اشتقت إليه

2

اشتقت إليه

اشتقت إليه كثيرًا، وأنا على يقين تام بأن جميعنا أصبنا بسهام العشق، بل تُيّمنا به بالتأكيد، في ذاك الزمن أيعقل شخص كهذا يمشي مثلنا على اثنتين؛ جنة تمشي على أرضٍ نحن فيها، حقًا هذا شيء لا يصدق، ما أجمله! ما أعظمه! حبيبي يا رسول الله فداك أبي وأمي، فداك كل غالي، فداك روحي ونفسي وكلي.

يا لحظ من رآه

كل شخص خالط حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- محظوظ، قد يحسدون أولئك الذين عاشوا معه وعاشروه، لمسوا يده الطاهرة، رأوا شعاع نوره، رأوا جمال روحه، أناقته في التعامل، رقي في الكلام.

من أين أبدأ والحديث غرام

فالشعر يقصر والكلام كلام          

من أين أبدأ في مديح محمد

لا شِعر ينصفه ولا الأقلام

إقرأ أيضًا: أثر الهدايا في قلوب الصغار

معاملته لأهل بيته

كيف عامل السيدة عائشة عندما كانت طفلة صغيرة وجدًا لطيفة، كانت إذا دخلت عليه قام من مجلسه وأمسك يديها ذات الأنامل الصغيرة وقبلها ومن ثم أجلسها في مجلسه؛ رسول عظيم الشأن مرسل بأمر رباني يساعد زوجاته في عمل المنزل ولم يتكبر يومًا، لم يقل هذا أمر ينقص من رجولتي، وكان يخيط ثوبه بيديه الشريفتين، ويخصف نعله.

والأهم من ذلك كله أنه يلتمس العذر لأزواجه؛ فعندما أهدته زوجته زينب بنت جحش طبق طعام، عندما كان في منزل السيدة عائشة، حينما رأت أم المؤمنين عائشة ذلك جنّ جنونها، وغارت غيرة شديدة، فضربت الطبق بيدها فانكسر نصفين، وتناثر الطعام في غرفتها، بالرغم من أن ذلك الموقف قد يكون خاطئ وليس سليم مئة بالمئة ولكن لا، لم يزد النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يبتسم ابتسامة رقيقة وضعها بين شفتيه وقال: غارَت أمكم.

إقرأ أيضًا: خاطرة لا تحزني

رسولنا الكريم مع حفيديه

كان حبيبنا -صلى الله عليه نقطة ضعفه أيدٍ صغيرة، وعيون لامعة ومليئة البراءة، فقد كان عليه السلام يعشق الأطفال عشقًا كبيرًا، بينما رسولنا وحبيبنا يخطب على المنبر إذ أقبل عليه حفيداه الصغيران الحسن والحسين يلبسان قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل وحملهما فقال: صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة، نظرت إلى هذين الصبيين  يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورَفعتهما.

كيف كان يعامل الخدم!

أتذكرون كيف كان الخدم يعاملوا في الجاهلية حالكة السواد؟ كانوا يعامَلوا وكأنهم ليسوا من بني البشر، فقال نبينا عليه الصلاة والسلام:

“إخوانُكم خَوَلكُم، جعلهم اللهُ تحت أيديِكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعِمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإنْ كلفتوهم فَأعينوهم”.

إقرأ أيضًا: خاطرة زمن الأرانب

صلّوا عليه دائمًا وأبدًا

هذا النبي لا كذب، هذا ابن عبد المطلب صلى عليك الله يا حبيبي يا رسول الله، صلوا عليه وسلموا تسليمًا، لولاه لم نكُ شيئا يذكر، هو الذي تعذب كي نكون على هذا الدين الحنيف الرائع، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إلى هنا نكون وصلنا إلى ختام خاطرة اشتقت إليه.

2 تعليقات
  1. آية البير يقول

    جميل، عليه الصلاة والسلام ♡

  2. Leo يقول

    موضوع جميل ❤️♥️💞

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.