عقوبة تارك الصلاة

1

عقوبة تارك الصلاة، هناك الكثير من العبادات التي يستطيع المسلم من خلالها التقرب إلى الله، وشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ومن أهم نِعم الله علينا أنه ميزنا بالعقل عن باقي مخلوقاته، فما بالكم أيها المسلمون تقصرون؟ وما بالكم غرتكم الحياة الدنيا؟ وما بال الشيطان غلبكم وزاد في طغيانكم؟ انجرفتم وراء آفات الدنيا ومعاصيها، غرَّكم الشيطان، وتركتم الصلاة وأنتم تعلمون أنها عمود الدين وأساسه.

عقوبة تارك الصلاة
عقوبة تارك الصلاة

عقوبة تارك الصلاة 

تعرف الصلاة بِأنها الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادتين، وحُكمها فرض على كل مسلم ومسلمة، وهي الفارق بين المسلم والكافر، فمن أقامها أقام الدين، من تركها ترك الدين، فأول ما يحاسب عليه المسلم  يوم القيامة هي صلاته، فإن صلحت واستقامت فاز بالدنيا والآخرة، وإن فسدت على الدنيا السلام، وفي الآخرة عذاب أليم.

عندما صعد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى سدرة المنتهى، أمره الله عز وجل حينها بالصلاة، وفرض على المسلمين (50) صلاة، إلا أن رسولنا الكرم خففها علينا وجعلها (5) فروضٍ يوميةٍ فقط، وتعتبر هذه العبادة أهم أسباب الراحة الأبدية عند المسلمين، فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا اشتد حزنه وكثر ألمه يُنادي بلال ويقول له “أرحنا بالصلاة يا بلال“، إضافة إلى أن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يعرف أمته يوم الحساب من أثر الوضوء على وجوههم، فكيف لا يحافظ المرء على صلاته وقد أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم بها.

أنواع الصلوات في الإسلام

تنقسم الصلاة إلى عدة أقسام، فمنها ما هو فرض، ومنها ما يؤديها المسلم تقربًا لله وطمعًا في نيل رضاه، وهنا سنتعرف إلى بعض أنواعها:

الصلوات المفروضة

وهي الصلوات الخمس التي فرضها الله تعالى علينا، كل يومٍ وليلةٍ، من شروق الشمس حتى غروبها، وَحكمها فرضٌ على كل مسلم ومسلمة.

صلاة الجماعة

والمقصود بها الصلاة التي تُؤدى يوم الجمعة في وقت الظهر جماعةً في المساجد، حُكمها واجب على كل مسلمٍ عاقلٍ بالغٍ مقيم.

الصلاة النافلة

تسمى أيضًا (صلاة التطوع)، أي الصلاة التي يتقرب بها العبد من الله. وتكون زائدة عن الصلوات الخمس المفروضة، حُكمها أنه يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، ومنها: صلاة التراويح، وصلاة العيد، وصلاة الكسوف والخسوف، وتحية المسجد.

صلاة الجنازة

تعني الصلاة التي يقوم بها عدد من المسلمين على الميت، وحُكمها فرض كفاية.

إقرأ أيضًا:

شروط الصلاة الصحيحة

تعتمد صحة الصلاة على شروطها المهمة، وإليكم شروط الصلاة الصحيحة:

  • الإسلام: فالصلاة فرض على كل مسلم ومسلمة نطق الشهادتين،وآمن بالله ورسوله.
  • العقل: فلا تصح الصلاة للمجنون وغير العاقل.
  • أن يكون الشخص بالغًا: فلا تصح الصلاة للصغير، وحدُّ التمييز (7) سنوات.
  • الخلو من موانع الصلاة، (كالحيض، والنفاس).
  • الوضوء.
  • الطهارة: أي إزالة النجاسة عن الثوب والبدن.
  • ستر العورات: إذ أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة، أما عن المرأة فعليها تغطية جميع جسمها ورأسها، إلا وجهها وكفيها.
  • دخول وقت الصلاة: فلا تصح الصلاة في غير وقتها، فهي عبادة محددة بزمنٍ معين.
  • استقبال القبلة: إذ أن الصلاة لا تصح دون استقبال القبلة، مع القدرة على ذلك.
  • النية ومحلها القلب: وهي شرط مهم من شروط الصلاة.

عقوبة تارك الصلاة وخسارته

لا يمكن للعقل البشري أن يستوعب العقوبات المترتبة على من ترك الصلاة كفرًا بها، فمن تغافل عن صلاته لن يلاحظ هذه ما حرمه الله من نعم الدنيا لأنه حينها سيكون غارقًا في المعاصي والذنوب، لكن عقابه عند الله عظيمٌ وشديد، وسنعرض لكم هنا بعض خسائر الدنيا والآخرة:

القرب من الله

إن من أفضل الأوقات التي يكون فيها المسلم قريبًا من ربه، هي أوقات الصلاة، فإذا خسرتها باعدت المسافة بينك وبين الله عز وجل، حينها كيف ستطلب منه أن يرزقك، ويزيدك من نعمه وأنت لا تقم بأكثر العبادات حبًا له.

مواطن الدعاء

العقوبة هنا هي عدم استجابة الله لدعاء من يترك صلاته، تخيل أيها المسلم لو أن الله حرمك من نعمه الكثيرة، واشتدت عليك المصائب والأحوال، فكيف تلجأ إلى الله وأنت عاصيًا له، تاركًا صلاتك، وغارقًا في شهوات الدنيا.

حصن المسلم عن المنكرات والمعاصي

خلق الله الإنسان فقيرًا له، ضعيفًا أمام رذائل الدنيا ومعاصيها، خسارتك عندما تترك أهم العبادات، أنك لن تجد أي رادعٍ ومانعٍ عن قيامك بِالمنكرات والكبائرعلى أنواعها، وقال الله تعالى في محكم كتابه “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ” 

ذكر الله لك

عندما تذكر الله في صلاتك، يذكرك الله تعالى في الملأ الأعلى، أنتم تاركو الصلاة، الغافلون عنها، من منكم سيذكره الله، من منكم سيُحبه جلَّ عُلاه، قد خسرت شرف هذا التكريم أيضًا في الدنيا قبل الاخرة.

تفريج الهموم

حينما تتثاقل الهموم على المسلم، يلجأ إلى الله بوضوئه وصلاته، ويدعي الله عز وجل أن يفرج همه ويزيل كربته، و من خسائرك أيها المتغافل عن الصلاة، أنك لن تستطيع أن تكون بين يدي الله وتطلب رحمته وعونه، لأن حبل الوصل بينك وبينه سبحانه تعالى مقطوعه ولا رجاء منه، عدا عن عقوبة تارك الصلاة.

طوق النجاة وتكفير الذنوب

تعتبر الصلاة طوق النجاة للمسلم، إذ أن الله سبحانه وتعالى يغفر للمسلم ذنوبه ما بين كل ركعةٍ وركعة، فأنت يا من ارتكبت المعاصي والذنوب، يا من تركت فروضك التي أمرك الله بها، كيف ستُغفر ذنوبك؟ كيف ستُكفر عن أخطائك؟ خسرت الدنيا وخسارة الآخرة أعظم.

خاتمة تارك الصلاة

هل يعقل أن تكون خاتمة من ترك صلاته كمن أقامها في أوقاتها؟  هل يحاسب الله من مات مصليًا قائمًا كَمن مات على معصية؟ كثيرًا ما نسمع القصص والدروس التي تعطينا المواعظ في هذه الحياة، ومن عدل الله أن من مات على معصية سينال أسوء عقاب وستكون خاتمته صعبةً مثل أفعاله والعياذ بالله.

نطق الشهادتين

من أكثر الأمور فظاعةً وخوفًا، أن من يترك فروضه لا يستطيع أن ينطق الشهادتين في سكرات الموت، حتى لو تم تلقينه إياها، فستكون ثقيلةً عليه كالجبال، وهذه إحدى خسائرك فاتعظ.

مكان دفن من تهاون في صلاته 

من عقوبات تارك الصلاة وَخساراته في الحياة الدنيا، أنه لا يدفن في مقابر المسلمين ولا يصلى عليه، تخيل أيها المتغافل ذلك، ما أصعبه من موقف وما أشد وقعه وأثره ونتائجه.

إقرأ أيضًا: تعريف حفظ اللسان وأهميته

نصائح مُهمة تقوي علاقتك بالصلاة

من أهم النصائح التي تقربك من الله وتقوي علاقتك بالصلاة، ما يإتي:

  • عاهد الله، وابني بينك وبينه علاقةً قويةً أساسها عمود الدين(الصلاة).
  • استحضر دائمًا أجر وضوئك وصلاتك، تذكر نعم الله عليك واشكره بأحب العبادات، واجعل ثواب الآخرة نصب عينيك.
  • تقرب إلى الله بكثرة صلاتك والذكر، وآداء العبادات.
  • أقم الصلاة في أوقاتها ولا تتأخر في آدائها، لتنال أجر قيامها كاملًا.
  • ابتعد عن كل المشتتات في أثناء الصلاة، صلِّ في مكان هادئ، فذلك يزيد من خشوعك أثناء الصلاة.
  • اجعل رسول الله -صل الله عليه وسلم- قدوة لك في كل أعمالك، صلِّ كما صلّى، احسن وضوئك، وأخلص النيه، وتوكل على الله.
  • إذا شعرت بتقصيرٍ في صلاتك، حسِّنها، زد في خشوعك وعوضها بالنوافل.
  • تذكر دائمًا عقوبات تارك الصلاة في الدنيا والآخرة، فهذه الأمور تساعدك أحيانًا على آداء الفروض، لتجنب عقاب الله ونيل الثواب العظيم.
  • ثق بنفسك دائمًا، وتذكر أنك تستطيع أن تكون قريبًا من الله، وتنال شرف رضاه سبحانه وتعالى.

ثواب فرض الصلاة

ينال المصلين اجرًا عظيمًا من الله سبحانه وتعالى، قم بأداء الصلاة في وقتها، فَفضلها عظيم وأجرها كبير ومن هذا الفضل:

  •  تنهى الصلاة عن المنكر والبغي، وتدعوا المسلم للأمر بالمعروف والقيام بعمل الطاعات؛ لنيل رضاه عزَّ وجل.
  • إن الصلاة نورٌ للمسلم يوم الحساب، يوم لا ينفع الناس مال ٌولا بنون، إضافةً إلى أنّها نورٌ له وسببِ رزقه في الحياة الدنيا.
  • الصلاة ترفعُ درجات  المسلم في الجنّة، وتُكفر عنه خطاياه وسيئاته.
  • تعتبر الصلاة منجاةٌ لصاحبها من عذاب القبر، فهي مِن الأعمال التي تؤنس صاحبها بعد الموت في قبره.
  • تزيد الصلاة من رزق المسلم، وتوسع له الخيرات.
  • شعور المسلم بالراحة النفسية والهدوء الروحي، أثناء الصلاة.
  • صلاحُ الصلاة يعمل على اصلاح جميع الأعمال، إذ أنها أوّلُ الأعمال التي يُحاسبُ عليه العبد يوم القيامة.
  • الصلاة  تُعين المسلم على الصبر في المصائب والمحن، لأنها تُعلق المسلم بالله تعالى وبالآخرة.
  • كثرة الصلاة سببًا مُهمًا، لدخول المسلم برفقة النبي -صلَّ الله عليه وسلم- إلى الجنة.
  • يميز الرسول – صلَّ الله عليه وسلم- المصلي يوم القيامة  من أثر وضوءه، فهو يتسم بالغرة والتحجيل.

إقرأ أيضًا: فن التعامل مع الناس

إلى هنا نختم مقالنا هذا الذي تحدثنا فيه عن عقوبة تارك الصلاة، ووضحنا أنواع الصلاة وعرفنا بها، كما وعرضنا لكم بعض الخسائر التي يُحرم منها تارك الصلاة، فلا حظَّ له في الدنيا، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وَتوعده الله بالويل والعذاب الأليم، كما وقدمنا لكم بعض النصائح التي تساعدكم على أن تكونوا بين يدي الله عز وجل عند آدائكم لفروضكم الخمس، احسنوا صلاتكم وتذكروا النعيم الدائم، نعيم الآخرة في جنةٍ عرضها السموات والأرض، للاستماع إلى قصة عقوبة تارك الصلاة “من هنا

تعليق 1
  1. آية البير يقول

    بميزان حسناتك إن شاء الله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.