أساليب تربية الأطفال

0

أساليب تربية الأطفال؛ لا تعني فقط الأساليب التي يمكن اتباعها من أجل الاهتمام باحتياجات الأطفال وتلبيتها، فهي ليست مجرد تقديم الطعام لهم أو أخذهم إلى المدرسة وتعليمهم بعض الأنشطة واللعب معهم؛ وليست مهمة سهلة يمكن القيام بها بأبسط الطرق، ولا حتى صعبة لا يمكن فعلها، ولكنها أحد المهام الهامة والضرورية تجاه الأبناء، والتي تحتاج إلى المعرفة والوعي الكافيين للقيام بها.

أساليب تربية الأطفال

إنّ أساليب تربية الأطفال تعني؛ اتباع أفضل أساليب الاهتمام بهم وتحسين مستواهم ومستوى تفكيرهم وشعورهم وسلوكياتهم كافة، ولا تنحصر التربية على المنزل وإنما يتوجب متابعة الأولاد والاهتمام بسلوكياتهم في الشارع والمدرسة وحتى الأماكن العامة.

أنواع أساليب التربية

يمكن القول أن هناك أربعة أنواع من التربية وهي التربية المتسلطة والتربية المتساهلة وأسلوب التربية اللامبالي وأسلوب التربية المعتدل، وفي بحثنا هذا سنتناول تلك الأساليب الأربعة كافة نظرًا لأهمية تَعَرُّف الوالدين عليها، بهدف اتباع ما هو هام منها وتجنب ما يسيء إلى الطفل.

اقرأ أيضًا: أسباب جفاف المهبل وعلاجه

أسلوب التربية المتسلط

يعتبر أسلوب التربية المتسلط من الأساليب المستبدة؛ حيث إن الآباء يَبدون منضبطين للغاية ولكن أسلوبهم صارم جدًا مع القليل من الأحاديث والمناقشات والكثير من العقوبات، وغالبًا لا يتم التواصل بين الوالدين وأبنائهم حتى أنه لا يتم شرح أي من القواعد والحدود أو الأسباب، ويكون الآباء ذوي هذا النمط المتسلط لا يهتمون بمشاعر أبنائهم وأقل رعاية لهم كما أنّ الآباء لديهم توقعات عالية في أبنائهم مع مرونة قليلة جدًا.

أسلوب التربية المتساهل

وفي هذه الحالة يكون الآباء على عكس الحالة الأولى فهم متساهلين ومتسامحين جدًا مع أطفالهم يتركونهم يقومون بما يرغبون، وتكون ارشاداتهم وتوجيهاتهم ونصائحهم محدودة، إن الآباء في هذا النوع يعتَبرون أطفالهم أصدقاءً أكثر من كونهم أبناءً، القواعد لديهم محدودة أو أنها غير موجودة بتاتًا، غالبًا ما يتركون أطفالهم يقعون في المشكلات يكتشفونها بأنفسهم، عملية التواصل بين هذا النوع مفتوحة وغالبًا ما يترك الآباء أبنائهم يقررون ما يرغبون لأنفسهم لا يحددون لهم توجيهات معينة ، يبحث الأبناء في هذه الحالة عن مشاعر الدفء والرعاية أكثر منهم في الحالات الأخرى فهم يفتقرون الى ذلك، توقعات الاباء تجاه أبنائهم قد تكون قليلة جدًا وحتى أنّها غير موجودة ولا يمكن تحديدها من قبل الآباء.

اقرأ أيضًا: ضرب الأطفال ومخاطره وبدائل الضرب

أسلوب التربية اللامبالي

في هذا الأسلوب يتم إعطاء الأطفال قدرًا كبيرًا من الحرية حتى أن بعض الآباء يبتعدون عن طريق أبنائهم، كثيرٌ من الآباء في هذه الحالة لايعترفون بالتربية وحتى أنهم لا يعرفون شيئا عنها؛ وليس هناك أسلوب معين لضبط الأطفال؛ إذ يسمح الوالد للطفل فعل ما يشاء فهو ليس لديه المعلومات الكافية ولا يعرف سُبُل رعاية الأبناء، في هذه الحالة أيضًا تكون الاتصالات قليلة جدًا أو أنها غير موجودة، لا يراعي الآباء في هذه الحالة أبنائهم ولا يمتلكون أي توقعات تجاههم

أسلوب التربية الهادف والبناء

يتصف الآباء في هذا الأسلوب أنهم الأكثر ثقة وعقلانية، فهم يقومون على رعاية أبنائهم بشكل كبير جدًا، وتكون توقعاتهم عالية وشديدة الوضوح، ويميل أطفالهم إلى ضبط أنفسهم بأنفسهم والتفكير فيما ينبغي عليهم فعله، ويُعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب فائدة للأبناء فهو يحتوي على العديد من الشروط التأديبية التي تكون واضحة، كما يكون التواصل في هذه الحالة كبير ومناسب لعمر الطفل؛ إذ يقدم الآباء الملتزمين الرعاية الشديدة لأبنائهم الكثير من الحب والعطف والحنان، كما تكون أهداف الأبوين واضحة للجميع.

اقرأ أيضًا: طرق الاعتذار وأساليب رائعة

التربية العقائدية

يتوجب على الوالدين ترسيخ العقيدة لدى الأبناء وذلك عن طريق تعليمهم أن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأن يتم توضيح معانيها وشرحها لهم، وأن نرسخ في داخل الطفل محبة الله تعالى وصفاته والنعم التي أعطاها للبشر، وأن نعلمهم كيف يشكرون الله على تلك النعم، وأن يبتعد المربي عن تهديد الأبناء بالنار والعذاب، ولكن لا ينسى تعليمهم أنّ الله تعالى يراهم وأنه مطلعٌ على كل ما يقومون به من أعمال وأقوال كي يستشعروا رقابة الله عز وجل لهم في كل وقتٍ وحين.

التربية على العبادة

يتوجب على المربي تعويد الأطفال على العبادات منذ نعومة أظفارهم، وذلك من خلال ترسيخ مفهوم الحب للطاعات والكراهية للمنكرات، وقد أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم الآباء على حث أبنائهم وتعويدهم على الطاعات بطريقة تدريجية، كما أمر بتحبيبهم وتدريبهم على الصيام بين فترة وأخرى، ولا بأس من جعلهم يؤمون الصلاة مع من هم في سنهم، كما يجب تعليمهم الأركان الخمسة للإسلام، وكيفيّة الوضوء والصلاة، وحثّهم عليها وتحبيبهم بها ولا ننسى السير معهم صوب المسجد.

اقرأ أيضًا: النهام العصبي، أسبابه وأعراضه وعلاجه

التربية على الأخلاق

ينبغي زرع الأخلاق الحسنة في قلوب الأطفال بأسلوب جميل بعيدًا عن العنف والقسوة، كي يثقوا بوالديها اللذان يعتبران مصدرًا للأمان، وبالتالي اتباع نصائحهم بلا تردد، كما ينبغي تربيتهم بالقدوة الحسنة، ومنها الصدق الذي يعتبر من أهم وأبرز الصفات التي يمكن أن يتعلمها الطفل من والديه، كما ينبغي مدحهم عند قيامهم بالأعمال الحسنة، وعدم فضحهم أمام الآخرين أو معايرته والوقوف ضدهم، كما ينبغي على الوالدين إلقاء التحية على الأبناء وعدم كشف العورات أمامهم بذريعة صغرهم في السن، كما يتوجب عليهم بر الوالدين أمامهم كي يترسخ لديهم مفهوم البر عند الكبر.

أبرز وسائل تربية الأطفال

ومن أبرز وسائل تربية الطفل، والتي ينبغي على كل مربي اتباعها، مهما كان دوره في حياة الطفل ومسيرته التعليمية، وهي كالتالي:

  • تعليمهم كيفية التفكير الإبداعي قبل القيام بالتصرفات: وكيفية التعلم من أخطائهم، وذلك من خلال التفكير معهم والتحاور معهم بطريقة منطقية وتشجيعهم على التفكير الإيجابي.
  • تشجيعهم على التعليم وجعلها من العادات الإيجابية: وذلك من خلال دعمهم شخصيا وعاطفيا، وتشير العديد من الأبحاث العاطفية والاجتماعية إلى إن كفاءة الطفل الاجتماعية والعاطفية تؤثر بشكل مباشر على نجاحهم على الصعيدين الأكاديمي والاجتماعي والتركيز على تخليصهم من العادات السلبية في العملية التعليمية.
  • تعليمهم كيفية التعرف على مشاعرهم وفهمها: وتعليمهم القيادة بالقدوة وتعليمهم كيفية التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بالكلمات وتقدير السلوكيات الإيجابية الخاصة بهم ومناقشة السلوكيات السلبية لأن تربية الأطفال تتضمن الاهتمام بنموهم الداخلي والخارجي في كافة مراحل حياتهم.

اقرأ أيضًا: تمارين كيجل، فوائدها وأضرارها للنساء والرجال

وفي ختام مقالنا هذا حول أساليب تربية الأطفال، نكون قد قدمنا للمربيين كافة الأنواع الأربعة لتلك الطرق والوسائل التي يمكن باتباعها تدمير شخصية الطفل في حال كانت غير مناسبة، وتربية الطفل التربية الصالحة، في حال كانت مقبول وملائمة، كما قدمنا أبرز وسائل التربية.

المصادر: 1 , 2 , 3 .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.