أفضل ما يهدى للميت، نودع في حياتنا أرواحًا من كثرة تعلقنا بهم، كنا نتمنى لو أن الله أخذ من أعمارنا وأطال أعمارهم، لكن شاء الله أن تتوارى أجسادهم الثرى، وتبقى أرواحهم معلقةٌ في ذاكرتنا وفي قلوبنا، نهديهم محبتنا، وأشواقنا عن طريق الدعاء والصدقات، وفعل الخير.
إقرأ أيضًا: خاطرة محاولتي الأخيرة
أفضل ما يهدى للميت
إن الميت، هو الشخص الذي خرجت روحه من جسده، وانتهت رحلته في هذه الحياة، وأصبح بحاجة للدعاء والاستغفار، وبعض الأعمال التي يصل ثوابها له.
والمقصود بأفضل ما يهدى للميت، هي الأعمال التي يقوم بها الإنسان لينفع بها المتوفى، بعد أن انقطع عمله في هذه الحياة الدنيا، فيكون في أمس الحاجة للأجر والأعمال التي يثاب عليها، وكما قال رسولنا الكريم – عليه أفضل الصلاة والسلام -:” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”، فلتكن ذلك الابن، والصديق، والحبيب الذي يدعو لمن رحلوا، وفارقتنا أرواحهم، وليصل كل خير ودعاء، أجرًا وثوابًا وحسنات للميت.
إقرأ أيضًا: عبارات حزينة: عن الموت والفراق والخيانة
سداد ديون الميت
حيث يجب على أولياء الميت، أن يسرعوا بتسديد كل ما على الميت من ديون من أمواله، أما في حال أن لم يكن له مال، فعليهم أن يعملوا على قضاء ديونه من مالهم الخاص، وبذلك لا يبقى في ذمة المتوفي أي دين، حيث جاء في الحديث أن الرسول ﷺ قال: “نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه“، ولا يجوز تقسيم مال الإرث، إلا بعد أن يتم تسديد جميع ديون الميت سواء أكان الدين للحكومة أو للناس، وقال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: “مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ“.
قضاء أيام الصيام عنه
حيث ثبت أن الميت يصله أجر الصيام عنه، وقضاء الأيام التي أفطر بها، سواء أكان صوم القضاء في رمضان، ، أو صيام النذر، بالإضافة إلى صوم الكفارات، مثلًا: صوم كفارة القتل، وصوم كفارة الجماع في رمضان، وكفارة الظهار، ويجوز أن يقضي عنه كالابن، أو الابنة، أو الزوجة، أو أي أحد من أهله وأقربائه، لكن إذا أفطر الشخص رمضان وهو مريض ومات في مرضه، فقد أجمع أهل العلم أن لا يقضى عنه أيام الصيام، ولا الإطعام، لأنه معذور بمرضه، وقال رسول الله ﷺ: ” من مات وعليه صيام، صام عنه وليه“، والولي هو القريب، ولا يجوز الصيام عن الميت صيام التطوع، وإنما يصام عنه صيام قضاء الأيام التي أفطر فيها، وتساهل في قضائها، إلى أن وافته المنية.
إقرأ أيضًا: كلمات من ذهب
أفضل ما يهدى للميت الصدقة، وأحسنها الصدقة الجارية
يستطيع المرء أن يتصدق عن أبيه المتوفي، وأمه، وخاله وعمه، أو أي أحد يريد، وتكون الصدقة بالطعام أو الملابس، زد على ذلك المال، ويستطيع أن يتصدق عن الميت الابن سواء الذكر أو الأنثى، أو الزوجة، أو الأم، وغيرهم، وقال رسول الله ﷺ في الحديث الشريف: ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له“.
وأحسن الصدقات وأفضلها هي الصدقة الجارية، وتعرف بأنها الأعمال التي يصل ثوابها للميت دام هذا العمل باقيًا وموجودًا، أو إلى أن يأتي يوم الحساب، ومن الصدقات الجارية، حفر آبار الماء، أو طباعة عدد من المصاحف وتوزيعها على الناس والمساجد، علاوةً على ذلك فإن بناء المساجد من الصدقات الجارية أيضًا.
إقرأ أيضًا: فن التعامل مع الناس
أفضل ما يهدى للميت، الدعاء والاستغفار له
حيث أمر الرسول ﷺ الناس أن يستغفروا للميت بعد دفنه، حين قال: “استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل“، وعلى المسلم أن يكثر من الدعاء للميت، بالرحمة والمغفرة، وأن يسأل الله عز وجل أن يتجاوز عن سيئاته، وأن يكرمه الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب، وأن يُنجيه الله تعالى من عذاب جهنم، أضف على ذلك، كل دعاء واستغفار ينفع الميت ويصله ثوابه، حيث كان رسولنا الكريم-عليه أفضل الصلاة والسلام – يقول في دعائه: ” اللهم اغفر لحيّنا وميتنا“.
الحج والعمرة
تعد هذه الأعمال من أفضل القربات التي ما يمكن أن تهديها للميت، وتنفعه بعد موته كثيرًا، فإذا كان الميت قد أدى فريضة الحج أو العمرة قبل موته، فَتعتبر نافلةً له، ويؤجر كلاهما (الميت، ومن حج أو اعتمر عنه) على أدائها، أما إذا لم يؤدها الميت في حياته، فيكون من ناب عنه قد أدى عنه تلك الفريضة، شرط أن يكون قد حج عن نفسه أولًا، ثم يحج عن الميت بعد ذلك، وهذا من الإحسان والعمل الطيب، الذي يؤجر عليه الميت بعد ما انقطع عمله في هذه الدنيا.
والدليل على ذلك أن الرسول ﷺ سئل عن ذلك عدة مرات، فقال للسائل: “حج عن أبيك“، وقال عليه السلام للسائلة: ” حجي عن أبيك“، وقال لآخر: “حج عن أمك“، وسأل آخر الرسول عليه الصلاة والسلام قائلًا: إني لبيت عن شبرمة، فقال له الرسول ﷺ:” من شبرمة؟ “، فرد السائل مجاوبَا: أخ لي أو قريب لي، فرد عليه النبي ﷺ قائلًا:” حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة“.
إقرأ أيضًا: الكلمات من نظرة مختلفة
قضاء الصلاة عن الميت
الصلاة هي حلقة الوصل بين العبد وربه، وهي حق لله سبحانه وتعالى، وتعتبر الصلاة من العبادات التي لا نيابة فيها، فلا يجوز أن يصلي أحد عن أحد، ولا يجوز قضاء الصلاة عن الميت، ولم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلّى عن الأموات، ولم يفعل ذلك الصحابة أيضًا، بخلاف الصيام والحج وَآداء العمرة.
وإذا كان الشخص مريضًا فيجب عليه أن يؤدي فروض الصلاة قائمًا، أو جالسًا، أو على جنبه، زد على ذلك أنه يستطيع أن يصلي مستلقيًا، إذا لم يستطع الوقوف أو الجلوس، وإذا لم يتمكن المريض من الوضوء، فليتيمم، إضافةً أنه يستطيع أن يصلي بعينيه إذا وجب ذلك، حيث قال رسولنا الكريم: ” صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقيًا”.
إقرأ أيضًا: فوائد القسط الهندي وأضراره
هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟
قراءة القرآن على الميت غير مشروعة وليس لها أصل، والمشروع هو أن يقرأ الأحياء القرآن ليفكروا به وَيتدبروا معانيه، واختلف أهل العلم على ذلك الأمر، ومنهم من قال أنه جائز أن يهدى للميت قراءة القرآن، وأن يختم له القرآن الكريم، ومنهم من رأى أن هذه الأمور توقيفية، ولا يفعل الناس منها إلا ما أقره الشرع والدين، وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد“.
إضافةً إلى ذلك، أن الرسول عليه الصلاة والسلام، لم يفعل ذلك لموتى المسلمين، مثل بناته اللواتي توفين في حياته، ولم يفعل ذلك الصحابة أيضًا، ولا يوجد أي دليل عن رسولنا الكريم يثبت صحة وصول ثواب قراءة القرآن للميت.
هل يستطيع الميت أن يعرف من دعا له؟
أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية وقالت: إن الميت يعرف من يدعو له، كما قال أهل العلم، وذلك لأن ثواب هذا الدعاء يصل للميت، وينتفع به في قبره، وَيرفع الله به درجة الميت.
إقرأ أيضًا: شجرة المورينجا وفوائدها العظيمة للجسم والتخسيس
إلى هنا، نكون قد وصلنا لختام مقالنا هذا عن أفضل ما يهدى للميت، وعرفنا أن الميت قد انقطع عمله في هذه الحياة الدنيا، ولا يسعنا أن نقدم له سوى الدعاء والصدقات، لينال بها الأجر والثواب من الله عز وجل، كما نستطيع أن نقضي عنه أيام الصيام التي لم يقضها في حياته، وأن نؤدي عنه فريضة الحج والعمرة، وطرحنا العديد من الأدلة على وصول ثواب هذه الأعمال للميت، وأنها ترفع درجاته في جنات النعيم بإذنه تعالى، فاللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين جميعًا، وللحصول على الكثير من المعلومات المميزة والثقافية والدينية، والطبية يرجى زيارة صفحتنا عبر الفيسبوك “من هنا“.
المصادر: 1 , 2 , 3 , 4 , 5 , 6 , 7 , 8 .