتساب جزء من مهارة التعامل مع الآخرين بالفطرة التي خلق الله تعالى عليها الإنسان، وعندما يندمج الفرد في المجتمع، فإنه يحتاج إلى المزيد من الطرق والفنون ليتكيف معهم، كما عليه أن يستخدم ذكائه الاجتماعي ليتمكن من التواصل مع الآخرين، ويستطيع من خلاله أن يفهم مشاعرهم، ويقصد بِالذكاء الاجتماعي أنه مجموعة المهارات والقدرات التي يتمكن الشخص بواسطتها التواصل مع الآخرين، ويكون معهم علاقات ناجحة وقوية.

إقرأ أيضًا: الذكاء العاطفي وأهم علاماته وفوائده

المجاملة باب المحبة بين الناس 

عندما تبني علاقاتك مع الآخرين، عامل الناس بنفس الطريقة التي تحب أن يعاملوك بها، فهذه قاعدة ذهبية مهمة في فنون المعاملة، والتي تعني أن تحترم الغير وتعاملهم بالمثل تمامًا، فنحن كأشخاص نحب الكلام الطيب والمجاملات والتواصل، لذلك احرص على منح الآخرين الحب ولو بكلمة طيبة.

محاربة الإكتئاب كسر بوابة الوحدة والعزلة 

تعتبر محاربة الإكتئاب من أبرز الطرق التي يستطيع الفرد من خلالها أن ينغمس في المجتمع؛ وذلك لأن الإكتئاب يعيق تواصل الشخص مع العالم الخارجي ويمنعه من تكوين علاقات سليمة، فيكتفي ببعض الممارسات التي تساعده على البقاء وحيدًا، كالقيام ببعض الرياضات والهوايات، وذلك يسبب مزيدًا من  مشاكل الاكتئاب والإنطوائية.

التواضع وعدم التكبر مع الآخرين

التواضع من الأخلاق الإسلامية السامية، حيث يعتبر عامل لِجذب الأشخاص والأصدقاء، فلو كنت شخصًا مغرورًا لَابتعد عنك الجميع ونفروا من وجودك، ولا تكن متعاليًا وتنظر للجميع باحتقار، لأنك دونهم لا تتقدم في حياتك،فأنت بحاجتهم دائمًا.

توجيه النقد البناء للآخرين

هناك بعض الأشخاص لا يحبون أن يهاجم أحد آرائهم وطرق تفكيرهم، أو أي عمل يقومون به، لذلك على المرء دائمًا أن يحاول تقديم النصائح والنقد البناء، وبصورةٍ لطيفة وبِمصطلحات مهذبة حتى يكسب حب واحترام الآخرين، وحتى ينظر الطرف الآخر لنصيحته، ويأخذها بعين الاعتبار.

الثقة طريقة فعالة للتعامل مع الناس

دائمًا عندما تبني العلاقات مع الناس، احرص أن تمنحهم الثقة، واجعل كل شخص منهم يشعربأنه مميًزا في حياتك بطريقة ما، فهذه الطريقة من أهم الطرق التي تساعدك على التعامل مع الآخرين، وتزيد النجاحات والانجازات في الحياة، لان الشخص حينها يشعر بأهميته ومكانته المميزة لديك، مما يزيد العلاقة بينكم ويقويها.

الإيجابية والتفاؤل بوابة التواصل مع الغير

في حياتك حاول أن تكون شخصًا متفائلًا باستمرار، رغم جميع الظروف، وركز على الجوانب الإيجابية في الحياة، وامنح السعادة للجميع قدر الإمكان، فهذا أيضًا فن من فنون معاملة الغير، وابتعد عن السلبية في الأمور، ولا تسلط الضوء عليها، حتى لا تنتشر في الأرجاء.

إقرأ أيضًا: أسباب فشل الزواج

أسباب العزلة وقلة التعامل مع الناس 

هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الأشخاص حذرين، وغير قادرين على تكوين علاقات في المجتمع، ومن أهم هذه الأسباب :

  • قلة الثقة بالنفس، وانعدامها.
  • الغرور الذي يجعل صاحبه مريضًا بإنجازاته، ولا يرى إلا نفسه في الوجود.
  • تربية الأبناء بطريقة غير سليمة.
  • ضعف الشخصية، وَالإنطوائية.
  • الخوف من تكوين العلاقات، بسبب عوامل عدة، كعدم الوعي، والفقر، والجهل.
  • التعصب الديني، وفهم الدين بطرق خاطئة.
  • تقديم النصيحة بأسلوب جارح، دون الاهتمام للطرف الآخر ومشاعره.
  • بعض الأمراض النفسية، كالاكتئاب، والقلق المستمر، والخوف من الناس.
  • الخجل المفرط، وعدم المبادرة في الحديث مع الآخرين.
  • النظر للأشخاص بِاستعلاء واحتقار.

الفطرة واختلاف الطباع وأساليب التعامل

 عندما خلق الله تعالى بني آدم خلقهم على الفطرة، لكنهم كانوا مختلفين في الطباع والميول والرغبات، حيث روى الصحابي الكريم أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف“، فكل منهم يسعى في هذه الحياة لنيل أهدافه وطموحاته، وذلك من خلال العلاقات التي يكونها مع الآخرين، فالإنسان لوحده لا يمكنه أن يخطو خطوةً واحدةً إلى الأمام، لذلك على كل شخص أن يكون على علمٍ ومعرفة بنفسيات الناس من حوله، وما يحبون وما يكرهون، بالإضافة إلى معرفة فنون الدخول إلى قلوبهم، والتعامل معهم.

نصائح تمكنك من كسب الآخرين

هناك الكثير من الطرق والفنون، التي يستطيع الفرد من خلالها أن يبرز ذكائه الاجتماعي، ويكون علاقات وصداقات متينة، ومن أبرزها:

  • احرص على أن لا تقدم النصائح للآخرين في العلن، فبعض الناس يرفضون هذه الأساليب.
  • لا تتدخل في شؤون الآخرين، وفي ما لا يعنيك.
  • تجنب العتب واللوم المستمر، فهذا ينفر منك الآخرين.
  • احترم آراء الآخرين، وتقبل اختلافهم في الرأي.
  • استمع للطرف الآخر، وأصغي إلى حديثه.
  • تجنب التحدث عن ذاتك، وعن إنجازاتك الشخصية.
  • لا تهاجم الآخرين عند تقديم النصائح لك، حتى لو كانت ضد رغباتك وميولك، وافهم نصائحهم بشكلٍ دقيق.
  • احرص دائمًا على انتقاء الألفاظ والكلام، وابتعد عن الكلمات المبتذلة والبذيئة.
  • حاول أن تفهم إيماءات الآخرين، فبعضهم لا يستطيع التعبير عما بداخله بالكلام، فيستخدم لغة الجسد، باعتبارها الطريقة الأسهل له.
  • ابتسم في وجوه الآخرين بطريقة عفوية، فكل ابتسامة في وجه أخيك صدقة، وابتعد عن العبوس والغضب.
  • قدر مشاعر الناس، وَاحترم عَواطفهم.
  • اعترف بخطئك إذا أخطأت، وَاعتذر عنه.
  • مناداة الأشخاص بأحب الأسماء لديهم، وتجنب الألقاب الجارحة.
  • أشعر الناس أنك بحاجة لوجودهم في حياتك، فذلك يعزز علاقتك بهم.
  • قدم الهدايا للصديق والأخ والقريب، فهي باب لتوطيد العلاقات، كما أمرنا رسولنا الكريم.

دور الأسرة والمؤسسات التربوية في التعامل مع الناس

لا بد لنا في البداية أن نتحدث عن الدور المهم للأسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية كالمدارس والجامعات في حياتنا وحياة أبنائنا، حيث تعتبر الأسرة أساس كل بناء قوي، وبعدها يأتي دور المدرسة والمجتمع، فيقع على عاتقها مسؤولية الإهتمام التربوي والنفسي والاجتماعي للأبناء، خاصةً في المراحل المبكرة من العمر، ليساعد ذلك على بناء شخصياتٍ قوية، تمكنهم من الاندماج والتعامل مع الآخرين بصورة طبيعية، وذلك عن طريق بعض النشاطات والممارسات التي تزيد تفاعلهم في الأسرة والبيئة المدرسية وحتى عند خروجهم للمجتمع المحيط بهم، يستطيعون من خلالها كسب مهارات وفنون التعامل مع الطرف الآخر بطرق ايجابية وفعالة.

إقرأ أيضًا: علامات الحب الحقيقي

في سطورنا القليلة، تحدثنا عن فن التعامل مع الناس، وتحدثنا أن الإنسان مختلفٌ بطبيعته عن الآخر، وأنه بحاجة لتكوين العلاقات لينجح ويتطور في حياته، وذكرنا لكم بعض الفنون التي يستطيع الفرد من خلالها التعمق في المجتمع، ووضحنا الدور المهم للأسرة والمؤسسات التعليمية في حياة أبنائنا، كما وذكرنا لكم بعض الأسباب التي تمنع الشخص من الارتباط بِصداقاتٍ وعلاقاتٍ من الآخرين، بالإضافة إلى عدد من النصائح التي تعالج هذه الأسباب، ومن أهم آداب وفنون التعامل مع الناس “من هنا“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.